إعلان

​​حلم قديم.. هل تستطيع إثيوبيا بناء 100 سد على النيل؟

10:30 ص الثلاثاء 01 يونيو 2021

آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد مسعد:

أعلن آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، نية بلاده إنشاء 100 سد عقب الانتهاء من سد النهضة في تحدٍ جديد لدولتي المصب.

من ناحيتهم، علق عدد من خبراء المياه والري، على التصريحات الإثيوبية، موضحين أن التصريحات ليست جديدة، لكنها تحمل عددًا من الرسائل.

من ناحيته قال الدكتور محمود أبو زيد، وزير الري الأسبق، إن هذه التصريحات تهدف للإثارة وحماسة الشارع الإثيوبي المتصارع داخليًا، مشيرًا إلى أن آبي أحمد يقدم نفسه للإثيوبين وكأنه مخلصهم من مصر والسودان الطامعين في الثروات الطبيعية الإثيوبية.

وأضاف أبو زيد في تصريح خاص أدلى لـ"مصراوي"، أن مثل هذه التصريحات تزيد من تشابك وتعقيد الأمور في ملف سد النهضة خصوصًا وأننا نعلم المخطط الإثيوبي حول بناء 4 سدود آخرين على جانبي النهر، لافتًا إلى إمكانية أن تكون هذه السدود موزعة على كافة الأنهار وليس النيل الأزرق فقط.

وأشار وزير الري الأسبق، إلى ضرورة وجود تنسيق بين الدول الثلاث في حال قرر أي من دول المنبع تدشين سد، مضيفًا: "آبي أحمد يدفع القاهرة والسودان لاتخاذ قرارات قد تعقد المشهد كله".

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن مصر ترفض ما جاء في تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي "آبي أحمد"، حول نية إثيوبيا بناء عدد من السدود في مناطق مختلفة من البلاد، مؤكدًا أن هذا التصريح يكشف مجددًا سوء نية إثيوبيا وتعاملها مع نهر النيل وغيره من الأنهار الدولية التي تتشاركها مع دول الجوار وكأنها أنهار داخلية تخضع لسيادتها ومُسَخرة لخدمة مصالحها.

وقال الدكتور ضياء القوصي، مستشار وزير الري الأسبق، إن التصريحات ليست فقاعة إعلامية بل هو مخطط إثيوبي قديم منذ ستينيات القرن الماضي، موضحًا أن الحديث والمعاهدات مع إثيوبيا لن تجدي نفعًا.

ولفت القوصي في تصريح خاص أدلي به إلى "مصراوي"، إلى أن أسماء وأماكن هذه السدود موجودة في مخططات وزارة الري الإثيوبية، والتي تستهدف ملء مايقرب من 200 مليار متر مكعب مياه على الأقل، وسد النهضة هو البداية.

وقال مستشار وزير الري الأسبق، إن مخاوف القاهرة ليست على سد النهضة فقط، مضيفًا: "هذه الحكومة لن تفهم أو تعي إلا باستخدام القوة".

وفي ذات السياق قال الدكتور عباس شراقي، إن إثيوبيا أعلنت إنشاء أكثر من 100 سد في أقاليم مختلفة خلال السنة المالية الجديدة المقبلة، أثناء مراسم إطلاق المرحلة الأولى من طريق أداما-أواش السريع البالغ طوله 60 كيلومترًا، في محاولة لتعزيز الربط مع جيبوتي.

وأوضح شراقي، أن هذه التصريحات تأتي مع سابقتها الخاصة بتنفيذ التخزين الثاني في يوليو ضمن الدعاية الانتخابية لحزب الازدهار الحاكم، في محاولة لإنقاذ شعبية الحكومة المنخفضة نتيجة تدني الأوضاع المعيشية وتصاعد الصراع بين المجموعات العرقية مثل تيجراي والأمهرة وبني شنقول.

وتابع: "السدود المتوسطة أو الكبيرة والتي تصل سعتها أكثر من مليار متر مكعب هي التي يمكن أن تؤثر على مصر والسودان إذا كانت في حوض النيل ويجب التشاور فيها قبل البدء وليس كما حدث في سد النهضة من استغلال الأوضاع الداخلية بعد 2011، لدينا تفاصيل تلك السدود من حيث الموقع والخصائص الفنية والطبيعية، ولن يتكرر سيناريو سد".

وأشار شراقي: "إثيوبيا لديها بالفعل مئات السدود الصغيرة على روافد الأنهار سواء في حوض النيل أو الأحواض النهرية التسعة الأخرى، وإقامة مئات أخرى من السدود لا يضر دول المصب، بل هو الحل الأمثل لدول المنابع التي تنتشر فيها الجبال والأودية ويصعب نقل المياه السطحية عن طريق شق قنوات أو ترع عكس دول المصب التي تتمير بالأراضي المستوية وفيها تشق الترع وتجري المياه بفعل الجاذبية مع الانحدارات الخفيفة، وهذا الذي مكّن مصر من حفر أكثر من 50 ألف كيلو متر قنوات مائية منها 30 ألف كم ترع، 20 ألف كم مصارف".

ولفت إلى إثيوبيا تقيم سد النهضة لأهداف سياسية بسعة 74 مليار متر مكعب، ولن يمكنها من الاستفادة من هذه المياه سواء للشرب لأن السد مقام عند منسوب 500 متر فوق سطح البحر في حين أن 80% من السكان يعيشون على ارتفاعات أكثر من 2000 متر، كما لاتوجد أراضي مستوية إلا القليل (200 ألف فدان) صالحة للزراعة بالري حول السد، وتصل تكلفة سد النهضة أكثر من 8 مليارات دولار كانت كفيلة لعمل 2000 سد صغير لخدمة أكثر من 20 مليون إثيوبي لتوفير مياه الشرب النقية وبعض مشروعات الري الصغيرة دون الإضرار بدول المصب.​

فيديو قد يعجبك: