إعلان

ناجية من الذبح.. حكاية امرأة واجهت الجحيم باسم الحب

كتب : محمد شعبان

06:07 م 19/10/2025

جريمة قتل - تعبيرية

تابعنا على

"ياسمين" -اسم مستعار- ربة منزل في العشرينات لكنها حملت فوق عمرها سنوات من الوجع. تزوجت في سن صغيرة من رجل أنجبت منه طفلين، ظنت أن بيتها الأول سيكون أمانها، لكنه انهار سريعًا. انفصلت عنه، بحثًا عن بداية جديدة، لعلها تجد في الزواج الثاني ما فقدته في الأول لكن القدر كان يُخبّئ لها جحيمًا آخر.

زوجها الجديد، الذي بدأ علاقتها به بالوعود والحنان، اكتشفت بعد الزواج أنه مدمن مواد مخدرة. حاولت الصبر، حاولت الإصلاح، لكن كل يوم كان يحمل لها وجهًا جديدًا من العنف والاتهام.

في يومٍ عادي اتصل بها أثناء وجودها في عملها، صوته كان هادئًا، طلب منها أن تعود للبيت لأن والده المسن سيقيم معهم مؤقتا، وقال إنه يحتاجها للاهتمام به.

"ياسمين" صدقته وعادت فورًا، دون أن تدري أن عودتها ستكون بداية سلسلة من الكوابيس. بدأت تخدم والد زوجها كما طلب، لكن سرعان ما انقلبت حياتها رأسًا على عقب.

في لحظة جنون، اتهمها زوجها بأنها على علاقة بوالده العجوز. صرخت العشرينية، بكت، أنكرت، توسلت إليه أن يصدقها. لكنه أصر على إذلالها، وأجبرها على إجراء فحوصات طبية لإثبات اتهامه الباطل.

وبعد شهر ونصف فقط من الزواج، انهار كل شيء الطلاق كان النهاية الرسمية لقصة قصيرة، لكنها تركت جرحًا لا يلتئم. ظنت "ياسمين" أن الطلاق سيعيد لها حريتها، لكن العذاب استمر بعد الانفصال.

طليقها بدأ مطاردتها في كل مكان، أمام منزلها، عند عملها، في الشارع، كان يعتدي عليها بالضرب ويسرق هاتفها وأموالها. تكررت الاعتداءات مرات عدة، وكل مرة كانت منار تخرج أكثر ضعفًا وألمًا، لكنها كانت تحاول النجاة لتُكمل حياتها وتربي طفليها.

ثم جاء الحدث الذي كاد يكتب سطر النهاية. ذات يوم، ترصدها أمام منزل والديها بأكتوبر، انتظرها حتى عادت، وصعد خلفها على الدرج. وفي لحظة هوس، أشهر سلاحًا أبيض محاولًا ذبحها من العنق، وهو يصرخ بعبارات غاضبة.

لكن القدر كان أسرع منه، انزلق على الدرج، فانفلت السلاح من يده. ورغم ذلك، ترك لها جرحًا قطعيًا في الوجه أدى إلى تشوه دائم، بالإضافة إلى إصابة عميقة في الرأس.

لم يتوقف الألم هنا. فقبل محاولته قتلها، نشر صورًا خاصة لها بملابس منزلية على مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقة بعبارات مسيئة تمس سمعتها، في محاولة لتدميرها نفسيًا واجتماعيًا قبل أن يحاول إنهاء حياتها جسديًا.

اليوم، تعيش "ياسمين" وهي تحمل على وجهها آثار الاعتداء، وعلى قلبها ندوب لا تُرى لكنها بقيت على قيد الحياة لتروي حكايتها بنفسها. حكاية امرأة قاومت العنف، والاتهام، والتشهير، والذبح لتقول إن النجاة أحيانًا ليست حياة جديدة، بل حق في أن تبقى رغم أن كل شيء حاول محوك.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان