إعلان

ترامب ضد أردوغان: هل تنتهي العلاقات الأمريكية التركية بسهولة؟

04:41 م الجمعة 17 أغسطس 2018

ترامب و أردوغان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

تتفاقم الأزمة بين الولايات المتحدة وتركيا مع إصرار الطرفين على موقفهما ورفضهما تقديم أي تنازلات لإنهاء المشكلة التي كان لها تأثيرًا كبيرًا على الاقتصاد التركي.

تقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني، إنه بالرغم من تعافي الليرة التركية إلى حد ما خلال اليومين الماضين، إلا أن الاقتصاد التركي ما يزال متعثرًا، وربما سيشهد تدهورًا أكبر خلال الفترة المقبلة مع تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"خنق تركيا" من خلال العقوبات الاقتصادية.

وكان ترامب قد أعلن، الجمعة الماضية، عبر تويتر زيادة التعريفة الجمركية على الصلب والألمنيوم التركي، وهي الخطوة التي أثرت على وضع الليرة التركية والتي انهارت بنسبة وصلت إلى 40 بالمئة منذ مطلع العام الجاري.

وأشارت هآرتس إلى أن تركيا تعد واحدة من أهم حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط، كما أنها شريك تجاري وسياسي قديم.

وفي مقالة كتبها في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، دعا أردوغان الولايات المتحدة للتوقف عن اتباع سياستها الأحادية، وحذر من أنه سيبحث عن أصدقاء وحلفاء آخرين، في إشارة إلى روسيا وإيران.

ومع ذلك، تقول الصحيفة إن العلاقات الأمريكية التركية لا يمكن أن تنهي بهذه البساطة، ويرجع هذا بنسبة كبيرة إلى حلف شمال الأطلسي الناتو.

وذكرت هآرتس أن تركيا كانت حليفة لأمريكا منذ عام 1946، ويتشارك الاثنان في قاعدة إنجرليك العسكرية، وهي قاعدة عسكرية هامة جدًا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وشنت منها أغلب هجمات التحالف الدولي الذي قادته ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق منذ عام 2015، وقد ذكرت تقارير أن هناك 50 رأسا نوويا في القاعدة مُخزنين في القاعدة حاليًا.

يقول آرون شتاين، الخبير في الشؤون التركية والشرق أوسطية، إنه لا يوجد أي إشارة على أن تركيا قد تتخلى عن علاقاتها الثنائية مع أمريكا، ويرى أن الأمر يتعلق أكثر برغبة أردوغان في أن يبدو أكثر نفوذًا وصاحب الموقف الأقوى في هذا النزاع.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قد نشرت تقريرًا، في مارس الماضي، قالت فيه إن الجيش الأمريكي قلّص وجوده العسكري بالفعل في قاعدة إنجرليك، وربط المسؤولون ذلك التقرير بما تردد عن الخلاق بين أنقرة وواشنطن حول سياسة ترامب في سوريا.

وهذا ما يجده شتاين غير منطقي، ويقول إن القاعدة لم تُغلق بهذه السهولة، بالنظر إلى أهميتها الدولية.

وتصاعدت حدة الخطاب الغاضب والمناهض للولايات المتحدة في أنقرة عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016، ما زاد النقاش حول ضرورة سحب الولايات المتحدة لأسلحتها النووية من تركيا، خاصة بعد إغلاق الأخيرة القاعدة منعًا لاستخدامها في الانقلاب.

ومع ذلك، يرى شتاين أن تهديدات تركيا بإغلاق القاعدة أو الحد من العمليات التي تقوم بها هناك مبالغ فيها، خاصة وأن العمليات خارج قاعدة إنجرليك تخضع لاتفاقيات متعددة الجنسيات، بما فيها حلف الناتو، وتتطلب موافقة البرلمان التركي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأسلحة النووية في تركيا لا يمكن أن تستخدم إلا تحت مراقبة وإشراف الناتو، ومن أجل التصرف في ترسانة الأسلحة النووية تحتاج أنقرة إلى موافقة اجماعية من الناتو وروسيا.

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إنه من المستبعد أن تنسحب تركيا من حلف شمال الأطلسي في أعقاب أزمتها الحالية مع الولايات المتحدة، مُشيرة إلى أن أردوغان لديه التزام إزاء الناتو، وكان قد تعهد باستخدام القواعد العسكرية التركية في اسطنبول، وكان قد اقترح استخدام القواعد العسكرية التركية في أحد مشاريع الناتو العسكرية، ومن المرجح أن ترسل تركيا نائبًا للقائد ومستشارين عسكريين في بعثة الناتو التدريبية الجديدة في العراق.

فيديو قد يعجبك: