إعلان

قبل الملء الثاني لسد النهضة.. لماذا عادث إثيوبيا للمفاوضات مجددًا؟

09:58 م الخميس 01 أبريل 2021

سد النهضة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد مسعد:

أعلنت إثيوبيا عبر سفيرها في القاهرة، أركوس تيكلي ريكي، استئناف المفاوضات بشأن ملف سد النهضة مع مصر والسودان؛ للتوصل إلى اتفاق مرضٍ لجميع الأطراف برعاية الاتحاد الأفريقي، يأتي هذا عقب أيام من تصريحات دينا مفتي المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، حول رفض الوساطة الدولية الرباعية والتمسك بالمفاوضات عبر الاتحاد الأفريقي، عقب انتهاء زيارة المبعوث الأمريكي دونالد بوث التي استغرقت أسبوعًا.

يأتي هذا عقب تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، أول أمس التي حذر فيها من المساس بمياه مصر في تعليقه على تطورات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي.

وقال: "نحن لا نهدد أحدًا ولكن لا يستطيع أحد أخذ نقطة مياه من مصر وإلا ستشهد المنطقة حالة عدم استقرار لا يتخيلها أحد ومن يريد أن يجرب فليتفضل".

الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن عودة إثيوبيا للمفاوضات دليل على عدم الجدية في التعامل مع الملف بغض النظر عن تصريحات المسؤولين، مشيرًا إلى أن الجانب الإثيوبي يريد أن تبقى المفاوضات في فلك الاتحاد الأفريقي الذي لم يقدم جديدًا خلال السنوات الماضية.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، أن الوساطة الدولية سبق أن عرضتها الكونغو على الدول الثلاث، ووافقت عليها القاهرة والخرطوم، بينما رفضتها آديس أبابا وفقًا للبيانات الرسمية والتصريحات التي أعلنها المسؤولون الإثيوبيون.

وأشار مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن إثيوبيا لديها تناقض في خطابها وبين المعنى الحقيقي الذي تعنيه من وراء خطاباتها.

ورفضت أديس أبابا الوساطة الدولية في 18 مارس الماضي، بعد اقتراح الخرطوم تدخل الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأفريقي وسيطًا وليس مراقبًا.

وأكد الدكتور عباس شراقي، خبير الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن السفير الإثيوبي في القاهرة يريد تحسين وضع وصورة بلاده وإظهارها بمظهر الراغبة في التفاوض وهو أمر مفهوم، مضيفًا أن الحقيقة تفيد بوجود اقتراح بوساطة دولية، والدليل جولة المبعوث الأمريكي.

وأضاف شراقي في تصريحات خاصة لمصراوي، أن السبت المقبل سيشهد جولة تفاوضية جديدة ولكن لوزراء الخارجية فقط تحت رعاية الكونغو، موضحًا أن الثلاثة أيام التي أعلنتها الكونغو مدة زمنية كبيرة، خصوصًا أن الحديث لن يكون عن أمور فنية ولكن قد نجد مقترحًا جديدًا يرضي كافة الأطراف.

ولفت إلى أن هذه الجولة من أهم الجولات التفاوضية، خصوصًا أنها ستشهد اتفاق الأطراف الثلاثة على الاجتماع المقبل في 15 أبريل، وفقًا للجدول الزمني الذي وضعته مصر والسودان.

وقال الدكتور ضياء القوصي، مستشار وزير الري السابق، إن تصريحات إثيوبيا حول عدم وجود خطاب رسمي بالمفاوضات، أمر يثير الدهشة، خاصة أن طلب الوساطة الدولية "الرباعية" ليس جديدًا، وسبق أن حدث في نهاية العام الماضي عندما تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية وتحولت من راعٍ إلى وسيط، وكان التوقيع على اتفاق قاب قوسين أو أدنى، لكن إثيوبيا تهربت في اللحظات الأخيرة، مشيرًا إلى أن أديس أبابا ترغب في المراوغة للتهرب من أي توقيع مُلزم بين الدول الثلاث.

وأوضح القوصي لـ"مصراوي"، أن إنجاح المفاوضات لا يحتاج إلى مخاطبات رسمية بشأن الوساطة، بل يحتاج إلى إرادة سياسية لتقريب وجهات النظر، والبعد عن التصريحات التي تثير مخاوف دول المصب وإظهار أن نصيب مصر والسودان أكبر من إثيوبيا وهو حديث لا يليق على كل المستويات.

وأشار مستشار وزير الري السابق، إلى أن مصر والسودان لن يقبلا باستمرار المفاوضات دون نتائج، مضيفًا: "الملء الثاني هو المرحلة الحاسمة لكل الأطراف".

وأعلنت الكونغو اجتماع وزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان في كينشاسا، اعتبارًا من السبت المقبل؛ لإجراء محادثات بشأن سد النهضة.

فيديو قد يعجبك: