إعلان

حوار| منتجة "200 متر": نعكس الواقع الفلسطيني بدون شعارات.. وهذا أملنا الوحيد

03:50 م الأحد 15 نوفمبر 2020

حوار- منى الموجي:

نجاحات كبيرة حققها فيلم "200 متر" الفلسطيني، منذ عرضه العالمي الأول في مهرجان فينيسيا، وحصوله على جائزة الجمهور، وإشادة النقاد، حتى وصوله لمهرجان الجونة السينمائي، والاحتفاء به وبصناعه، وفوزه بأكثر من جائزة، سبق هذه الرحلة سنوات من الإعداد والبحث عن تمويل حتى يخرج للنور، "مصراوي" التقى منتجة العمل مي عودة، وكان لنا معها الحوار التالي..

حدثينا عن رحلة الفيلم حتى وصوله لمهرجان الجونة السينمائي؟

رحلة الفيلم بدأت قبل سبع سنوات، ومرت بكثير من الصعوبات، فكما يعلم الجميع مسألة إنتاج فيلم فلسطيني أو عربي أشبه بمعجزة، إذ ليس لدينا أرضية لصناعة سينما حقيقية، وتمويل حقيقي نستطيع معه إنجاز الفيلم بأسرع وقت، فصناعة السينما مكلفة وهو ما جعل رحلة "200 متر" تمتد لكل هذه السنوات. السنة الماضية بدأنا التصوير ومع العام الجديد صُدم الجميع بفيروس كورونا، وهو ما جعل مخرج الفيلم أمين نايفة يستكمل باقي مراحله عبر "زووم"، من تصحيح للألوان وميكساج الصوت، وأول مرة شاهدناه على شاشة كبيرة كان مع الجمهور في مهرجان فينيسيا، ومن حسن الحظ أنه تم اختيارنا للعرض هناك، فهذا إنجاز كبير، وكُلل بمنحنا جائزة الجمهور.

وهل كان للعرض في مهرجان الجونة السينمائي وقع مختلف عليكم؟

بالطبع، لا شيء يساوي عرض الفيلم في مهرجان كبير مثل الجونة السينمائي، أمام جمهور عربي كبير، وأحب أن أوجه التحية لكل القائمين على الدورة الرابعة، لأنهم تحدوا كل الصعوبات، ونجحوا في إقامة مهرجان حقيقي بعروض سينمائية، وهذا فخر كبير، كذلك استقبال الجمهور للفيلم وقت عرضه جعلنا نشعر بالسعادة، فلا شيء يساوي مشاهدة رد فعل الجمهور وهو يضحك ويبكي ويصفق، هذه أكبر جائزة، إلى جانب رد فعل نجوم تربينا على أعمالهم وإشادتهم بالعمل، وتأثرهم به، شعرت كأنني أحلم، وتأكدت أننا نجحنا في توصيل رسالتنا.

"200 متر" لم يخل من لمحات خفيفة الظل فهل كانت مقصودة للتأكيد على أن الحياة ستستمر رغم المعاناة من الاحتلال؟

المخرج أمين نايفة أراد أن يعكس الواقع الفلسطيني الموجود بدون أي شعارات، كيف يعيش الإنسان الفلسطيني يومه في صراع حتى يصل على الجامعة أو العمل أو يذهب للبحر أو حتى ليقص شعره، ويقوم بزيارات عائلية، هناك مغامرات يومية تشبه المعركة، وفي النهاية نذهب على الأماكن التي نحبها ونحتفل بالحياة، صحيح كل يوم نخوض معركة، ننتهي منها وننتظر المعركة الثانية، ونحن نشعر بالحب والحياة فهذا هو أملنا الوحيد.

كيف رأيتِ منح جائزة مينا مسعود لأمين نايفة؟

كنت فخورة وسعيدة جدا بجائزة مينا مسعود، فأمين مخرج شاب يحتاج كل الدعم، حتى لا يصبر سبع سنوات أخرى ليقدم عمل جديد، فهي جائزة مهمة جدًا، وسعيدة أيضًا باختياري من قِبل "فارايتي" كأحسن موهبة هذا العام في صناعة الأفلام، فهي جوائز تؤكد أن الجهد المبذول حتى يخرج الفيلم للنور شعر به الجميع وتم تقديره.

هل كنتِ تعرفين أنك أول منتجة عربية تفوز بجائزة فارايتي؟

سمعت الكلام لأول مرة من الفنانة بشرى، أنني أول سيدة أو منتجة، فعادة ما يمنحون الجائزة للمخرجين، وأن تُمنح هذا العام لمنتجة وسيدة عربية هذا فخر لنا، وإهداء كل تعب المنتجين، ولفلسطين، كما ذكرت رحلة صناعة أي فيلم شاقة جدًا، واعتبر التكريم إهداء لكل المشاركين في إنتاج "200 متر" لأنهم آمنوا بهذه القصة .

مجال الإنتاج السينمائي لا تقتحمه الكثير من النساء.. لماذا فضلتيه على الإخراج؟

صحيح أنا بالأصل مخرجة أفلام وثائقية، لكن التقيت بالكثير من الشباب المخرجين لدى كل منهم قصص عظيمة، فقررت أن أساعدهم في نقل قصصهم للشاشة الكبيرة، فالسينما سلاح نستخدمه لإثبات وجهة نظرنا ورؤيتنا لما نعيشه، ونحن في أمس الحاجة لذلك.

فيديو قد يعجبك: