إعلان

تعرف على قصة دخول الإسلام "كشمير" الهندية وأبرز المعالم الإسلامية فيها

07:50 م الأحد 10 أكتوبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

في عام 1947م بدأ نزاع كشمير بين دولتي الهند وباكستان، وجاء ذلك عقب إعلان تقسيم الهند إلى دولتين مسلمة، وغير مسلمة، فسميت المسلمة بباكستان وتولى محمد علي جناح رئاستها، بينما سميت غير المسلمة الهند، ولم يكن هذا التقسيم بمانع من وقوع المناوشات بين الجانبين، إذ وقعت ولايات ذات أغلبية مسلمة تحت حكم الهندوس، والعكس بالعكس، ومن هذه الولايات إقليم كشمير... وبالبحث في البدايات التاريخية للمسلمين في كشمير، نذكر في التقرير التالي مراحل دخول الإسلام هناك.

سلسلة فتوحات بدأها "عمر" وأنهاها "الغزنوي"

كان الخليفة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- هو أول من وجه في عهده حملة إلى الهند، إذ قام عثمان بن أبي العاص الثقفي بتوجيه أخاه الحكم إلى تانه شمال مدينة بومباي وكذلك وجهت بعض الحملات إلى ميناء بروص، ومدينة الديبل، وبعدها ظلت الحملات متوقفة حتى بعد عهد عثمان بن عفان، إذ رفض رضي الله عنه غزوها خوفًا على جنود المسلمين.

بدأ الفتح المنظم في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، إذ قام الحجاج بن يوسف الثقفي باعداد حملة عسكرية وقام بتجهيزها وولى عليها واحد من اكفأ قادته وهو محمد بن القاسم، واستطاع دخول الهند وفتح ديبل وأقام بها مسجدًا، فهي أول مدينة فتحت في بلاد الهند، لكن بعد وفاة الوليد والحجاج، توقف الفتح، وحافظ المسلمون على ما اكتسبوه من أراضي هناك فقط، مع توسعات قليلة حتى سيطروا على كابل وكشمير والملتان، وظل الحال كذلك حتى قامت الدولة الغزنوية في الهند بقيادة محمود الغزنوي الذي استطاع ارضاخ دولته وترسيخ قدمه فيها بعد وفاة ابيه سبكتكين عام 387هـ=997م ثم بعدها قام بالتوسع في بلاد الهند جميعها حتى وصفت فتوحاته بأنها تعادل ما فتح الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فاتم محمود الغزنوي فتح شمال شبه القارة الهندية، وإقليم كشمير من بينها، ونشر الإسلام فيها، وهدم الأصنام وأقام المساجد.

بدايات الإسلام في إقليم كشمير "بلبل شاه"

تأخر وصول الإسلام كشمير إلى القرن الحادي عشر الميلادي، إذ انتشر في وقت متأخر نسبيًا عن طريق العلماء والدعاة، وأبرزهم الداعية عبد الرحمن شرف الدين الذي عرف باسم "بلبل شاه"، والذي وصل كشمير عام 1324م من تركستان، ليقنع حاكم كشمير "جياليورين تشان" باعتناق الإسلام وترك البوذية، فأسلم وسمى نفسه "صدر الدين"، لتظل كشمير من يومها جزءًا من الدولة الإسلامية الكبرى حتى دخول الاحتلال البريطاني إلى شبه الجزيرة الهندية عام 1839م.

الشيخ على شاه الهمداني "الأمير الكبير"

أطلق عليه الشاعر "محمد إقبال" لقب "سيد السادات ورائد العجم"، دخل كشمير عام 774 هـ، واقام فيها أربعة أشهر، ثم عاد إليها مرة أخرى مع طائفة السادات الذين بلغ عددهم أربعة أشهر، وحسبما ذكر محمد ناصر عبودي في كتابه "سياحة في كشمير" فإن السادات بدأوا مهمة نشر الإسلام في كشمير، وظل الهمداني معظمًا لدى الكشميريين، وله جامع في سرنقر شيد عند ضريحه، وهو المسجد الذي أقامه ابنه بعد وفاته هناك، وتم إحراق المسجد عام 885 هـ لكنه أعيد بناءه عام 1146هـ برعاية بركات خان نائب الملك على نفس الأساس السابق، وكانت المساجد حينها تتحلى بالنقوش العربية كعادة المساجد الإسلامية.

أبرز المعالم الإسلامية في كشمير

المسجد الكبير

يصف محمد ناصر عبودي المسجد الكبير بـ "غريب الطراز" إذ انه ذو مظهر صيني ويسمى جامع مسجد كشميري، ويقع في حي اسكندر بوره، وكان بناءه بداية عام 976 هـ، واستغرق خمس سنوات، وبناه احد ملوك كشمير وهو السلطان اسكندر، وعلى الرغم من أنه صيني الطراز إلا أن المهندس الذي بناه مسلم يسمى صدر الدين خراساني.

للمسجد أربع منارات على الطراز الصيني وحول المنارة التي في تجاه القبلة منارتان صغيرتان، وهو ذو مساحة كبيرة، وكان سقفه مصنوع من الخشب، ولذا احترق وأعيد بناءه مرة أخرى على يد الملك أونزيب أحد ملوك المغول المسلمين في الهند عام 1083هـ .

مسجد بابري

يقع مسجد بابري في مدينة فيض أباد، وتم الاعتداء عليه وحرقه عام 1992م وأقيم على انقاضه معبد هندوسي، وكانت إقامة هذا المسجد في عام 1524م تخليدًا لذكرى ظهير الدين بابر مؤسس امبراطورية المغول، وإليه نسب، ويقال أن الإمبراطور بابر عندما بنى هذا المسجد، كتب وصية لابنه نصر الدين همايون، جاء فيها: "يا بُني، إن مملكة الهند ممتلئة بالأديان المختلفة، والحمد لله على أنه مكننا من حكم هذه المملكة، فعليك أن تبعد كل عصبية دينية عن قلبك، وأن تَلتزم بالعدل وفق الأديان كلها، ولا تنحر البقرات؛ حتى تملك قلوب سكان الهند، ولا تهدم معابد القوم الذين يخضعون لقوانين الحكومة، واسلك طريق العدل".

فيديو قد يعجبك: