إعلان

جيران ''قسم الطالبية'' خارج دائرة ''تخفيف الأحمال''

12:45 م الأحد 21 سبتمبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – يسرا سلامة وندى سامي:

لمفهوم ''تخفيف الأحمال'' معنى آخر لدى سكان شارع ''نشأت'' الذين اعتبرهم البعض الأكثر حظًا لعدم انقطاع التيار الكهربي لديهم، ففي مقابل الأحمال التي طالتهم من جيرتهم لقسم الطالبية حيث تكدس الشارع بعربات الأمن وأفراد الشرطة الذين اتخذوا من ذلك الشارع ملجأ لهم طيلة ساعات الليل والنهار، كانت الكهرباء لا تبرح منازلهم.

لا تشعر ''نبيلة'' إحدى الساكنات في البناية الملاصقة لقسم الطالبية بأي من محاولات تخفيف الأحمال في مصر؛ فبعد أن بدأت موجات تخفيف الأحمال انقطعت عن منزلها فترة قليلة حتى اختفت بعد ذلك؛ بسبب جوارها للقسم، ترى السيدة إن السبب في تفادي قطع الكهرباء عن الأقسام هو عدم تعرض الضباط والقسم لأي هجوم في لحظات الانقطاع، ''علشان يأمنو نفسهم''.

وعلى الرغم من ميزة عدم انقطاع الكهرباء، إلا أن السيدة ترى عيوب في جيرتها للقسم ''كله عيوب في عيوب ..دي حاجة مرعبة هنا، طول اليل زعيق وشخط، وبالنهار صعب نركن عربيتنا في الشارع''، تضيف السيدة الأربعينية أحد المواقف التي رأتها بتعرض أحد المواطنين للشجار مع أحد أفراد الشرطة بسبب شكواه من انسداد الشارع من رجال الأمن التابعين للقسم وإزعاج المواطنين.

''إحنا في موقع استراتيجي''.. تذكرها السيدة متهكمة، وساخرة من المشكلات التي يعاني منها جيران المنطقة ''النور مش بيقطع خالص في فترة تخفيف الأحمال، لكن وقت لما انقطع على مصر كلها اتقطع عندنا''، متذكرة يوم الخميس الموافق 4 سبتمبر الذي انقطع فيه التيار عن عدد كبير من المحافظات.

يقف ''عمرو'' غير مبال بالضوضاء التي يحدثها عساكر الأمن المتكدسين أمام محله، منشغل بكى الملابس المتراكمة حوله، ''وقفتهم قدام المحل دي موقفة عيشي، بس الحسنة الوحيدة إن النور مبيقطعشي''، يتحدث بضجر عن قدره الذي جاء به في جوار قسم الطالبية، فيمنعه تواجد عربات الأمن من عرض السجاد الذى يقوم بغسله أمام المحل ليرى زبائنه جودة العمل ''علشان يعرفوا إن شغلى نضيف ويجوا على حسه''.

منذ سبع سنوات عندما تولى ''عمرو'' وابن عمه ''محمد'' شئون المحل الذي يؤول للجد، يتعايشون مع جيرتهم للقسم، مستنكرين عدم توافر الهدوء والأمان على عكس المفترض، قبل ثورة 25 يناير كان كل ما يؤرق الشابين المشاكل والضجيج التي يحدثها الأهالي وقت الزيارة، ''ولا العفش اللي كانو بيحطوه قدام المحل وقت تسليم القايمة'' قالها الأول بضيق.

استكمل ''محمد'' أن بعد الثورة أصبح الوضع أكثر سوءً، فبات الشارع محطة انتظار لعربات الأمن ومدرعات الجيش الذين يكونوا على أتم استعداد للانطلاق في وقت المظاهرات التي تملأ شارع الهرم في معظم الأوقات، ''وسعات بيفتشوا الزباين فبيخافوا ييجوا عندنا تاني''.

بعد أن ينتهيا الشابان من عملهم في أحد مكاتب المحاسبة في الصباح، يذهبا إلى محلهم الصغير ويواصلون عملهم من بعد الظهيرة حتى ساعات مـتأخرة من الليل، ''بس الصراحة عدم قطع الكهربا ده بيخلينا ننجز في الشغل على عكس الأماكن التانية'' قالها الشاب الثلاثيني، وأضاف ''محمد'' ''لما النور بيقطع في البيت بنفضل في المحل لحد ما ييجي''.

حكاوي الناس مع ''الضلمة وسنينها'' (ملف خاص)

تابع باقي موضوعات الملف:

الشموع والكشافات الكهربية.. ''رزق الظلام''

يوميات حُراس أبراج الكهرباء.. مواطنون على أرض المغامرة

''إبراهيم''.. ''ظلام متقطع'' أسوأ من ''عمى دائم''

''محول'' مصري الصنع.. آخر المحاولات الشبابية لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية

موظفون على ''خط'' النار.. والسبب شكاوى ''النور''

مصراوي يسأل: لما بتشوف مؤشر الاحمال بتعمل ايه؟

سكان ''بطن البقرة''.. الحياة تحت رحمة ''وصلة كهربا''

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: