طعنة غدر أنهت حياة "مودي".. شهامة شاب من بشتيل تتحول إلى مأساة
كتب : محمد شعبان
قتيل الشهامة في بشتيل
في لحظة خاطفة، تحولت الشهامة إلى مأساة، وتحولت نوايا الخير إلى طريق بلا عودة. لم يكن "محمد عاطف" المعروف بين أصدقائه بـ"مودي" يعلم أن تدخله لفض مشاجرة عابرة أمام مطعم فطائر سيكتب الفصل الأخير من حياته.
شاب عشريني من أبناء منطقة بشتيل التابعة لمركز أوسيم شمال الجيزة، معروف بين جيرانه بابتسامته الهادئة وسيرته الطيبة، يعمل في معرض سيارات ويقضي يومه بين عمله وبيته دون مشاكل أو خصومات.
كان الجميع يعرفه كـ"شاب رايق، لا يدخل في شجار ولا يرفع صوته على أحد"، لكن القدر اختاره بطلًا في مشهد مأساوي لم يتوقعه أحد.
مساء يوم الواقعة، أنهى "مودي" مشوارًا عاديًا، استقل دراجته النارية في طريق العودة إلى منزله، قبل أن يلمح أمامه مشاجرة محتدمة بين عامل توصيل طلبات "دليفري" وشاب آخر، أمام مطعم بيتزا شهير في المنطقة.
لم يتردد، أوقف دراجته ونزل بخطوات سريعة، محاولًا تهدئة الوضع. كان هدفه بسيطًا: يمنع الدم قبل ما يسيل. اقترب من الطرفين وقال بهدوء:"خلاص يا جماعة.. مش مستاهلة" لكن لحظة واحدة كانت كفيلة بأن تقلب كل شيء.
ففي غفلة من الجميع، استل الطرف الثاني سكينًا حادًا وسدد طعنة مفاجئة في صدر "مودي"، لتستقر مباشرة في قلبه. سقط الشاب على الأرض والدماء تنزف بغزارة، بينما أصيب عامل الدليفري بطعنة.
تعالت الصرخات، وهرع المارة لإنقاذه، لكن الطعنة كانت قاتلة. نُقل "مودي" إلى المستشفى في محاولة لإنقاذه، إلا أن الأطباء أعلنوا وفاته فور وصوله، متأثرًا بإصابته البالغة.
وفي دقائق، انتشر الخبر في شوارع بشتيل كالصاعقة. الناس في ذهول، والدموع تملأ العيون، الجميع يردد نفس الجملة: "ده مودي؟ مستحيل! ده عمره ما أذى حد".
تحركت الأجهزة الأمنية على الفور، وبدأت فرق المباحث في جمع المعلومات وفحص كاميرات المراقبة المحيطة بموقع الجريمة، وتكثيف الجهود لضبط القاتل الذي فرّ هاربًا ومعه سلاح الجريمة.
التحريات الأولية أكدت أن "مودي" لا تربطه أي علاقة بطرفي المشاجرة، وأن تدخله كان بدافع الشهامة فقط، وأن الجريمة وقعت في لحظة انفعال غاشم من القاتل الذي سدد الطعنة بلا وعي أو رحمة.
رحل "مودي"، لكن قصته أصبحت حديث المنطقة. شاب خرج ليصالح بين اثنين، فعاد جثة طاهرة تحمل وسام الشرف على صدرها.