إعلان

قصص الأنبياء (13): نبي الله إسحق.. ما سبب تسميته.. وهل هو الذبيح أم إسماعيل عليهما السلام؟

02:16 م الأربعاء 06 مايو 2020

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- إيهاب زكريا:

في حلقات يومية، وخلال شهر رمضان المبارك، يقدم "مصراوي" للقارئ الكريم قصص الأنبياء، استنادا لمصادر معتبرة في السيرة والتاريخ الإسلامي.

وفي الحلقة الثالثة عشرة يقدم "مصراوي" قصة) :إسحق عليه السلام) والذي جاء في كتاب: "قصة إسحق" عليه السلام أنه ابن النبيِّ إبراهيم -عليهما السلام- من زَوجتهِ سَارة، وهو والدُ النبيِّ يعقوب وأخوه النبيُّ إسماعيلُ -عليهم السلام أجمعين- ومَعنى إسحق "الضَّحوكُ"، وقيلَ: سُمِّيَ بإسحق لأنَّ أمَّه ضحكَت عندما بشَّرتها الملائكة بأنَّها حامل به وقد كانت طاعنةً في السنِّ، قال تعالى: "وامرَأَتُهُ قائمَةٌ فضحِكَتْ فبشَّرنَاهَا بإسحق ومِن ورَاءِ إسحق يعقُوبَ" [هود:71].

ميلاد إسحق عليه السلام ببشرى من الملائكة

كانَ مولِدُ النبي إسحق -عليه السلام- معجزةً بحدِّ ذاته، فبعدَ أنْ بلغَ سيِّدُنا إبراهيم وزوجتهُ سارة من العمرِ عتيًّا، وبعدَ أن فقدَا الأمل بأن يكونَ لهما ولدٌ، أرسل الله تعالى ملائكتَه لتبشِّرُهما بمولودِهما القادمِ، وكانت الملائكةُ في طريقِها إلى قومِ لوطٍ؛ لتنفذِ أوامرِ الله بتدمير مدائن قومِ لوطٍ بسبب كفرهم وفجورهِم، وأكَّدت البشرى أنَّ هذا المولود سيكون نبيًّا من الصالحين، وسيكون من نسلِه النبيُّ يعقوب وأبناؤه، قالَ تعالَى: "فبشَّرنَاهَا بإسحق ومِن وَراءِ إسحق يَعقوبَ" [هود:71]، وقال أيضًا: "وهبنَا له إسحق ويعقوبَ وكلًّا جعلنا نبيًّا" [مريم:49]، وقد كان ميلادُه بعدَ سنواتٍ من ولادة أخيه إسماعيل -عليهما السلام-، وقد قرَّ قلبُ سارة بمولدِ إسحق ومولِدِ يعقوب من بعدِه، -عليهم السلام أجمعين-.

مَنْ الذبيح إسحق أم إسماعيل عليهما السلام؟

ورد في كتاب: "نبي الله إسماعيل أكبر من إسحق": ظهرت قدرة الله تعالى المطلقة في قصة إسحق عليه السلام؛ لأنَّه تعالى يفعل ما يشاء دون قيدٍ أو شرطٍ وخارج الأسباب والمسبِّبات الدنيوية، فعندما بشَّرت الملائكةُ سارة بالمولود، قالت كما وردَ في قولِه تعالى: "قالَتْ يا ويْلَتَي أأَلِدُ وأَنَا عَجوزٌ وَهذَا بعلِي شيْخًا إنَّ هذَا لشَيْءٌ عجِيبٌ" [هود:72]، فردَّت عليها الملائكةُ مبيِّنةً قدرة الله تعالى المطلقةَ: "قالُوا أتعْجَبِينَ منْ أمرِ اللَّهِ رحْمَتُ اللَّهِ وبرَكَاتُهُ عليْكُمْ أهلَ البَيتِ إنَّهُ حمِيدٌ مجيدٌ"[هود:73]، وتدلُّ القصَّةُ على أنَّ الإنسانَ يجب ألَّا يقطعَ الأملَ والرجاءَ من الله تعالى وأنْ يلجأَ إلى الدعاءِ موقنًا بإجابةِ الله تعالى له، وأن يشكرَ ربَّه بعدَ أن يرزقَه، قال تعالى: "الحَمدُ للهِ الذِي وَهبَ لِي علَى الكِبرِ إسْماعيلَ وإسحق" [إبراهيم:39].

وتبيِّن القصة أن النبيَّ إسحق لم يكُن الذبيح الذي أمرَ الله نبيَّه إبراهيم بذبحِه كما تشيرُ بعضُ الأقوال، ففي قوله تعالى: "فبشَّرْنَاهُ بغلَامٍ حلِيم* فلَمَّا بلَغَ معهُ السَّعيَ قالَ يا بنَيَّ إنِّي أرى في المنَامِ أنِّي أذبَحُكَ فانظُرْ ماذَا ترَى قالَ يا أبَتِ افعَلْ ما تؤْمَرُ ستَجدُنِي إنْ شاءَ اللَّهُ منَ الصَّابرينَ* فلَمَّا أسلَمَا وتَلَّهُ للجَبِينِ* ونَادَيْنَاهُ أنْ يَا إِبراهِيمُ* قدْ صدَّقتَ الرُّؤيا إنَّا كذلِكَ نَجزِي المُحسِنِينَ* إنَّ هَذا لهوَ البلَاءُ المبِينُ* وفَديْنَاهُ بذِبْحٍ عظِيمٍ* وترَكْنَا علَيْهِ في الآخِرِينَ* سلامٌ علَى إبرَاهِيمَ* كذلِكَ نجزِي المُحسِنِينَ* إنَّهُ منْ عبادِنَا المؤْمِنِينَ* وبشَّرْنَاهُ بإسحق نبِيًّا منَ الصَّالحينَ" [الصافات:112:101]، في هذه الآيات دلالةٌ على أنَّ النبي إسماعيل هو المقصود بالذبحِ؛ لأنَّ الآياتِ تشيرُ في نهايتِها إلى بشرَى ولادةِ إسحق عليه السلام.

نبوة إسحاق عليه السلام

جاء في كتاب: " أولاد إسماعيل وإسحاق عليهما السلام أولاد عمومة"، أن الله -تعالى- بعث نبيّه إسحاق -عليه السلام- نبيّاً ورسولاً إلى قومه، حيث كان داعياً الكنعانيين في فلسطين وبلاد الشام إلى توحيد الله -سبحانه-، ويذكر العلماء أنّ إسحاق -عليه السلام- رُزق بيعقوب، وهو نبيّ بني إسرائيل، وقد ذكر الله -تعالى- نبيه إسحاق -عليه السلام- بالصفات الحميدة الحسنة، وأمر قومه بتصديقه والإيمان برسالته، وبرّأه ممّا وصفه به الجاهلون من قومه، كما مدحه النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، إذ قال: (الكَرِيمُ، ابنُ الكَرِيمِ، ابْنِ الكَرِيمِ، ابْنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ بنِ إسْحاقَ بنِ إبْراهِيمَ عليهمُ السَّلامُ)، رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 3390، صحيح. فالأنبياء الذين ذُكروا في الحديث السابق متناسلون، وهم: يوسف ويعقوب وإسحاق وإبراهيم -عليهم الصلاة والسلام-.

فيديو قد يعجبك: