إعلان

هل تُقنع إسرائيل المجتمع الدولي بـ"حرب في لبنان"؟

01:21 م الأربعاء 19 ديسمبر 2018

حزب الله

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

لاتزال أنفاق حزب الله المزعومة على الحدود بين لبنان والأراضي الفلسطينية، أكثر ما يشغل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بل ستدخل اليوم الأربعاء، مرحلة دبلوماسية جديدة، من خلال جلسة مجلس الأمن الدولي.

وتقول صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن مطالب إسرائيل -المدعومة من الولايات المُتحدة الأمريكية- ستُعرض في الإحاطة الدورية التي يقدمه مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط، ومن خلاله؛ تحاول إسرائيل الاستفادة العسكرية لزيادة الضغط على حزب الله والحكومة اللبنانية على الساحة الدولية.

ويوم الأحد الماضي؛ أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي اكتشاف نفق رابع، وترى "هآرتس" أن كشف الأنفاق بشكل منهجي في العملية التي تُدعى "درع الشمال" التي استمرت لأسبوعين، يعكس معلومات استخباراتية مكثفة، مُضيفة أن "الانطباع هو أن جيش الإسرائيلي يعمل وفق خطة ويكشف عن برنامج نفق حزب الله خطوة بخطوة".

وقالت الصحيفة إن هذا الكشف التدريجي يخدم أيضًا زاوية الدبلوماسية، إذ لا تزال العملية تحتل العناوين الرئيسية في إسرائيل، كما تحاول إسرائيل الحفاظ على متابعة الأنفاق من خلال زيارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الحدود.

وقام نتنياهو، بزيارتين إلى الموقع، إضافة إلى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، وللمرة الأولى سمح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، لشبكة "سي إن إن"، ببث صور من أحد الأنفاق التي تم اكتشافها، وذلك تمهيدًا لجلسة اليوم في مجلس الأمن.

وفي بيان للناطق العسكري في تل أبيب، جاء أن خبراء الجيش الإسرائيلي، الذين قاموا بتوثيق الأنفاق الأربعة التي تم اكتشافها أسفل الحدود بين لبنان وإسرائيل، يجرون مقارنة بينها وبين أنفاق حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيين على الحدود مع قطاع غزة، فيجدون أن هناك فوارق كبيرة، وأن حزب الله يعمل فيها بطريقة نوعية ومهنية أكبر، ما يدل على أنهم يستفيدون من خبرات دولة.

وأكد أن طريقة بناء النفق الرابع، مختلفة عن الأنفاق السابقة التي تم كشفها، وهي تشمل تبطينًا من الداخل، وظهرت فيه محاولات لسدّ المسار من المدخل اللبناني للنفق.

وأشارت الصيحفة إلى أن إسرائيل ستقول في الأمم المتحدة، إن عملية حفر الأنفاق في أراضيها انتهكت سيادتها وقرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية في عام 2006.

ومن جانبها؛ تحتج الحكومة اللبنانية على التهديدات الإسرائيلية ضد شعب جنوب لبنان -بما في ذلك رسالة نصية إلى القرويين بالقرب من الأنفاق الحدودية المزعومة- وجولات الطيران الإسرائيلي لالتقاط صور فوتوغرافية.

وكانت إسرائيل تأمل أن يقنع اكتشاف الأنفاق واشنطن بفرض عقوبات على لبنان والحد من المساعدات الأمريكية للجيش اللبناني، أو على الأقل ممارسة الضغوط المباشرة على الرئيس اللبناني ورئيس حكومته، لكن إدارة ترامب أشارت إلى أن هذا لن يحدث.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن العمليات ضد الأنفاق الحدودية المزعومة ستستمر لعدة أسابيع أخرى على الأقل، مشيرة إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي غادي إيزنكوت، كان يأمل في البداية أن يبدأ العمل قبل الشتاء، لكن النقاش في مجلس الوزراء حول الحاجة إلى هذه العملية، والآن يعتقد جيش الاحتلال أنه قد يجد المزيد من الأنفاق على طول الحدود.

وأضافت الصحيفة، أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" لها وجود قوي على الحدود، في المناطق التي تعمل فيها إسرائيل، وبالتالي فإنها تعرض كل نفق تكتشفه على ضباط الأمم المتحدة.

وأوضحت الصحيفة أن أكثر المناطق حساسية هي المناطق الواقعة شمال جدار الفصل الحدودي والتي لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي، حيث لا يوجد فصل مادي بين الجانبين هناك، لكن جيش الاحتلال يعرف أن المخابرات اللبنانية تتواجد دائمًا وقد يكون من بينهم أعضاء حزب الله.

وترى الصحيفة أنه على الرغم من الدعم الأمريكي للشكاوى الإسرائيلية ضد حزب الله، إلا أنه من المشكوك فيه أن تسفر جهود إسرائيل في الأمم المتحدة عن نتائج فورية، لكن رجحت أن نتنياهو يسعى إلى تحقيق أهداف بعيدة المدى.

وأكدت أن إسرائيل تستعد لمعركة "علاقات عامة" لوقف جهود إيران لبناء مصانع صواريخ دقيقة لحزب الله في لبنان، تسهّل الأنفاق، بالإضافة إلى احتمال أن يؤدي التوتر المستقبلي مع حزب الله -خاصة حول مصانع الصواريخ- إلى الحرب.

وختمت الصحيفة؛ "في أي حرب بلبنان؛ سيلجأ جيش الاحتلال إلى قوة غير مسبوقة في منطقة مدنية مكتظة بالسكان، الخطوات الحالية مصممة لتهيئة الأرضية على الساحة الدولية لتبرير العمليات الإسرائيلية، لن تحصل إسرائيل على موافقة المجتمع الدولي في أي مرحلة، لكنها ترى أنه من المهم توضيح أسبابها والظروف المُعقدة التي قد يتعين عليها العمل بموجبها".

فيديو قد يعجبك: