إعلان

7 سنوات حرب في سوريا.. كيف صمد الأسد؟

03:04 م الخميس 15 مارس 2018

الرئيس السوري بشار الأسد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

كان الرئيس السوري بشار الأسد في مشكلة، في صيف عام 2015، إذ أُنهك جيشه من القتال على عدة جبهات، وكان يخسر الكثير من الأراضي، كما هددت جماعات المعارضة المسلحة بقطع الطرق التي تصل بين معاقل النظام، حتى حدث أمر غيّر كل شيء.

تقول شبكة (سي إن إن) في تقرير نشرته اليوم، بمناسبة الذكرى السنوية السابعة للحرب الأهلية، إن الجنرال قاسم سليمان، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قرر الذهاب إلى روسيا ودعوتها إلى التعاون مع طهران لمساعدة الأسد، ما غير وجه الحرب تمامًا.

وذكرت أن سليماني وجد أن الأوضاع تسوء في سوريا، رغم أن تعاون المليشيات الإيرانية مع مليشيات حزب الله الشيعي اللبناني مع قوات الأسد، وقتالهم في صفوفه.

وبحسب سي إن إن، فإن لقاء سليماني بمسؤولين في موسكو أنقذ الأسد، ولكنه تسبب في حدوث دمار واسع النطاق في سوريا، فخلال العامين اللذين اعقبا اللقاء، دعمت روسيا وإيران الهجمات التي شنتها قوات النظام على المعارضة، وتسبب ذلك في انهيار البنية التحتية في الكثير من المدن والبلدات، ووفاة مئات الآلاف من المدنيين، وتشريد الملايين.

"حليف مقرب"

وفي نهاية صيف 2015، كانت قوات الأسد تسيطر على مساحة تقل عن ربع الأراضي السورية، فشعر النظام بتهديد دفعه إلى تغيير استراتيجيته في الحرب، وأعلن الأسد العفو عن الفارين من الجيش، وركز جهوده على الدفاع عن دمشق وما يحيط بها من مدن وبلدان.

وفي الوقت ذاته، خافت روسيا من أن تنجح قوات المعارضة في الإطاحة بالأسد، حليف موسكو المقرب، فتتحول سوريا إلى دولة فاشلة، وتصبح "يمن جديدة"، ووجد الكرملين أن التعاون الجوي بين روسيا والمليشيات الإيرانية على الأرض من شأنه عكس مسار الحرب.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في جلسة الجمعية العامة بالأمم المتحدة في سبتمبر 2015، إن التدخل الغربي في الشرق الأوسط كان كارثي. وأضاف: "بدلا من المساعدة على تحقيق الديمقراطية والتقدم، ينتشر هناك الآن العنف والفقر والكوارث الاجتماعية وتحدث كثير من انتهاكات حقوق الإنسان".

"إنقاذ روسي"

وبحسب سي إن إن، فإن أول طائرة عسكرية روسية هبطت في القاعدة الجوية بسوريا، في الوقت الذي ألقى به بوتين خطابه.

وقال الكرملين إن القوات الروسية الجوية في سوريا تهدف إلى القضاء على الجماعات الإرهابية. إلا أنه استهدف قوات المعارضة المعتدلة التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج، بحسب سي إن إن.

وفي نهاية عام 2015، أوضحت (سي إن إن) أن الطائرات الروسية كانت تحلق أكثر من 100 مرة في اليوم، واتهمت الولايات المتحدة وجماعات حقوق الإنسان موسكو بشنها قصف عشوائي على المباني، ما تسبب في تدمير البنية التحتية، والمستشفيات.

وتم تشكيل غرفة عمليات مشتركة عمل بها الآلاف من مليشيات حزب الله، ومقاتلين من فيلق القدس الإيراني، وانضم إليهم قوات سورية للقضاء على المعارضة والمتمردين السوريين في المناطق الشمالية والشمالية الغربية.

"استراتيجية جديدة"

واستفاد النظام من الانقسامات بين الجماعات المتمردة، والقتال الدائر بينهم، لاسيما رغبة تنظيم داعش في التخلص من جميع الفصائل الأخرى. وتقول (سي إن إن) إنه مع إحباط جهود السلام في جنيف، وفشل وقف إطلاق النار، وخرق الهدن، اتبع النظام السوري وحلفاؤه استراتيجية جديدة.

وقامت الاستراتيجية الجديدة، وفقا لسي إن إن، على ترك مقاتلي داعش يعبثون، والسماح للأكراد بفعل ما يحلو لهم، وتركيز النظام وحلفائه على المنطقة الواقعة ما بين شمال دمشق وحتى حمص وحماه، وتكثيف القصف الجوي على محافظة إدلب، للتخلص من الجماعات المتمردة.

وفي منتصف عام 2016، حقق الجيش السوري أكبر انجازاته، وهو استعادة شرق حلب، بعد حصوله على الدعم العسكري من من روسيا وإيران، واستطاع تشديد الحصار على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.

وبعد استعادة حلب، استطاع النظام السوري فرض سيطرته على العديد من معاقل المعارضة، مثل الغوطة الشرقية، وغيرها، وبعدها قرر الأسد وحلفاؤه تركيز جهودهم على التخلص من داعش وإخراجه من المناطق التي سيطر عليها، خاصة دير الزور، لاسيما وأنها منطقة غنية بالنفط.

ونقلت (سي إن إن) عن فاليري جيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة المسلحة الروسية، إن الطيران الروسي نفذ حوالي 19.160 ألف مهمة عسكرية، و71 ألف غارة منذ بداية تورطه في الحرب السورية.

"نصر غالي"

ورغم فوز الأسد في الحرب، وتفوقه على معارضيه، تقول (سي إن إن) إنه بات يحكم دولة محطمة ومنهارة تماما، وتفوق تكلفة إعمارها حوالي 100 مليار دولار، موضحة أن المستثمرين الأجانب والعرب سيخشون من وضع أموالهم في سوريا، حتى تتوصل الأطراف السياسية المتناحرة إلى اتفاق سياسي يُعجّل بإنهاء الأزمة.

كما أشارت سي إن إن إلى أن هزيمة المعارضة والمتمردين السوريين لا تعني القضاء عليهم تماما، فهناك مقاتلين وجهاديين يصرون على استئناف القتال والبقاء في الداخل حتى اخر لحظة، موضحة أن النظام السوري الآن يسيطر على أغلب الأراضي في سوريا، إلا أن المناطق القريبة من الحدود التركية يصعب الوصول إليها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان