سؤال حير الملايين.. لماذا لا يدفن الضبع إلا بحضور الشرطة؟
كتب : أسماء العمدة
صورة تعبيرية
في صباح خريفي هادئ، استفاق أهالي إحدى القري في محافظة سوهاج على همسات متقطعة تتنقل بين البيوت "الضبع مات والشرطة جاية"، لم يصدق البعض ما سمعه، وراح آخرون يراقبون المشهد من خلف نوافذهم، فواقعة دفن ضبع بحضور الشرطة ليست أمرا يتكرر كل يوم.
تجمع الأهالي في محيط الأرض الزراعية حيث وجد الحيوان نافقا، ووقف رجال الشرطة في دائرة محكمة حول المكان، في لحظة امتزج فيها الفضول بالخوف، والدهشة بالأسئلة.
لم يكن ظهور الضبع في القرية حدثا طبيعيا، فقد أكد عدد من السكان أنه شوهد قبل أيام يتجول بالقرب من المزارع، ما أثار حالة من القلق، خاصة أن الحيوان معروف بطبيعته المفترسة وخطورته على المواشي والأهالي، لكن المفاجأة الكبرى كانت عندما تم العثور عليه نافقا فجأة في أطراف القرية، وهو ما استدعى تدخل الشرطة فورا.
حين وصلت قوات الشرطة، ظن البعض أن هناك جريمة، بينما حاول آخرون معرفة سبب هذا الاهتمام بـ"مجرد ضبع"، لكن الحقيقة أن الضبع ليس مجرد حيوان عابر، فهو محظور صيده أو بيعه وفقا للقوانين البيئية، كما أن وجوده نافقا قد يشير إلى جريمة صيد غير مشروع أو استخدام مواد سامة.
وقفت الشرطة تشرف على تجهيز الحفرة، وبدأ أحد الضباط يراجع الإجراءات، في مشهد أكد أن العملية أكبر من مجرد دفن حيوان.
قبل الدفن، قامت الجهات المختصة بفحص الحيوان للتأكد من عدم وجود علامات تسميم متعمد أو إصابة برصاص، وهي مؤشرات على صيد محظور قد يورط المتسببين في قضية بيئية.
وربما يتساءل الملايين حول العالم، عن السبب الذي يجعل دفن حيوان الضبع بحضور الشرطة أمرا ضروريا.
وقال مصدر أمني في تصريح لـ"مصراوي"، إن بعض الأشخاص يقومون بتداول أجزاء الضبع، وخاصة الكبد والمخالب والجلد أمر شائع في الأسواق غير القانونية، إذ يبيعها البعض بهدف استخدامها في الشعوذة.
وأكد أن إشراف الشرطة أمرا ضروريا، لضمان عدم تهريب أي جزء من الضبع وبيعه بطريقة غير شرعية.
وأشار المصدر إلى أن وجود ضبع نافق يعني احتمالية انتشار أمراض أو جذب حيوانات أخرى قد تكون أكثر خطورة، مؤكدا ضرورة الدفن وفق إجراءات دقيقة، بعيدًا عن مصادر المياه والمساكن.
وتعليقا على ذلك، أوضح الدكتور أحمد حمدي، مدير الطب البيطري بسوهاج، أن حضور الشرطة أثناء دفن الضبع ليس شرطًا بيطريًا عالميًا، لكنه إجراء قانوني وأمني تتبعه بعض الدول، منها مصر والمغرب والجزائر والسودان.
وأكد "حمدي" في تصريحات لـ"مصراوي" أن الأمر يرتبط بعدة عوامل حساسة، أبرزها، استخدام أجزاء الضبع في السحر والشعوذة، خاصة الدماغ والعظام، ما يجعل جثته مطمعًا للبعض، وقيمته المرتفعة في السوق السوداء، حيث قد تصل أجزاء منه لآلاف الدولارات، ومنع سرقة الجثة أو نبشها بعد الدفن، لذلك يتم توثيق العملية بحضور أمني.
واختتم بالإشارة إلى أن الضبع هو تقريبا الحيوان الوحيد الذي يُدفن في حضور الشرطة في بعض الدول، بسبب ما يحيط به من أساطير وقيمة سوقية غير مشروعة، ومع ذلك، قد يستدعي الأمر حضور الشرطة عند نفوق حيوانات مهددة بالانقراض أو في حالات الاشتباه بجريمة بيئية.
اقرأ أيضا:
من الماء إلى النوم.. 6 عادات تدمر الإكسسوارات الإستانلس
نادرة وغير مألوفة.. أغرب أشجار "الكريسماس" حول العالم
أم تجبر ابنها على شرب 8 لتر من الماء يوميا- ما القصة؟