إعلان

مكانها وراء الحصان

سليمان جودة

مكانها وراء الحصان

سليمان جودة
07:08 م الأحد 05 فبراير 2023

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لا يزال بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، يصمم وهو يرأس حكومته السادسة الحالية، على أن يضع العربة أمام الحصان !

وهو لم يشأ أن يخفي ذلك منذ اللحظة الأولى، لأنه في اللحظة التي جاءه فيها التكليف بتشكيل الحكومة في مطلع هذه السنة من الرئيس الإسرائيلي اسحاق هيرتسوج، أعلن أن السلام مع الفلسطينيين لا يمثل أولوية بالنسبة لحكومته، وأن الأولوية عندها هي للسلام مع العرب، وأن هذا السلام هو الكل الذي سيؤدي إلى الجزء، وأن الجزء بالطبع هو السلام في فلسطين.

كان ذلك في اليوم الذي جاءه فيه التكليف بتشكيل الحكومة، وكان الظن أن حديثه عن هذه الأولويات هو من نوع الحماسة السياسية التي تصاحب بدايات تشكيل الحكومات في العادة، وكان الظن بالتالي أن حقائق الواقع العملي كفيلة فيما بعد بتعديل المسار.

ولكن مثل هذا الظن لم يكن في محله، لأن التطرف السياسي بكل معانيه تبين أنه سمة بارزة في هذه الحكومة في تل أبيب .. ولم تحتمل السفيرة الإسرائيلية في باريس تطرف حكومة نتنياهو فاستقالت على الفور، وكان مما قالته وهي تعلن استقالتها على الدنيا في العاصمة الفرنسية، أنها كسفيرة لا تستطيع الدفاع عن الحكومة الحالية في إسرائيل أمام العالم.

وقبل أيام قال نتنياهو إن السلام مع المملكة العربية السعودية يمكن أن يكون مدخلاً لحل شامل في شأن القضية في فلسطين، وهو يقصد بالطبع أن تلحق الرياض بقطار اتفاقيات السلام الإبراهيمي، الذي كان قد وصل إلى أربع عواصم عربية أيام حكومة نتنياهو الخامسة في ٢٠٢٠ ، وأيام أن كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب يحكم في البيت الأبيض.

قال رئيس وزراء الدولة العبرية هذا الكلام عن السعودية، رغم أنه يعلم تماماً أن موقف المملكة في هذا الشأن واضح جداً وأنه في وضوح الشمس، وأن موقفها المعلن هو أنه لا تطبيع مع إسرائيل قبل تقديم حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية .. وقد أعلنت المملكة موقفها بهذا الوضوح أكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة، ولكن بنيامين نتنياهو لا ييأس ولا يمل.

وبالتوازي مع حديث رئيس وزراء إسرائيل عن السلام مع السعودية، كان وزير خارجيته إيلي كوهين يزور العاصمة السودانية الخرطوم، وكان الحديث هناك يدور عن قرب توقيع اتفاقية للتطبيع بين البلدين.

وكانت الزيارة ومن بعدها الحديث عن توقيع اتفاقية من نوع الترجمة العملية للأولويات، التي كان نتنياهو قد أعلنها عند البدء في تشكيل الحكومة.

ولكن هذا كله لن يجدي في النهاية في شيء، وستظل قضية فلسطين كابوساً يؤرق إسرائيل، إلى أن تؤمن بأن العربة مكانها وراء الحصان.

إعلان