إعلان

"بعثت بين يدي الساعة بالسيف".. هل يتناقض مع "الرحمة" التي أرسل بها الرسول؟.. علي جمعة يجيب

08:14 م الإثنين 26 أكتوبر 2020

الدكتور علي جمعة

كتبت – آمال سامي:

هل يتناقض معنى الرحمة التي أرسل بها رسول الله مع قوله: "بعثت بين يدي الساعة بالسيف"؟.. هكذا سئل الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في إحدى حلقات برنامجه "والله اعلم" ليجيب قائلًا أن الحق والعدل هما حقيقة الرحمة، فمتى أمر الله سبحانه وتعالى باستعمال القوة عند القدرة عليها كان ذلك من أجل شيوع الخير ومن أجل ضبط المجتمع ومن أجل أن نقف أمام الفساد، فهذا من الرحمة.

"لأنه لا يمكن ترك النفس الأمارة بالسوء تسيطر على الأكوان بغير أن أتوجه إليها بشيء من السيف الذي بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحق" يقول جمعة مفرقًا بين ما يفعله الشخص من جريمة سيئة، وبين ما يفرض عليه من عقوبة، فالعقوبة تفرض عليه لمنع آذاه وشره عن الناس، ولا يمكن أن تسمى سيئة كالتي فعلها هو، فهي في حقيقتها ليست سيئة وإنما هي عقوبة وشيء لمنع الفساد في الأرض.

"سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو في سبيل الله بمعنى أنه يطلب العمارة لا الدمار "، ولذا يقول جمعة اننا نجد في كل بلاد العالم شعار الجيش الذي يحمي الأوطان ويدافع عن الأعراض والأموال والحوزة والأرض، ويكون على شكل سيفين "دا مش إرهاب دا حق".

وأوضح جمعة أن الله سبحانه وتعالى قال: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"، أي أن القتال مشروط بأن يكون في سبيل الله وهو ما يعني ان له شروط، ومن هذه الشروط، يقول جمعة، أن تكون الراية واضحة، وهو ما لا يتوفر في داعش والاخوان المسلمين، فيقال أحيانا أن تمويلهم قطري أو أمريكي أو غيرهم، "اشتروا السلاح من مين؟ لا نعرف ، بينما الجيش المصري نعرف من اين اشترى سلاحه ومن أين موله"، وأوضح علي جمعة أن فقد نظرية الشروط هو ما جعلهم لا يستطيعون ربط قضية السيف بالرحمة، فلو فهمنا ذلك لعرفنا أن سيف رسول الله مشروط بالحق والوضوح ومشروط بالدولة.

فيديو قد يعجبك: