إعلان

تمني الآثام شيء قبيح.. جمعة: يجب السعي دائما لتنقية الباطن من كل ما لا يرضي الله

01:34 م الأربعاء 11 ديسمبر 2019

الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(مصراوي):

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الله تعالى يعلم ما توسوس به النفس، ويعلم ما يجول في الخاطر، ويعلم ما إذا كان الإنسان قد خلّى قلبه عن الأكوان، وملأه بالرحمن، أو أنه قد ملأ قلبه بالشيطان واضطرب عليه الحال.

واستشهد فضيلة المفتي السابق بقول الله تعالى: {وَإِن تُبْدُوا مَا فِى أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.. [البقرة :284].

وأضاف جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: وإن كان الله تعالى نسخ برحمته المحاسبة عما بأنفسنا ما لم يخرج لحيز السلوك، فإن صفاته لا تنسخ فهو العليم، فعلمه بما في أنفسنا لا ينسخ أبدا فهو يعلم ما تكنه الصدور، فهو سبحانه بكل شيء عليم، وأنه عليم بذات الصدور، ويعلم ما يحاول الناس أن يخفوه عن بعضهم.

واستند فضيلة المفتي السابق بما ذكره القرطبي في تفسير هذه الآية: «لما أنزل هذا على النبي ﷺ ، اشتد ذلك على أصحاب رسول الله ﷺ ، فأتوا رسول الله ﷺ ، ثم بركوا على الركب، فقالوا: أي رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق: الصلاة، والصيام، والجهاد، والصدقة، وقد أنزل الله عليك هذه الآية، ولا نطيقها، قال رسول الله ﷺ: أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم «سمعنا وعصينا» بل قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، فقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير».

وقيل إن هذه الواقعة سبب نزول قوله تعالى في إثر هذه الآية : {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ}.. [البقرة :285].

وأشار عضو هيئة كبار العلماء إلى أن ذلك يدل على استحباب أن يخفي الإنسان في صدره الشرور، بل يجب أن يسعى المؤمن دائما لتنقية باطنه من كل ما لا يرضي الله، فإذا أخفى الإنسان في نفسه الذنوب والآثام وتمناها فهذا شيء قبيح، ولكن الله برحمته يتجاوز عنه طالما أنه لم يتحول إلى فعل أو قول، كما قال النبي ﷺ : (إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به».. [رواه مسلم] والتعبير بالتجاوز يدل على وجود شيء يتجاوز عنه وهذا الشيء ليس بالمستحسن.

وأكد فضيلته أن من تلك الآية المحكمة نتعلم الكثير، ويزداد بها اليقين بأنه لا إله إلا الله، وأنه لا حول ولا قوة إلا بالله، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ونتعلم منها المراقبة مراقبة الله في أفعالنا الظاهرة، وفي أفعالنا الباطنة، فنعلم أنه مطلع على خفايا النفوس وسرائر القلوب.. رزقنا الله صدق التوجه إليه وعدم الاعتماد إلا عليه، ومراقبته في كل حين.

موضوعات متعلقة..

- تفتح كل الأبواب.. علي جمعة: الصلاة على النبي هي الوقاية والحصن الحصين

- للطاعة لذة في القلب.. علي جمعة: هذا أثر الوعد والوعيد في سلوك الإنسان

فيديو قد يعجبك: