إعلان

الجاني مزق قلبه أمام طفلته.. ليلة مقتل "الجدع" في الحي الشعبي

01:53 م الإثنين 20 يوليه 2020

الضحية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد شعبان:

بعد عناء يوم عمل شاق، عاد الكهربائي الثلاثيني إلى منزله البسيط لتستقبله طفلته بلهفة استعدادا لتناول وجبة الغداء لكن ثمة شخص غير مرغوب فيه انفرطت بسببه حبات عقد الأسرة في أمسية حزينة لقاطني الحي الشعبي.

السادسة والنصف مساء أمس الأحد، تتوارى أشعة الشمس خلف الغيوم إيذانا بدخول الليل، بدت الأجواء مألوفة بشارع المعهد الديني الجديد بمنطقة بولاق الدكرور غرب محافظة الجيزة حتى تبدلت الأحوال 180 درجة.

وصل "سيد" منزله لتقع أنظاره على جاره الخمسيني "س. ح." جالسا أمام العقار سكنه يسترق النظرات لأهل بيته، ليطلب من طفلته الدخول "يالا علشان معاد الغداء.. وأنا هحصلك".

لم يدر الشاب صاحب الوجه البشوش -كما عهده جيرانه- أنه لن يفٍ بوعده الذي قطعه لفلذة كبده بعد دخوله في مشادة كلامية حادة مع جاره الخمسيني.

منذ أشهر ليست بالبعيدة، عقد عقلاء المنطقة "مجلس عرب" لبحث شكوى "سيد" من تصرفات جاره غير المقبولة "بيبص على أهل البيت ومش محترم حد" ليتعهد المشكو في حقه بعدم تكرار الأمر ثانية.

طوال تلك الفترة تحلى "سيد" بأقصى درجات ضبط النفس نجلت في عدم تعرضه لجاره رغم هفواته واضعا نصب عينيه "حق الجيرة" حتى دفع حياته الثمن في مشهد أدمى القلوب.

بالعودة إلى ليلة البارحة، دار حوار بين "سيد" وجاره -الذي حضر وأسرته من الصعيد منذ سنوات-وعاتبه على أفعاله الطائشة "عيب ميصحش البيوت ليها حُرمة". كلمات لم تلق قبولا لدى الخمسيني لتقع مادة كلامية بينهما أمسك خلالها الكهربائي بقميص الجار الذي أشهر مطواة من طيات ملابسه ليسدد له طعنة نافذة في القلب أمام طفلته.

"مشي خطوتين في التالتة وقع على الأرض".. يصف شاهد عيان المشهد آنذاك موضحا أن صدمة أصابت الجميع كما لو أنه مشهد درامي سرعان ما سينهض "سيد" مبتسما لكن الأمر كان كابوسا.

أسرع الأهالي بنقل "سيد" لأقرب مستشفى أملا في إنقاذه إلا أنه فارق الحياة متاثرا بإصابته. انتشر الخبر في أرجاء الشارع بسرعة البرق لتدق طبول الحرب خاصة أن الطرفين "الحيط في الحيط".

قوة من قسم شرطة بولاق الدكرور وصلت مسرح الجريمة، واستمع ضباط المباحث لأقوال شهود عيان مع التحفظ على كاميرات المراقبة، ليلقي رئيس المباحث ومعاونيه القبض على المتهم والأداة المستخدمة.

لم يكد يلتقط قاطنو الشارع الضيق متراص العقارات أنفاسهم حتى اندلع حريق بشقة المتهم بقتل "سيد" لتلتهم النار محتوياتها "البيت بقى رماد" يقول أحد الجيران إن الحريق "بفعل فاعل" في إشارة إلى انتقام أسرة الضحية.

الحادية عشرة مساء، وصل مأمور قسم شرطة بولاق على رأس قوة أمنية مدعومة بدوريات التدخل السريع، وفرض طوقا أمنيا بمحل الوقعة مع تعيين الخدمات اللازمة لمنع تفاقم الأمور.

قلق وترقب يسود الشارع الذي اتشح بالسواد حزنا على مقتل "الجدع" -كما يلقبونه- في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة لاسيما إقامة نجل وشقيقي الجاني في ذات الشارع.

فيديو قد يعجبك: