إعلان

الاحتفال بليلة النصف من شعبان.. هل هو بدعة؟.. المفتي السابق يجيب

08:27 م الثلاثاء 07 أبريل 2020

علي جمعة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد قادوس:

تلقى فضيلة الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، من سائل يقول:"ما حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان؟".

قال جمعة إن ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة ورد في ذكر فضلها عدد كبير من الأحاديث يعضد بعضها بعضًا، ويرفعها إلى درجة الحسن والقوة، فالاهتمام بها، وإحياؤها من الدين، ولا شك فيه، وهذا بعد صرف النظر عما قد يكون ضعيفًا أو موضوعًا في فضل هذه الليلة.

واستشهد عضو هيئة كبار العلماء ببعض من الاحاديث الواردة في فضلها: حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنه - قالت: فقدت النبي ﷺ ذات ليلة، فخرجت أطلبه، فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء، فقال: "يا عائشة، أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله! "، فقلت: وما بي ذلك، ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: "إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب" (احمد و الترمذي).

وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ قال: "يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" (ابن ماجه والطبراني).

وعن علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - عن النبي ﷺ قال: "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها؛ فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلي فأعافيه؟ ألا كذا ألا كذا ... ؟ حتى يطلع الفجر" (ابن ماجه والطبراني).

وعن كيفية إحياء تلك الليلة المباركة، أوضح المفتي السابق، عبر صفحته الشخصية علي فيسبوك، أنه لا بأس بقراءة سورة "يس" ثلاث مرات عقب صلاة المغرب، فإن ذلك داخل في الأمر بإحياء هذه الليلة، وأمر الذكر على السعة، وتخصيص بعض الأمكنة أو الأزمنة ببعض الأعمال الصالحة مع المداومة عليها أمر مشروع ما لم يعتقد فاعل ذلك أنه واجب شرعي يأثم تاركه، مستشهدا في هذا الامر بحديث، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "كان النبي ﷺ يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيًا وراكبًا" (البخاري ومسلم).

وقال الحافظ ابن حجر في [الفتح]: "وفي هذا الحديث على اختلاف طرقه دلالة على جواز تخصيص بعض الأيام ببعض الأعمال الصالحة والمداومة على ذلك" اهـ (فتح الباري).

وأوضح جمعة، بأن الاحتفال بالمناسبات الدينية المختلفة أمر مرغب فيه ما لم تشتمل على ما ينهى عنه شرعًا حيث ورد الشرع الشريف بالأمر بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله - عز وجل -: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} ، وجاءت السنة الشريفة بذلك، ففي صحيح مسلم أن النبي ﷺ كان يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع، ويقول "ذاك يوم ولدت فيه" (مسلم).

وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: إن رسول الله ﷺ قدم المدينة، فوجد اليهود صيامًا يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله ﷺ): "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ "، فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله عز وجل فيه موسى وقومه، وغرق فيه فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا، فنحن نصومه، فقال رسول الله ﷺ: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم" . فصامه رسول الله ﷺ ، وأمر بصيامه. وعليه فالاحتفال بالمناسبات الدينية على الصورة المذكورة أمر مشروع لا كراهة فيه ولا ابتداع، بل هو من تعظيم شعائر الله تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.

فيديو قد يعجبك: