إعلان

نيويوركر: ترامب "الضعيف والمعزول والمٌستبد" يعلن حالة الطوارئ

08:56 م السبت 16 فبراير 2019

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:
نشر الكاتب الصحفي جون كاسيدي مقالًا هاجم فيه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص بإعلان حالة الطوارئ الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية بغرض تمويل الجدار الحدودي على حدود أمريكا الجنوبية مع المكسيك.

وقال الكاتب في بداية مقاله: "استغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كلمته أمس الجمعة، ليحاول جاهدًا أن يتخطى الهزيمة التي مُني بها في الكونجرس الأمريكي الذي لم يوافق على تمويل جداره، ليعلن أنه سيقوم بتوقيع حالة الطوارئ الوطنية في البلاد، مبررًا ذلك بأن الولايات المتحدة تشهد غزوًا كبيرًا للمخدرات والعصابات والأشخاص، وأن هذا أمر غير مقبول".

وأشار الكاتب، إلى أن ترامب لم يكتفِ بهذا فقط، بل سرد بعضًا مما وصفه الكاتب بأكاذيب حول المهاجرين غير الموثقين ليبرر فعلته، وقال ترامب: "لدينا عدد أكبر من الناس يحاول الوصول إلى البلاد أكثر مما كان لدينا من قبل، ومشكلة الجريمة والمخدرات في إل باسو أصبحت أفضل بنسبة 100% منذ بناء الجدار الحدودي، وتمتلئ السجون الفيدرالية بالمهاجرين غير القانونيين".

وفنّد الكاتب ادّعاءات ترامب، وقال: "إن عدد حالات اعتراض المهاجرين على الحدود الجنوبية يبلغ نصف ما كان عليه منذ عقد من الزمان، كما أن إل باسو أيضًا نسبة الجريمة بها من أقل النسب في الدولة بأكملها، والمهاجرين غير القانونيين يشغلون نسبة قليلة من قاطني السجون الفيدرالية".

صورة 1

ويقول الكاتب، إن قرار ترامب المتعلق الوضع على الحدود يكاد يكون خياليًا تمامًا بالطبع، ولكن من ناحية واحدة يُعد حقيقيًا أيضًا، فهو عنصر أساسي في الرواية السياسية التي ظل يخبر بها قاعدته من القوميين البيض على مدى 3 سنوات ونصف.

وكان ترامب قال بنفسه إنه يعتمد شعار "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، وإنه إذا كان عدم وجود جدار سيجعل مهربي البشر يمرون عبر المناطق الحدودية التي لا تتوفر فيها الحماية، فسيكون من الصعب جدًا أن نجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".

جدار ترامب من هذا المنظور، بحسب الكاتب، ليس إلا رمز للسيادة الوطنية، ولكن إذا كان من المهم جدًا بنائه لماذا لم يستطع ترامب أن يقوم بذلك خلال عاميه الأولين في الرئاسة عندما كان الجمهوريون يتحكمون في كلا غرفتي الكونجرس؟ ويظهر فشل ترامب في إقناع حزبه الجمهوري بدعم الجدار (الذي كان شعارًا للحملة الانتخابية الخاصة به) أنه رئيس ضعيف ومعزول.

ويقول الكاتب، إن زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الجمهوري ميتش ماكونيل، اُضطر لإعلان تأييده لحالة الطوارئ الوطنية وتشجيع الجمهوريين على ذلك أيضًا، خوفًا من الدخول في حالة إغلاق حكومي جديدة، إذا رفض ترامب التوقيع على اتفاق الإنفاق الحكومي الذي وافق عليه الحزبان ويخصص 1.375 مليار دولار للحواجز الحدودية، وتعد موافقة ماكونيل هذه، مثالًا على أن قيادة الحزب الجمهوري الشيطانية جعلتهم يوافقون على ميوله المستبدة.

صورة 2

ترامب بعد تصريحه أمس، قال إن إعلان حالة الطوارئ سيتم الطعن عليه في المحاكم الابتدائية، ولكن -بحسب ترامب أيضًا- بالنظر لما حدث لحظر السفر الذي كان وقعه في بداية رئاسته، فهو متفائل بأن يمر قانون حالة الطوارئ في المحكمة العليا، وهي النتيجة التي لا يمكن استبعادها بالنظر إلى الميول المحافظة للمحكمة.

وكانت المحكمة العليا الأمريكية قضت في يونيو الماضي بأغلبية خمسة أصوات مقابل أربعة بتأييد قرار الرئيس ترامب، بشأن منع دخول مواطني عدة دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، ورأت المحكمة أن قرار ترامب "يتفق مع نطاق السلطات الرئاسية" بموجب قانون الهجرة الأمريكي.

إذا حدث هذا، بحسب الكاتب، سيكون ترامب قد نجح في تقويض المبدأ القائل بأن "الرئيس يقترح والكونجرس يقرر"، والذي يرد في المادة الأولى من الدستور. وستكون بمثابة سابقة في تاريخ البلاد، ولكن ترامب لا يهتم بأن يكون ما يفعله سابقة أولى من نوعها.

وأوضح الكاتب، أنه سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما ستقرره المحاكم بشأن إعلان ترامب حالة الطوارئ، مختتمًا مقاله بـ "الرئيس ترامب يكشف كل شيء أمام الجميع: عدم الترابط، التلفيق، الكذب، الغرور، اضطراب نقص الانتباه وغيرها. ومن الواضح أنه (ترامب) لا يستطيع التحكم بنفسه".

فيديو قد يعجبك: