إعلان

ما بين تأجيل الحمل أوالمخاطرة بالجنين.. "كورونا" يعيش النساء في رعب

07:30 م السبت 09 يناير 2021

الحمل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هند خليفة
يسيطر شعور القلق على معظم السيدات في ظل استمرار جائحة كورونا، وتزايد أعداد الإصابات، فمنهن من قررت تأجيل قرار الحمل لحين الخلاص من تلك الضائقة التي يمر بها العالم، وأخريات جازفن باتخاذ الخطوة وحدث الحمل بالفعل ليعشن أشهر من الرعب والخوف من تعرضهم للإصابة، وأن يتعرض الجنين للخطر، فيضعن أيديهن على قلوبهن حتى الولادة.
وحتى الآن لا يوجد دليل علمي يؤكد انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين، لكن بحسب أطباء تواصل معهم "مصراوي" قد تعرض إصابة الأم الحامل جنينها إلى خطر، وتواصلنا أيضًا مع بعض السيدات الحوامل أو من خاضوا تجربة تأجيل الحمل بسبب كورونا لعرض تجربتهم.

"نهال" تؤجل حملها في الموجة الأولى.. وفي الثانية تعيش رعب انتظار الولادة
حالة من الهلع والرعب تعيشها نهال أحمد- متزوجة قبل اندلاع الموجة الأولى من فيروس كورونا، ومع انتشار الفيروس اتخذت بمشاركة زوجها قرارًا بتأجيل الحمل، لحين انتهاء تلك الجائحة، فكانت تتشبث بأمل أن تنتهي في الصيف الماضي، "كنت بحمد ربنا إني مش حامل في وقت مُرعب.. كل الناس اللي بتولد في المستشفيات وقت الكورونا".
وتتابع لـ"مصراوي" أنها في شهر يونيو ومع انكسار حدة انتشار الإصابات بفيروس كورونا، والحديث عن إمكانية التوصل إلى لقاح خلال وقت قريب، اتخذت قرار الحمل، "حملت والآن أعيش في رعب لم أدري حتى أقوم بالولادة ماذا سيحدث؟!".
يزيد من رعب "نهال" أنها تعيش بمفردها بسبب سفر زوجها، ولخوفها من تعرضها للعدوى عزلت نفسها عن أسرتها كاملة، خاصة بعد تعرض أكثر من فرد من أقاربها للإصابة مؤخرًا، فطبقت على نفسها إجراءات الإغلاق التام، لا يدخل بيتها أحد، ولا تخرج هي منه، فاحتياجاتها توفرها لنفسها عن طريق "الأونلاين"، وتتواصل مع عائلتها هاتفيًا.
واستكملت: "اقتربت من الشهر السادس بالحمل.. والطبيب حذرني من الحركة بسبب حالتي الخاصة لقيامي بربط عنق الرحم، فلابد من أكون دائمًا نائمة على ظهري، وعلى الرغم من ذلك أقوم بخدمة نفسي لفرضي على عائلتي عدم الاختلاط بي خوفًا من العدوى".
لم تستطع "نهال" أن تخلق لنفسها جوًا من الهدوء وتهدئة الأعصاب خلال تلك الفترة، خاصة وأنها تتابع الأخبار المتعلقة بفيروس كورونا والإصابات بالتلفزيون والإنترنت، فتقول: "للأسف صعب أطمئن كل ما بفتح ألاقي وفيات كتير وخايفة جدًا وكل اللي حواليا خايفين".
واستكملت حديثها: "في الموجة الأولى لكورونا مكنتش أعرف حد قريب مني أصيب بالفيروس، لكن هذه الأيام يوميًا بيكون في حالات إصابة أو وفاة من العائلة".
تعيش "نهال" في عزلتها كابوس دائم، بخلاف تعرضها للإصابة بكورونا، وهو استمرار انتشار الفيروس حتى موعد ولادتها، وعدم وجود أحد من أسرتها إلى جانبها لرعايتها، فتذكر: "دايمًا بييجي في بالي إني وقت الولادة هحتاج حد يشوفني أنا والبيبي ومش عارفة هعمل إيه وقتها يارب وقتها تكون كل حاجة تمام".

فرحة حمل "همس" تتحول إلى كابوس
تحولت فرحة همس أبو السعود- ربة منزل، بحملها إلى كابوس وحالة من الخوف بعد إصابتها بفيروس كورونا في شهرها السادس من الحمل، "كان لدي شعور سائد بالفرحة والحماس تجاه جنيني، لكن كل ذلك تحول إلى خوف شديد مما هو قادم".
وتحكي لـ"مصراوي"، أنها قررت الحمل بعد أن انكسرت حدة الموجة الأولى من الفيروس، وانخفضت أعداد الإصابة، لكنها أصيبت مع الموجة الثانية من الفيروس في شهر نوفمبر الماضي، بعد أن تخطت الشهر السادس من الحمل، مشيرة إلى أن إصابتها جائت في توقيت عادت فيها أعداد الإصابة تتزايد، "كنت أقوم بعد الأيام والأشهر حتى أصل إلى مرحلة الأمان وأطمئن على ولادة طفلي".
وأضافت "همس" أنها أصيبت بعدوى كورونًا بعد أن انتقلت لها من زوجها الذي يتوجه إلى عمله يوميًا وبالتالي يختلط بزملائه فكان ذلك فرصة لالتقاط العدوى، على الرغم من حرصها الشديد على الالتزام بإجراءات الوقاية من الفيروس.
وقالت إنها في البداية ظهرت عليها أعراض بسيطة بين احتقان الزور وتكسير عظام الجسم، وهو ما جعلها تظن أنها مريضة بدور برد أو تعرضها لحالة اجهاد، لكن بعد يومين وجدت نفسها فقدت حاسة الشم نهائيًا، وهو ما جعلها تشك في أمرها، لتتوجه لإجراء التحاليل الخاصة بالكشف عن الإصابة بكورونا.
لم تكتفي "همس" بإجراء التحاليل فقط بعد أن نصحها طبيبها بإجراء مسحة للتأكد من إصابتها بالفيروس، فالحامل حالة خاصة لا يجب التعامل معها باستهانة خاصة مع تناول الأدوية التي قد تؤثرعلى الجنين، لتجري المسحة التي أظهرت أنها حامل للفيروس.
كادت أن تتعرض إلى جلطة بسبب إصابتها بكورونا، فأظهرت التحاليل أن نسبة التجلط عالية لديها، مشيرة إلى أن الطبيب نبهها من ذلك خاصة وأن الحوامل لديهم نسبة تجلط عالية، وكذلك الإصابة بكورونا تجعلهم عرضة للتجلط أيضًا، ما اضطرها إلى أخذ حقن سيولة، على مدار أسبوعين وهي فترة إصابتها بالفيروس.
وذكرت "همس" أنها في الأسبوع الثالث أجرت مسحة جديدة أثبتت أنها أصبحت غير حاملة للفيروس، لتدخل إلى مرحلة أخرى وهي الإطمئنان على جنينها، بعد شفائها من الفيروس، فتقول: "قضيت فترة الإصابة في رعب لكن ما كان يطمئني هو حركة الجنين بين الحين والآخر".
واستكملت بأنها توجهت إلى الطبيب الذي تتابع معه حملها، لإجراء أشعة تلفزيونية والإطمئنان على الجنين برؤيته، مشيرة إلى أن الطبيبب طمأنها بالتأكيد عليها أن فيروس كورونا لم ينتقل من الأم الحامل للجنين .
طبيب نساء وتوليد: إصابة الحامل بـ"كورونا" قد تعرضها للولادة المبكرة
بدوره أوضح الدكتور هشام صالح- استشاري النساء والتوليد، أن فرص الإصابة بفيروس كورونا تزيد لدى النساء الحوامل، لأن مناعتهم تقل خلال تلك الفترة، خاصة إذا كانت الإصابة خلال الشهر الأخير من الحمل، ففي الشهور الأولى تكون المضاعفات أقل.
وحذر صالح خلال حديثه مع "مصراوي" من أن الشهر التاسع من الحمل تكون إصابة الأم فيه أخطر، لاحتمالية تعرضها لأزمات تنفسية مُضاعفة، قد تؤثر على طريقة الولادة ومكانها، إضافة إلى إحتمالية تعرض المولود للعدوى، مشيرًا إلى أن أعداد الإصابة بين حديثي الولادة تزايدت عن الموة الأولى للفيروس.
وحول مضاعفات إصابة الأم بالفيروس وتأثيرها على جنينها، نبه إلى أنها قد تصل إلى الولادة المبكرة، أو يولد الجنين ناقص نمو، ما يجعله في حاجة للوضع داخل حضانة، أما بعد الولادة فمن الممكن أن تنقل له العدوى من أمه عن طريق التنفس، ولذلك هناك ضرورة لفصل المولود عن أمه المصابة فور ولادته.
ووجه صالح، نصائح للأمهات الحوامل حتى تمر فترة حملهن بأمان، باتباع الإجراءات الاحترازية بحرض شديد بالتباعد الاجتماعي والنظافة ارتداء الكمامة، مشددًا على ضرورة تناولها فيتامين "د" إضافة إلى فيتامين سي والزنك، لتزويد المناعة خاصة في ظل مناعتها الضعيفة وأننا في فصل الشتاء وعدم تعرضها للشمس بشكل كافي.
كما رجح تأجيل قرار الحمل خلال تلك الفترة الحرجة، حتى يتوفر علاج ناجح لكورونا بعد تأخر الفاكسين، وفي ظل مرور المجتمع بضائقة اقتصادية وتوقف سوق العمل.
طبيب نساء وتوليد: تأخر الأم قد يؤدي إلى توقف نبض الجنين
وفي السياق ذاته أكد الدكتور حسام الدين التائه، استشاري النساء والتوليد، أن النساء الحوامل هن الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا والأمراض التنفسية، كالإلتهاب الرئوي أو حتى دور البرد العادي.
وشدد خلال حديثه لـ"مصراوي" على ضرورة أن تتعامل المرأة الحامل مع أي عرض يظهر عليها أنه "كورونا" حتى وإن كانت تلك الأعراض دور برد، وأن تتابع فورًا مع الطبيب المختص، منوهًا إلى أن تأخرها قد يتسبب في وقف نبض الجنين.
وأشار إلى أن الأطباء يتعاملون مع حالات الوضع للأمهات المصابات بكورونا بشكل خاص، تخوفًا من انتقال العدوى للمولود، باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية من تعقيم الأدوات وارتداء الماسكات، وإذا كانت حالة الأم متدهورة تتم الولادة بإشراف من أطباء العناية المركزة والصدر إضافة إلى طبيب النساء والتوليد لمباشرة الحالة حت إتمام الولادة والإطمئنان على الأم ومولودها.

فيديو قد يعجبك: