إعلان

حوار| عادل عوض: "التليفزيون المصري لو قرر يعمل فوازير هتتعمل بكره"

07:50 م الخميس 09 أغسطس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - منال الجيوشي:

تصوير - محمود أبوديبة:

يعتبر المخرج عادل عوض، واحدًا من أشهر مخرجي الاستعراضات، هذا الفن الذي يعاني حالياً من التجاهل، وابتعاد المنتجين عن المجازفة وصناعة عمل استعراضي متكامل.

مصراوي التقى المخرج عادل عوض، الذي يرى أن على الدولة التدخل لعودة الأعمال الاستعراضية لمكانتها التي تستحقها.

وكان لنا معه هذا الحوار:

أين اختفى فن الاستعراض.. وما الأسباب التي أدت لخفوت نجمه؟

هناك حالة عامة حاليا، وهي أننا نعتمد في الوقت الحالي على نوع أو نوعين فقط من الفن، وهما الأكشن والكوميدي، ولم نعد نهتم بغيرهما، وكلما قلت نوعية الأعمال وتقلصت، كلما قام المنتج "باللعب في المضمون"، كما أن النجم يفرض "الشكل" الذي يريد تقديمه.

وتابع: "على سبيل المثال بعد نجاح فيلم (صعيدي في الجامعة الأمريكية) عام 1998، فرض أحمد السقا شكل الأكشن، وبعدها أصبح له تلاميذ ومريدون، يقلدون نفس الشكل الذي يقدمه وأبرزهم محمد رمضان، أمير كرارة، آسر ياسين، وآخرون، بينما فرض نجاح محمد هنيدي، الصبغة الكوميدية على الأفلام، وأصبح لكل منهم مريدوه وتلاميذه، الذين يقلدون الشكل الذي ابتكره "السقا" و"هنيدي"، والتقليد يأتي بسبب نجاح تجربتيهما، وأغلب النجوم الآن يقلدان نوعين فقط وأصبح هناك كتلة نجوم كوميديا، وكتلة أكشن.

وما رأيك في بعض الآراء التي تروج مقولة "الجمهور عاوز كده"؟

هناك أشكال عديدة من الفنون بجانب الكوميدي والأكشن، مثل الاستعراض، الفانتازيا، البوليسي، الحربي، السياسي، التاريخي، الغنائي، الاجتماعي، الرومانسي، الخيال العلمي، وكل هذه الأشكال يحتاجها الجمهور، وغير حقيقي وغير منطقي أن يروج البعض لمقولة "الجمهور عاوز كده"، لأن هذا تفكير عقيم، فلا يجب أن يفرض البعض ذوقًا وشكلًا معينًا من أشكال الفنون على الجمهور، ويتحكم البعض فيما يشاهده الجمهور.

وهل يتقبل الجمهور الحالي الفيلم الاستعراضي؟

نعم.. والفارق يكون في الجودة، ولا أعني بالجودة فقط جودة الفيلم، بل جودة النجم والدعاية، فمن الممكن أن نقدم عملًا جيدًا، ولا يأخذ حقه من الدعايا أو في مدة العرض بالسينمات، لا بد أن تتوافر كل العناصر حتى نحصل على عمل جيد.

هل تعتقد أن عدم حماس المنتجين للفيلم الاستعراضي أدى لاختفائه؟

المنتج لم يعد يحب المغامرة، ولا يعلم أن الجمهور يحتاج جودة "مش نوع"، بمعنى أنه لو تم تقديم فيلم أكشن فلا بد أن يكون أكشن جيدًا، أو كوميدي جيدًا، أو رومانسيًا جيدًا، فالجمهور يجب أن يختار بين أشكال مختلفة، فمثلا هناك نوعية تحب أفلام الرعب، ولكن هذه النوعية ليس لديها مانع أن تشاهد فيلمًا كوميديًا.

وهل من الممكن أن يقدم أي شخص الاستعراض؟

بالطبع لا.

وبالنسبة للمخرجين؟

الأمر يختلف بالنسبة للمخرج، فـ"المساحة" في المخرج مختلفة عن المساحة لدى النجم.

ومن برأيك الفنانات اللاتي بإمكانهن تقديم استعراضات؟

نيللي كريم، حنان ترك، نادين، شيريهان، ونيللي.

هل تعتقد أن بإمكان نيللي وشيريهان مع التقدم في العمر تقديم استعراضات؟

بالطبع، فمن الممكن عمل فيلم استعراضي تكون بطلته في سن نيللي وشيريهان، لأن لديهن تقنيات الفكر الموسيقي والعمل الاستعراضي، "ولازم اللي تقدم فوازير أو استعراض تكون دارسة فن استعراض".

وما الحل من وجهة نظرك لعودة الفوازير والاستعراضات بشكل عام؟

الحل لدى الدولة، "التليفزيون المصري لو قرر يعمل فوازير هتتعمل بكره".

ولكن هل يستطيع التليفزيون المصري إنتاج فوازير أو استعراضات بشكل عام مع ارتفاع ميزانيتها؟

من المستحيل عمل الفوازير خارج ماسبيرو، لأن لديهم ورش ديكور، ومهندسين، وورش ملابس، ومصممي ملابس، هذه وظيفتهم التي يتقاضون عنها راتبًا شهريًا، ولو تم عمل الفوازير خارج التليفزيون المصري لأصبحت بملايين "والرقم هيتضرب في 10 أضعاف"، لكن في التليفزيون تصبح التكلفة أقل، وأتحدث هنا عن صناعة العمل بشكل عام، ناهيك عن سعر النجم والمؤلف والمخرج، وموظفي التليفزيون المصري، وهناك عمال وموظفون بالمئات يعملون بالتليفزيون المصري، فلماذا لا نستفيد منهم؟

إذا ما تقييمك لإحدى القنوات الخاصة التي قدمت الفوازير من بطولة ميريام فارس منذ عدة سنوات؟

الموضوع منقوص، "هما مش هيقدروا يكملوا، هيعملوها سنة وبعدين هيكتشفوا إنهم خسروا خساير كبيرة"، والدليل أنهم لم يقوموا بعمل استعراضات مرة أخرى، لكن التليفزيون المصري يمتلك جيشًا من الموظفين، يستطيعون عمل كل ما هو مطلوب.

صرحت لمصراوي من قبل "مش أي مطرب جنبه رقاصة يبقى عمل استعراض".. ماذا تقصد؟

ما يحدث في السينما والأفلام التي يطلقون عليها استعراضية أو غنائية الآن هي "فرح بلدي"، حتى أن تقنيات الفرح البلدي الاستعراضي لا بد أن تخضع لتكنيك آخر بخلاف ما نراه، فمن الممكن أن نجعل المسرح يدور، ومن الممكن أن نعمل رقصة موحدة مثلا "للمعازيم"، فنحن نخترع والاستعراض يعني إبهارًا، ولا بد البناء على أعلى جودة وعلى عمل موسيقي جيد، لكن هل ما يقدم في هذه الأفلام الآن موسيقى جيدة؟ أو كلمات جيدة؟ وهل هذه الراقصة التي تعمل إيحاءات تقدم فنًا بطريقة جيدة.

أشرت من قبل إلى أن مفهوم الكباريه مختلف عما يقصده الجمهور الآن.. ما الفرق؟

الجمهور أهان معنى الكباريه، فالكباريه هو هذا المكان الذي ظهر في الأفلام القديمة، وعلى سبيل المثال "كازينو بديعة مصابني"، الذي تخرج فيه عمالقة الغناء والتمثيل والرقص، لكن التدهور الذي حدث، جعلنا ننظر للكباريه على أنه مكان سيء، فقديما كان مُلاك الكباريهات يأتون بفرق أجنبية ومصممي رقصات أجانب على أعلى مستوى، أما الآن فحدثت حالة من الاستسهال و"الاسترخاص"، سواء في المطربين أو الراقصات أو الملحنين الذين يصنعون جملا موسيقية، ومن هنا هبط المستوى.

وأضاف: "على سبيل المثال الراقصة نجوى فؤاد كانت ترقص بكباريهات أحد الفنادق، وكانت ترقص على موسيقى صنعت خصيصا لها من ألحان محمد عبدالوهاب، وبليغ حمدي، "وكانت بتجيب البدلة وقتها بـ20 ألف جنيه"، فنجد الشكل العام في النهاية جيدًا، والموسيقى جيدة، وهناك إبهار تصنعه في الرقص الشرقي، لكن ما يحدث الآن مختلف تماما".

وهل من الضروري أن من يقدم الاستعراض يكون شخصاً "دارسًا"؟

بالطبع، لا بد من دراسة الاستعراض، لأنه علم وفن صعب، والراقص والراقصة يدرسون استعراضًا وباليه منذ الطفولة، وهذه السنوات تصنع الفارق بين شخص دارس وآخر لم يدرس، ولهذا فالأفلام الاستعراضية الموجودة لدينا قليلة للغاية، وهى لنيللي وشيريهان وفرقة رضا، وآخر فيلم استعراض هو "كريستال"، ومن بعدها لم نشاهد أي أفلام استعراضية.

وما رأيك في عودة شيريهان؟

شيريهان تمتلك تقنيات الاستعراض، ولديها بحر من الأداء، وعملت معها من قبل في فيلم "كريستال"، فهى فنانة "معجونة" بالموهبة، وتحب ما تقدم بشكل كبير جدا، كما أن لديها خفة وكاريزما خاصة في مجال الاستعراض.

فيديو قد يعجبك: