إعلان

في ذكراها الأربعين.. كيف غيرت الثورة الإيرانية العالم العربي؟

10:56 م السبت 09 فبراير 2019

الثورة الإيرانية الإسلامية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

بعد انتصار الثورة الإيرانية الإسلامية عام 1979، قال آية الله الخميني: "أتمنى أن تصبح إيران نموذجًا لجميع الدول الإسلامية في العالم"، لكن أمنيته لم تتحقق، إذ لم تتبنَ أي دولة أخرى نظام ولاية الفقيه أو حكم رجال الدين الشيعة، حتى أن علي السيستاني -المرجع الديني الشيعي في العراق- أبعد رجال الدين عن السياسة، وعندما ثارت الأغلبية الشيعية في البحرين في عام 2011، طالبوا بوجود برلمان ديمقراطي، وليس حكومة دينية.

مجلة "إيكونوميست" سلطت الضوء في تقرير لها على إيران بمناسبة حلول الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية، وقالت إن إيران لا تحظى بشعبية على نطاق واسع في العالم العربي، إذ أظهر استطلاع حديث للرأي أن 66٪ من العرب يرونها تهديدًا، وهي نسبة أقل من إسرائيل وأمريكا.

وعلى الرغم من فشل إيران في أن تصبح نموذجًا يقتدى به في المنطقة، إلا أن تأثيرها كان كبيرًا، حيث ألقت بالرعب في عديد من دول المنطقة، مثل إسرائيل التي لم يعد التهديد الأكبر لوجودها هو الجيوش العربية المحيطة بها من كل جانب بل تنظيم حزب الله، الذي تدعمه إيران. وعلى الرغم من ذلك، فإن إيران لم تحظَ بهذا التأثير بسبب أفكارها ولكن يعود الفضل في نجاحها إلى الحروب والإرهاب والفشل الذي واجه أنظمة المنطقة، بحسب ما تذكره المجلة البريطانية.

الحكام السعوديون، بحسب المجلة البريطانية، يصفون ثورة 1979 الإسلامية في إيران بأنها "نقطة تغيير"، وقال العاهل السعودي الملك سلمان في 2017: "نحن لم نشهد إرهابًا أو تطرفًا في السعودية حتى ظهرت ثورة الخميني عام 1979".

وبحسب المجلة، يرى ملوك السعودية أنفسهم "حماة الإسلام"؛ فالسعودية موطن المسجدين الحرام والنبوي، وعندما حاولت إيران تصدير رؤيتها للإسلام، حاول رجال الدين السعوديون فعل المثل من وجهة نظر سُنية، وبدأت المملكة في إنفاق عشرات المليارات من الدولارات لتمويل المساجد وتدريب الأئمة وتوزيع نصوص دينية في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا. وتشير التقديرات إلى أنه تم إنفاق ما يقرب من 100 مليار دولار على مدى أربعة عقود.

صورة 1

وتشير المجلة البريطانية، إلى أن ما أسمته بـ "الدعاية الإيرانية للإسلام الشيعي"، أذكى روح الطائفية في الشرق الأوسط، وكذلك الحرب الإيرانية العراقية، التي ادعى فيها الطرفان أن الله يقف إلى جانب كل منهما. وحثت إيران الشيعة في العراق على الإطاحة بحكم صدام حسين، كما أن إيران ساهمت في تكوين "حزب الله"، إذ قدمت للتنظيم الذي كان وليدًا في هذا الوقت -فترة التسعينيات- الدعم المالي والعسكري.

التحالف الإيراني مع النظام السوري برئاسة بشار الأسد يهدف للمنفعة الاستراتيجية، لكن المنافسون يرون سوريا كقطعة أخرى تضاف إلى ما أطلق عليه ملك الأردن عبد الله الثاني "الهلال الشيعي"، وهو تحالف طائفي يكتسح بلاد الشام.

وأوضحت المجلة أن بعض المسلمين السنة تبنوا الفكر الإيراني بعد ثورة الخميني ورأوا فيها إلهامًا، وخاصة تنظيم الإخوان في أيامه الأولى، والذي كان يتكون من الطبقة الوسطى المتعلمة، وتبنى نفس اللغة التي كان يخاطب بها الخميني حلفائه، وهي الوعود بالنعيم على الأرض وفي السماء، ولكن لم يدم هذا طويلاً، بسبب الطائفية والتسلط المتزايد.

ترك الغزو الأمريكي للعراق في 2003 فراغًا ملأته حكومات متعاطفة مع الشيعة، وبعد قيام الحرب السورية أرسلت إيران قوات لدعم بشار الأسد. ويقول منتقدو ومؤيدو النظام الإيراني الآن إن طهران تسيطر على أربع عواصم عربية هي: بغداد (العراق) وبيروت (لبنان) ودمشق (سوريا) وصنعاء (اليمن)، وهو ما تراه المجلة مبالغة كبيرة للغاية.

لكنها تقول إن إيران كانت بارعة في ملء الفراغ الذي تشهده الدول العربية، إذا أراد منافسيها احتوائه، فعليهم تقديم شيء أفضل. ​

فيديو قد يعجبك: