إعلان

بين نارين.. شماس كنيسة إمبابة يداوي جراحه ويبحث عن زوجته

09:13 م الأحد 14 أغسطس 2022

كتب- أحمد جمعة:

بين نارين، هكذا كان قلب "جرجس" شماس كنيسة أبوسيفين بمنطقة مطار إمبابة بالجيزة، فهو أحد المصابين جراء الحريق الهائل الذي وقع صباح اليوم، ما استدعى نقله إلى مستشفى إمبابة العام لعلاجه، وفي ذات الوقت يبحث عن زوجته التي كانت حاضرة قداس الأحد، ولا يجدها حتى الآن.

مبكرًا، حضر "جرجس" إلى الكنيسة كعادته، لكن ما لبث أن تحول القداس إلى صراخ وعويل بعد دقائق من بدايته: "كنا بنصلي والكهرباء قطعت، وشغلوا المولد الكهربائي، وفجأة لقينا دخان طالع من المولد بكمية كبيرة جدًا، ومش عارفين ايه السبب ولا نعمل ايه".

تفرق المصلّون، واختلفت الصفوف، وذهب الجميع نحو الشرفات لالتقاط أنفاس من هواء لم يتغير لونه، قبل أن ينتشر الدخان على وقع النيران التي امتدت في كافة الأرجاء، ليحاول جرجس الخروج قبل أن "يضيق نفسه" ويفقد بعضًا من تركيزه.

في تلك الأثناء، حاول أحد الشباب الدخول لإنقاذ الشماس جرجس، لكنه مع ثقل وزنه سقطا سوياً على سلالم الكنيسة من الدور الرابع إلى الثالث قبل أن يتدخل رجال الإسعاف لنقلهما إلى المستشفى.

حين وصل جرجس إلى مستشفى إمبابة كان التنفس عسيرًا عليه فحصل على جلسات أكسجين لمساعدته، مع علاجه من الكدمات: "أغمى علينا ومدرتش بنفسي، وفيه في عيني رمل".

لكنه رغم ذلك، كان شاغله البحث عن زوجته التي لم يعلم عنها شيئًا لعدة ساعات: "مراتي مش عارف عنها حاجة ومش عارفين عايشة ولا توفت".

ومع وصول الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان إلى مستشفى إمبابة، زار "جرجس" واطمئن على حالته الصحية، قبل أن يطلب منه الشماس تمكينه من معرفة موقف زوجته، ليرد الوزير: "متقلقش هنعرف وهنقولك مكانها".

ووفق وزارة الصحة المصرية، فإن إجمالي عدد الوفيات في الحادث الأليم بلغ 41 وفاة بسبب الدخان الكثيف الناتج عن الحريق والتدافع بسبب محاولات هروب الضحايا.

وبلغت حصيلة المصابين 14، غادر اثنان منهم المستشفيات بعد تلقي الرعاية الطبية اللازمة، فيما بقي 12 آخرون يتلقون العلاج، منهم 4 إصاباتهم خطيرة.

فيديو قد يعجبك: