إعلان

بقايا شجاعة أمام محاولة اغتصاب.. حكاية "طفلة العياط" بعد إخلاء سبيلها

10:57 م الثلاثاء 05 نوفمبر 2019

صورة تعبيرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمود السعيد:

قرابة 4 أشهر قضتها "أميرة. أ" المعروفة بـ"فتاة العياط" خلف القضبان، محبوسة احتياطيًا على ذمة التحقيقات في اتهامها بقتل سائق حاول اغتصابها بصحراء العياط، حتى أحالت النيابة قضيتها اليوم الثلاثاء إلى محكمة الطفل، في ذات توقيت إخلاء سبيلها دون كفالة.

نشأت أميرة ابنة الخمسة عشر عامًا في مدينة طامية بالفيوم، وسط أسرة محدودة الدخل؛ الأب يعمل سائقًا والأم بائعة في محل، إلى جانب ثلاثة إخوة.

خرجت أميرة من التعليم في الصف الثالث الابتدائي، تقول في التحقيقات "مش هتعلم تاني عشان عاوزه أتجوز"، فقد أكتفت بالعمل في مصنع شمع في أكتوبر لتدبير أمورها المادية.

قبل عام، تعرّفت أميرة على "وائل. م"؛ وتطورت علاقتهما إلى قصة حب بدأت بمكالمات هاتفية مستمرة، ثم التقيا مرتين في مدينة 6 أكتوبر قرب محل عملها، والمرة الأخيرة كانت بحديقة الحيوان في الجيزة، حين انتهت المقابلة بجريمة قتل في صحراء العياط.

ما شهدته الصحراء

عقارب الساعة كانت تشير إلى الثانية عشر ظهر الجمعة 12 يوليو الماضي، التقت أميرة حبيبها وائل في حديقة الحيوان ورفقته صديقه "إبراهيم. م". امتدت جلستهم إلى الرابعة عصرًا حتى طلبت أميرة التحرك، في الوقت الذي فتح "وائل" حقيبتها وحصل على هاتف سامسونج دون شريحة "كنت فاكرها بيهرز"، تقول الفتاة في تحقيقات النيابة.

عندما وصلت أميرة محطة المنيب، لم تجد حبيبها إلى جوارها، اتصلت على هاتفه 11 مرة حتى ردّ عليها شخص آخر "أنا مهند ولقيت الموبايل دا في الجيزة.. تعالي خديه أنا في برنشت بالعياط". لم تدرك الطفلة أن حبيبها أعد خطة مسبقة لتقديمها فريسة يسهل الاعتداء عليها من قبل المتصل المجهول.

طوال الطريق من المنيب إلى العياط، كان "مهند زهران" سائق، يصف الطريق لأميرة حتى وصلت إليه، سألته: "فين الموبايل؟"، فردّ: "وائل جه خدوا من 5 دقائق". أصيبت الفتاة بصدمة فقد تبقت معها 5 جنيهات فقط لا تكفي عودتها إلى المنزل. استغل مهند حاجتها وطلب توصيلها إلى الفيوم بسيارته، فوافقت مضطرة.

تودد إليها طوال الطريق، محاولاً استمالتها فامتنعت، طلب تقبيلها فرفضت بشدة، فصفعها واستل سكينًا مهددًا إياها "هتيجي معايا بالعافية"، احتدم الوضع ودبّ الرعب في نفس الفتاة داخل المدق الجبلي في صحراء العياط، فلما أحست أنها محاصرة دون سبيل لطلب الاستغاثة، قررت خداعه متظاهرة بالاستجابة لطلباته "رجع السكينة وهعملك اللي أنت عايزه"، فوافق تاركًا السكين على الكرسي إلى جانبها مغادرًا كرسيه لإنزالها من الجانب الآخر للسيارة".

استجمعت الفتاة ما تبقى من شجاعتها، واستلت السكين، وعندما حاول فتح الباب ناحيتها طعنته في أعلى ظهره، فلم يرتدع وحاول الاقتراب منها مرة أخرى لتسددت إليه عدة طعنات في الصدر والبطن، ظل يطاردها على إثرها متجهين صوب "شنطة السيارة"، حيث ظنت أنه سيخرج قطعة حديدية لإجبارها على الامتثال له، فطعنته عدة مرات أخرى سقط بإثرها على الأرض غارقًا في دمائه.

بملابس غارقة بدماء "مهند" هرولت أميرة إلى الطريق السريع حتى قابلت شخصين على دراجة بخارية، أخبرتهم بقصتها "واحد كان عاوز يغتصبني فقتلته في الجبل" ليصطحباها إلى قرية برنشت، حيث ساعدها عامل بمسجد متصلاً بوالدها الذي حضر على الفور ورافقها إلى قسم شرطة العياط في الخامسة فجر اليوم التالي 13 يوليو لتُدلي بأقوالها.

قالت أميرة في تحقيقات نيابة العياط إنها قتلت المجني عليه دفاعًا عند شرفها "كنت خايفة يغتصبني فقتلته"، لتقرر النيابة حبسها بتهمة قتل المجني عليه مهند زهران، وامتد الحبس حتى أخلي سبيلها اليوم الثلاثاء، وأحيلت قضيتها إلى محكمة الطفل.

تجدر الإشارة إلى أن قاضي المعارضات قرر تجديد حبس وائل (حبيب الفتاة) وصديقه 15 يومًا على ذمة التحقيقات، ونسب لهما تهمة الاشتراك بطريق الاتفاق والمساعدة مع المتهم المتوفي، على خطف المجني عليها أميرة أحمد عبد الله بالتحايل، وذلك بأن قاما بالاتفاق مع المتهم المتوفي على استدراجها بمكان تقابلها مع المتهم المتوفي بإحدى الناطق الجبلية النائية، حيث قام المتهم الثاني بإمداد مهند بالهاتف المحمول لإتمام تلك الجريمة، فضلاً عن اتهام المذكورين بالشروع في مواقعة المجني عليها بغير رضاها.

فيديو قد يعجبك: