إعلان

لماذا ارتفعت أسعار الشحن الدولي وكيف تؤثر على أسعار السلع في مصر؟

03:34 م الأحد 24 يناير 2021

شحن البضائع

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-ياسمين سليم:

قفزت أسعار شحن البضائع عالميًا خلال الأسابيع الماضية لتصل إلى مستويات غير مسبوقة، في وقت يحذر مستوردون وعاملون في مجال النقل الدولي تحدثوا مع مصراوي من تأثير هذه الزيادة على أسعار السلع المستوردة في السوق المحلي.

وكانت أسعار الشحن شهدت ارتفاعات منذ بداية أزمة فيروس كورونا وتوقف حركة التجارة، إلا أنها منذ نهاية نوفمبر الماضي تسجل صعودًا كبيرًا وصل لمستويات قياسية، مسببًا أزمة عالمية في مجال الشحن.

لما ترتفع الأسعار؟

بحسب أشرف الشهات، نائب رئيس شعبة النقل الدولي واللوجيسيتات بغرفة القاهرة التجارية، فإن ارتفاع الأسعار مرتبط بحجم الشغل المتداول عالميًا، موضحًا أن الحاويات المخصصة للشحن غير موجودة نظرًا لانخفاض حجم التبادل التجاري كما أن رحلات الشحن تراجعت خلال الفترة الأخيرة.

وبدأت أزمة انخفاض أعداد الحاويات "الكونتينر" الفارغة في آسيا وتحديدًا الصين، وهو ما ضاعف أسعار الشحن خلال الأسابيع الثمانية الماضية لتصل إلى مستويات غير مسبوقة، بحسب ما تذكره فايننشال تايمز وBBC البريطانية.

وتقول فايننشال تايمز إن آلاف الحاويات الفارغة تُركت عالقة في أوروبا والولايات المتحدة في النصف الأول من عام 2020 عندما ألغت خطوط الشحن مئات الرحلات، بعدما تسبب الإغلاق الناجم عن فيروس كورونا في تباطؤ مفاجئ في التجارة العالمية.

وعندما انتعش الطلب الغربي على السلع الآسيوية الصنع في النصف الثاني من العام الماضي، أدت المنافسة بين الشاحنين على الحاويات المتاحة إلى ارتفاع معدلات الشحن.

وبحسب أحمد شيحة، عضو شعبة المستوردين باتحاد الغرف التجارية ورئيسها سابقا، فإن سعر الحاوية ارتفع من ألفي دولار إلى ما بين 8 إلى 10 آلاف للحاوية الواحدة.

وتشير بيانات فايننشال تايمز إلى ارتفاع تكلفة شحن حاوية 40 قدمًا من آسيا إلى شمال أوروبا من حوالي 2000 دولار في نوفمبر إلى أكثر من 9 آلاف دولار.

وقال أشرف الشهات، إن الحاويات تذهب من الصين إلى دول العالم ولا تعود نظرًا لانخفاض حجم التجارة العالمية، أو أحيانًا تعود فارغة لذلك تُحمل شركات الشحن المستوردين تكلفة العودة وبالتالي يرتفع الشحن.

وأشار إلى أيضا إلى وجود تفاوت في أسعار الشحن، فبعض الحاويات تأتي إلى العين السخنة بسعر 5500 دولار، وفي المقابل نفس الحاوية تذهب إلى الإسكندرية بأسعار تصل إلى 9500 دولار.

ووفقًا لأحمد شيحة فإن شركات الشحن هي من تحدد الأسعار وفقًا لظروفها، وأحيانًا تستغل الظروف لرفع الأسعار بقيمة مبالغ فيها.

ونقلت فايننشال تايمز عن جون باتلر، رئيس مجلس الشحن العالمي قوله: "انتقلنا من الانحدار الهائل إلى الارتفاع التاريخي في أحجام الشحن، وهي أحجام أكثر مما تستطيع الموانئ التعامل معه بكفاءة".

وأضاف أن الازدحام في الموانئ يساهم في ارتفاع الأسعار، وتفرض الخطوط الملاحية رسومًا إضافية لتعويض فترات الانتظار الطويلة.

وانتهت دراسة لـ IHS Markit أنه في ديسمبر وصلت أوقات تسليم موردي التصنيع في منطقة اليورو إلى أسوأ مستوياتها منذ ذروة عمليات الإغلاق المرتبطة بالوباء في أبريل الماضي، كما تم الإبلاغ عن تأخير في النقل ونقص السلع العامة لدى الموردين على نطاق واسع، وفقًا لفايننشال تايمز.

وأعلنت مجموعة الشحن العالمية "ميرسك" والذي يعد الخط الملاحي الأول في نشاط الحاويات عالميا، أن أسعار الشحن المرتفعة ستستمر لعدة أسابيع على الأقل وقد تستمر لمنتصف العام الجاري.

وأضافت في بيان الأسبوع الماضي أن استمرار الأسعار في الارتفاع، خاصة مع نمو الطلب على نقل الأثاث والمعدات والسلع الاستهلاكية.

تأثير الارتفاع على الأسعار

يتوقع مستوردون مصريون أن تسبب زيادة أسعار الشحن في زيادة الأسعار النهائية للسلع.

وقال أحمد شيحة، إن أي تكلفة تزيد على سعر السلع، يتحملها المستهلك لأن لا المستورد أو المنتج يتحمل أي تكاليف زيادة.

وأوضح أنه إذا كانت البضاعة الموجودة في الحاوية بنحو 50 ألف دولار وكانت أسعار الشحن 10 آلاف دولار، فهذا يعني أن نسبة الشحن حوالي 20 إلى 25% من سعر البضاعة وهي نسبة سيتحملها المستهلك بالتأكيد.

ووفقًا لأشرف الشهات فإن الزيادة في أسعار الشحن تؤثر على تكلفة المنتج النهائية، مشيرًا إلى أن حركة الاستيراد حاليًا في مصر "متحجمة" خصوصًا من الجهات الرقابية وبعض المشكلات الخاصة ببطء الإجراءات الجمركية.

وبحسب محسن التاجوري، نائب رئيس شعبة المستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية، فإن الوضع الاقتصادي العالمي مضطرب ولا أحد يريد ارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى أن شعبة المستوردين تدرس ارتفاع الأسعار الشحن وتأثيره على أسعار البضائع.

ويتوقع بيرت كولين، كبير الاقتصاديين في ING لفايننشال تايمز أن يتسبب نقص الإمدادات وارتفاع أسعار الشحن، في ضعف نمو التجارة قليلًا ويسهم في ضغوط تضخم أعلى مؤقتًا على مدار العام.

فيديو قد يعجبك: