إعلان

"أمير طفل وأرواح شريرة".. أثري يكشف كيف بدأ احتفال الفراعنة بشم النسيم

05:12 م الإثنين 03 مايو 2021

الدكتور حسين عبد البصير

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(مصراوي):

قال الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن الاحتفال بشم النسيم لدى قدماء المصريين يرجع للاهتمام بالطبيعة والاحتفاء بها بشكل كبير، حيث قاموا بتقسيم العام إلى ثلاثة فصول. وكان فصل الحصاد هو الذي أطلقوا عليه فصل "شمو"، وتم توارث احتفال بشم النسيم مصر الفرعونية منذ آلاف السنين.

وأضاف عبدالبصير، في تصريحات صحفية له اليوم: "ربما كان الاحتفال به قد بدأ في عصر الدولة القديمة، رمزًا إلى بعث الحياة وإعادة الخلق؛ خلق الكون ونضارة الطبيعة وعودة الحياة إلى الكون فى أجمل تجلياتها، ونظروا إلى هذا اليوم باعتباره أول الزمان، أو بدء خلق العالم كما كانوا يعتقدون، وصادف ذلك الاحتفال من خلال الملاحظة المستمرة اعتدال الجو، وطيب النسيم، فقاموا بالخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة".

وأكمل: "تقول إحدى القصص الأسطورية الشفهية المنقولة في مصر القديمة إن أحد ملوك الفراعنة كان له طفل وحيد، مرض بمرض عضال، أفقده القدرة على الحركة وعجز الأطباء والكهنة والسحرة عن علاجه، فلزم الأمير الطفل الفراش عدة سنوات؛ لم تقم خلالها أية أفراح أو احتفالات بالعيد مشاركة من الشعب للملك الفرعون في أحزانه. وكان أطفال المدينة يقدمون القرابين للإله في المعابد في مختلف المناسبات طالبين لأميرهم الطفل الشفاء من مرضه. وذات يوم، استدعى الملك الكاهن الأكبر للإله آمون فأخبرهم الكاهن أن مرض الأمير الصغير يرجع إلى وجود أرواح شريرة تسيطر عليه وتقعده عن الحركة بفعل السحر".

وواصل عبدالبصير: "أمر الكاهن بوضع بصلة تحت وسادة الأمير لتكون تحت رأسه عند غروب الشمس بعد أن قرأ عليها بعض التعاويذ. وعند الصباح شقّها ووضعها فوق أنفه ليستنشقها، وطلب تعليق حزم البصل فوق سرير الطفل وعلى أبواب الغرف وبوابات القصر لطرد الأرواح الشريرة. وتمت معجزة شفاء الأمير الصغير تمامًا، والذى نهض من فراشه، وخرج ليلعب ويلهو فى الحديقة وعاد سيرته الأولى. وفرح الملك. وأقام الأفراح فى القصر. وحضرها جميع أطفال المدينة. وشارك الشعب بكل طوائفه في هذه الأفراح بالقصر".

وبالصدفة كان عيد شم النسيم بعد شفاء الأمير بأيام قليلة؛ فلما حلّ العيد، قام الناس مشاركة منهم فى تهنئة الأمير الطفل بتعليق البصل على أبواب منازلهم، وكذلك جعلوا البصل الأخضر على موائدهم مع البيض والفسيخ فى ذلك اليوم ليصير عادة بعد ذلك. وإلى الآن أصبحت عادة أكل البصل فى شم النسيم مع الفسيخ والبيض عادة ملازمة للمصريين فى وقتهم الحاضر. وكذلك ظلت عادة تعليق حزم البصل على أبواب المنازل والغرف.

وتابع عبدالبصير: "حلّت الأسماك كغذاء شهىِّ على موائد المصريين القدماء فى هذه المناسبة، وكان مصدرها النيل والترع وغيرها، وكانت الأسماك النيلية هي البلطي والبوري والبياض والشيلان والقراميط".

فيديو قد يعجبك: