إعلان

تقنية جديدة تحمي الحياة البرية بعد استخدام صور الحيوانات على مواقع التواصل

03:00 ص الأربعاء 16 مارس 2022

الحمر الوحشية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

د ب أ-

مجموعة من الحمر الوحشية تركض في أحراش أفريقيا أو عدد من الحيتان الضخمة تتقافز وسط الأمواج في أعالي البحار.. عادة ما يلتقط السائحون مثل هذه الصور وينشرونها على حساباتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي كتذكار للرحلات والمغامرات التي يقومون بها، ولكن هذه الصور صارت لها فائدة لم تكن في الحسبان، إذ أصبح من الممكن بفضل تقنية جديدة للذكاء الاصطناعي الاستفادة منها لجمع بيانات بشأن الفصائل المهددة بالانقراض وتتبع أنماط الحياة البرية والبحرية المختلفة.

واستخدم فريق من الباحثين بجامعة ولاية أوهايو الامريكية تقنية الذكاء الاصطناعي لتحليل مثل هذه الصور للتعرف على الفصائل المختلفة ومتابعة أعدادها من أجل التوصل إلى اكتشافات جديدة بشأن تحركاتها في بيئاتها فضلا عن أعدادها في الطبيعة.

وتقول الباحثة تانيا بيرجر وولف مديرة معهد تحليل البيانات بالجامعة: "لدينا ملايين الصور للفصائل المهددة بالانقراض التي يلتقطها علماء وطائرات مسيرة بل وسائحون، وتحتوي هذه الصور على ثروة من البيانات التي يمكن استخلاصها وتحليلها للمساعدة في حماية هذه الكائنات ومكافحة انقراض الفصائل المختلفة".

وأضافت بيرجر وولف المتخصصة في مجال الهندسة الكهربائية والحوسبية والتطور الطبيعي أن هناك فرع جديد من فروع العلوم يسمى علم تحليل الصور، وتم تطوير هذا العلم بفضل الذكاء الاصطناعي بحيث بات من الممكن استخلاص معلومات بيولوجية بشأن الفصائل المختلفة بشكل مباشر من خلال صورها.

وأكدت في تصريحات للموقع الإلكتروني "سايتيك ديلي" المتخصص في العلوم أن نقص البيانات بشأن الفصائل المهددة بالانقراض يعتبر من أبرز التحديات التي تواجه علماء البيئة، وأوضحت: "إننا نخسر التنوع البيولوجي بوتيرة غير مسبوقة، وفي الوقت ذاته، لا نعرف على وجه الدقة حجم الخسائر التي نتعرض لها".

واستطردت قائلة: "إذا كنا نريد أن ننقذ الأفيال الأفريقية من الانقراض، فلابد أن نعرف أعدادها في العالم، وأين تعيش، وكذلك وتيرة تراجع أعدادها"، وأضافت: "نحن لا نملك عددا كافيا من أطواق تحديد المواقع من خلال الأقمار الاصطناعية التي يتم تثبيتها على هذه الحيوانات لمراقبة أعدادها وتحركاتها، ولكننا نستطيع من خلال الذكاء الاصطناعي تحليل صور الأفيال واستخدامها لاستنباط المعلومات التي نحتاجها".

وابتكرت بيرجر وولف بالتعاون مع زملائها منظومة للذكاء الاصطناعي أطلقوا عليها اسم "وايلد بوك" أي "كتاب الحياة البرية"، وتستخدم هذه المنظومة معادلات خوارزمية لتحليل الصور التي يلتقطها السائحون أثناء قضاء عطلاتهم في الحياة البرية وكذلك العلماء في الرحلات العلمية الاستكشافية للتعرف ليس فقط على فصائل الحيوانات بل أيضا على حيوانات بعينها.

وأضافت أن "المعادلات الخوارزمية الخاصة بنا تستطيع تحديد حيوانات بعينها عن طريق شكل النقط أو الخطوط على الجلد أو آثار الجروح والتجاعيد، أو من خلال شكل الزعانف في حالات الحيتان والدلافين على سبيل المثال".

وتحتوي منظومة "وايلد بوك" على قاعدة بيانات تضم أكثر من مليوني صورة لنحو 60 ألف حوت ودولفين تم رصدها والتعرف عليها في مختلف أنحاء العالم، وأضافت أن "هذه الصور أصبحت من مصادر المعلومات الأساسية التي يستفيد منها العلماء بشأن حيتان الأوركا، التي لا توجد معلومات كافية بشأنها".

وأكدت أن "وايلد بوك" تحتوي أيضا على صور وبيانات بشأن القروش البحرية والحيتان، فضلا عن الحمر الوحشية والزراف وفصائل الضواري الافريقية.

وتم تطوير منظومة "وايلد بوك" بحيث تقوم بالبحث عن الصور التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتتضمن لقطات لكائنات بحرية مختلفة، بمعنى أن الصور التي يمكن أن يلتقطها بعض السائحين للقروش البحرية قبالة سواحل الكاريبي مثلا قد ينتهي بها الحال داخل قاعدة بيانات المنظومة بحيث يستفيد منها العلماء والمتخصصون.

وتقول بيرجر وولف إن "القدرة على استخلاص المعلومات البيولوجية من الصور هي أساس علم تحليل الصور، فنحن نعلم الحاسبات كيفية التقاط تفاصيل معينة داخل الصور، والتي ربما يغفل عنها البشر عندما يطالعون هذه الصور بأنفسهم".

وأكدت بيرجر وولف أنه مع تزايد الاهتمام بتوظيف الذكاء الاصطناعي في مجال تحليل الصور، فلابد من مراعاة استخدام هذه التقنية بشكل أخلاقي ومنصف، مع التأكد من عدم استغلال هذه التقنيات في الإضرار بأي طرف، وضرورة الحفاظ على هذه المعلومات، بحيث لا تقع بأيدي أطراف خارجية، مثل الصائدون غير الشرعيين على سبيل المثال، لاستهداف الفصائل المهددة بالانقراض.

فيديو قد يعجبك: