إعلان

قبل كورونا.. كيف انتهت الأوبئة التي اجتاحت العالم؟

03:59 م الأحد 19 يوليو 2020

صورة تعبيرية

كتب – سيد متولي

بكل تأكيد، أكثر ما يشغل بال الجميع حول العالم، في الفترة الحالية، هو متى سينتهي فيروس كورونا المستجد، ومتى ستعود الحياة إلى طبيعتها؟.

بمراجعة التاريخ، وجدنا أن الأوبئة التي سبقت فيروس كورونا، قد انتهت إما طبيا أو اجتماعيا، وفقا لصحيفة "nytimes".

بداية متى ستنتهي جائحة فيروس كورونا؟.. وكيف؟

ووفقًا للمؤرخين، فإن للأوبئة عادة نوعان من النهايات: الطبية، التي تحدث عندما تنخفض معدلات الإصابات والوفيات، والاجتماعية، عندما يتلاشى الخوف من المرض عند المواطنين.

وفقا لما يقوله الدكتور جيريمي جرين، مؤرخ الطب في جامعة جونز هوبكنز: "نهاية الوباء قد تحدث ليس بسبب قهر المرض، ولكن لأن الأشخاص يتعبون من حالة الذعر ويتعلمون العيش مع المرض".

وفقا لألان براندت، مؤرخ هارفارد، أن ذلك الأمر يحدث مع كورونا بعد أن قررت الدول التعايش مع الفيروس.

ونستعرض في هذا التقرير كيف انتهت الأوبئة التي اجتاحت العالم؟.

الخوف من الإيبولا والانتصار عليه

تقول الدكتورة سوزان موراي، من الكلية الملكية للجراحين في دبلن، إنه وقت انتشار وباء إيبولا الذي راح ضحيته أكثر من 11 ألف شخص في غرب أفريقيا، شهدت مستشفى في أيرلندا عام 2014، وصول شاب إلى غرفة الطوارئ من بلد يعاني من مرضى إيبولا، رفض الجميع الاقتراب منه، لكني عالجته".

تضيف: "المريض لم يكن مصابا بإيبولا، لكنه توفي بعد ساعة، وبعد هذا الموقف بثلاثة أيام، أعلنت منظمة الصحة العالمية انتهاء الوباء، ولذلك علينا أن نتعلم أنه إذا لم نكن مستعدين لمحاربة الخوف والجهل بنفس قدر استعدادنا لمكافحة أي فيروس او وباء، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى إلحاق ضرر فادح بالضعفاء".

الطاعون الدبلي.. موت أسود وذكريات مظلمة

وجه الطاعون الدبلي ضربات قوية للعالم عدة مرات على مدار آخر 2000 عاما، وقتل الملايين، كان سببه سلالة من البكتيريا تعيش على البراغيث التي تتغذى على الفئران.

لكن الطاعون الدبلي، الذي عرف باسم الموت الأسود، انتقل من شخص مصاب إلى آخر من خلال قطرات الجهاز التنفسي، لذلك كان لا يمكن القضاء عليه ببساطة عن طريق قتل الفئران.

الطاعون ضرب العالم ثلاث مرات، في القرن السادس، وفي القرن الرابع عشر، وفي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، في العصور الوسطى عام 1331 في الصين، أدى المرض، إلى مقتل نصف السكان هناك، وانتقل على طول الطرق التجارية إلى أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، في السنوات بين 1347 و 1351، ليقتل ما لا يقل عن ثلث سكان أوروبا، وتوفي نصف سكان سيينا في إيطاليا.

تكرر الطاعون في الصين في عام 1855، وانتشر في جميع أنحاء العالم، مما أسفر عن مقتل أكثر من 12 مليون في الهند وحدها.

نهاية غير معروفة

لم يتم التوصل إلى السبب الحقيقي وراء نهاية الطاعون الدبلي، لكن رجح بعض العلماء أن الطقس البارد قتل البراغيث الناقلة للأمراض، لكن ذلك لم يكن ليوقف الانتشار عن طريق الجهاز التنفسي، أو ربما كان هناك تغيير في الفئران، فبحلول القرن التاسع عشر، لم يكن الطاعون يحمله الفئران السوداء بل البنية، فرضية أخرى هي أن البكتيريا تطورت لتصبح أقل فتكًا، أو ربما تصرفات البشر، مثل حرق القرى التي ساعدت في القضاء على الوباء، لكن المفاجأة أن الطاعون لم يرحل، ففي الولايات المتحدة، تنتشر العدوى بين كلاب البراري في الجنوب الغربي ويمكن أن تنتقل إلى الناس، لكن مثل هذه الحالات نادرة، ويمكن الآن علاجها بنجاح بالمضادات الحيوية.

الجدري.. انتهى بالفعل

كان وباء مروعا، واجتاح العالم لمدة 3000 سنة على الأقل، عانى الأشخاص المصابون بالفيروس من الحمى، ثم تحول الطفح الجلدي إلى بقع مليئة بالصديد، تم القضاء عليه بالفعل بشكل طبي، بسبب توفر لقاح فعال يوفر الحماية مدى الحياة، كما أن الفيروس لا ينتقل عبر الحيوانات، لذا فإن القضاء على المرض في البشر يعني نهايته تماما.

آخر شخص أصيب بالجدري كان علي ماو مالين، طاهي مستشفى في الصومال، في عام 1977، وبعد ذلك تعافى لكنه توفي بسبب الملاريا في 2013.

الإنفلونزا المنسية

ظهرت في 1918، وقتلت حوالي 50 إلى 100 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، كانت تفترس الصغار والكبار في منتصف العمر، وحتى الآن لم تنتهي.

نهاية اجتماعية أم طبية؟

بعد اجتياح العالم، تلاشت هذه الإنفلونزا، وتطورت إلى شكل مختلف لما وصلت إليه الآن، لكنها انتهت اجتماعيا بانتهاء الحرب العالمية الأولى، حيث كان الناس مستعدين لبداية عصر جديد، وحريصون على نهاية كابوس المرض والحرب وراءهم.

وتلى ذلك أوبئة إنفلونزا أخرى، في هونج كونج عام 1968، توفي مليون شخص في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 100 ألف في الولايات المتحدة، معظمهم من كبار السن الذين تجاوزوا 65 عامًا، ولا يزال هذا الفيروس ينتشر كأنفلونزا موسمية.

اقرأ أيضا: احنا أقوى من كورونا

فيديو قد يعجبك: