إعلان

كورونا يدفع العالم إلى ركود اقتصادي.. فما الفرق بين الركود والكساد؟

03:05 م الأحد 29 مارس 2020

الأزمة المالية العالمية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- ياسمين سليم:

"دفعت جائحة كورونا اقتصاد العالم بالفعل إلى الركود، كما أن تأثيرها سيكون أشد من الأزمة المالية العالمية الأخيرة في عام 2008"، هذا ما تخبرنا به كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي.

ودعت مديرة الصندوق، دول العالم أن تعمد إلى "تعبئة ضخمة" للموارد من أجل احتواء الأضرار غير المسبوقة لجائحة فيروس كورونا والتمهيد لتعاف قوي.

ويمثل إعلان مديرة أكبر مؤسسة مالية في العالم، بأن الاقتصاد العالمي دخل مرحلة الركود بالفعل، بمثابة افصاح رسمي بدخول العالم في أزمة مالية عالمية، لكن هذه المرة غير معروف مداها.

وتسبب فيروس كورونا في شلل كبير للحياة الاقتصادية حول العالم، بعدما توقفت الأنشطة والشركات عن العمل، كما توقفت حركة الطيران والتنقل، وفرضت عشرات الدول حجرًا صحيًا على مواطنيها للحد من انتشار الفيروس.

وتعتبر كلمة الركود في عالم الاقتصاد "سيئة السمعة"، حيث تعبر عن أحداث كفيلة بأن تعصف بأكبر اقتصادات العالم.

ما هو الركود؟

"البطالة آخذة في الارتفاع وأرباح الشركات في انخفاض والأسواق المالية تتدهور وقطاع الإسكان ينهار" هكذا يشير صندوق النقد الدولي لمعنى الركود، في مقال منشور على موقعه الإلكتروني.

ويقول الصندوق إنه لا يوجد تعريف رسمي للركود، لكن هناك تعريف عام يشير إلى أن الركود هو تراجع في النشاط الاقتصادي.

ولا تعتبر فترات الانخفاض في النشاط الاقتصادي قصيرة ولكن يحددها التعريف بأنهم ربعين في السنة متتاليين من الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، بحسب الصندوق.

لكن الصندوق يقول إن هذا التعريف قد يشبوه العيوب نظرًا لأنه يقصر الأمر على الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وغالبًا من الأفضل أن يكون هناك مجموعة أوسع من مقاييس النشاط الاقتصادي، لتحديد ما إذا كانت الدولة تعاني من ركود اقتصادي أم لا.

ونظرًا لأن فترات الركود لها أسباب محتملة كثيرة، فمن الصعب التنبؤ بها، وفقًا للصندوق.

وقد يكون مثلا ارتفاع أسعار النفط نذيرا لحدوث الركود، فعندما يصبح سعر الطاقة باهظ الثمن، فإن مستوى السعر الإجمالي للسلع سيرتفع وبالتالي ينخفض إجمالي الطلب العالمي مما ينشأ عنه الركود.

ويضيف الصندوق أن الركود قد يحدث نتيجة اتخاذ الدولة سياسة نقدية أو مالية تقشفية تتسب في انخفاض الطلب أو يحدث نتيجة تداعي سوق المال.

وخلال الفترة من عام 1960 وحتى عام 2007، حدث 122 حالة ركود مكتملة في 21 اقتصادًا متقدمًا.

ويأتي التخوف من الركود الاقتصادي في أنه إذا طال قد يتحول إلى كساد اقتصادي.

"الركود هو نمو الناتج المحلي الإجمالي لربعين متتاليين بشكل سلبي، في حين أن الكساد أكثر حدة ويستمر لفترة أطول وهذا ما سيحدث جراء كورونا"، هكذا يقول 5 اقتصاديين لـ CNN.

ما هو الكساد؟

يحدث الكساد عندما يطول التدهور الاقتصادي وقد يستمر لسنوات.

ووفقًا لصندوق النقد لا يوجد تعريف رسمي للكساد، لكن معظم المحللين يعتبرون الكساد بأنه هو ركود شديد للغاية يتجاوز فيه انخفاض الناتج المحلي الإجمالي 10%.

وقد يدفع تفاقم فيروس كورونا الاقتصاد العالمي إلى الكساد الاقتصادي.

ويقول آلان بليندر نائب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق وهو الآن أستاذ في جامعة برينستون، إن الولايات المتحدة، وهي أكبر اقتصاد في العالم، ربما دخلت بالفعل في حالة ركود ، وإذا تفاقم فيروس كورونا المستجد فسوف ندخل في حالة من الكساد، وذلك وفقا لموقع سي ان ان.

وبحسب رييل روبينين استاذ بجامعة نيويورك والذي عمل ضمن خبراء الاقتصاد في البيت الأبيض في وزارة الخزانة في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، فإن المرحلة الحالية قد تكون أكثر خطورة من فترة الكساد العظيم التي حدثت في 1930.

وسيكون تجنب الدخول في كساد اقتصادي، أمرا يتوقف على مدى إنفاق الدول والمؤسسات الدولية لمساعدة الاقتصاد المحلي والعالمي على امتصاص تبعات فيروس كورونا.

وأعلن صندوق النقد والبنك الدوليين عن إتاحة تمويلات عاجلة للدول الأعضاء للحد من تبعات كورونا على اقتصادتها، كما أعلنت عشرات الدول تمويلات ومساعدات لمواطنيها لمواجهة توقف النشاط الاقتصادي جراء كورونا.

"نصيحتنا هي الإنفاق بقوة.. هذه أزمة كبيرة للغاية ولن تعرف الحل دون تعبئة ضخمة للموارد" هكذا تنصح مديرة صندوق النقد الدولي دول العالم لتجنب لمواجهة فيروس كورونا.

فيديو قد يعجبك: