إعلان

"مصراوي" يكشف تفاصيل جريمة هزت أرض اللواء في 5 ثواني

01:20 م الثلاثاء 14 فبراير 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد شعبان: 

بعد حصوله على شهادة الثانوية الصناعية، سعى "مصطفى" لإكمال دراسته، والالتحاق بإحدى المعاهد الخاصة رغبة في اقتناص الشهادة الجامعية، دون الاكتفاء بـ"الدبلوم"، فراح يواصل العمل كسائق "لودر" ليل نهار، طوال أكثر من عام ونصف لجمع مقدم معهد المدينة العالي للهندسة والتكنولوجيا بشبرامنت، ومع اقترابه من تحقيق حلمه، ثمة شئ حوله إلى سراب في واقعة هزت منطقة أرض اللواء بالعجوزة.

منذ نعومة أظافره، عُرف "مصطفى جاد" بدماثة خلقه وأدبه الجم، وخفة الظل، وابتسامة لا تفارق وجهه، ذو الملامح الملائكية، الجميع في شارع القناوي الضيق ذا العقارات المتراصة، يُشيد بصاحب الـ21 عاما "ده كان زي النسمة".. يقول "عبد الله" سائق توك توك، وأحد جيران المجني عليه.

مع قرار "تبليط" شوارع أرض اللواء، حرص "جاد محمد"، 47 عامًا، على تعليم نجله فنون وقواعد قيادة اللودر الخاص به، مستغلا عمله على مقربة من منزل العائلة المكون من 5 طوابق، باعتباره ذراعه اليمنى "مصطفى كان ابني الكبير ومعايا محمود وبنتين".. يقول الأب لمصراوي.

رويدا رويدا، تطور مستوى "مصطفى" في القيادة، وبدأ يتولى بعض الأعمال لإراحة والده الذي يعاني من أمراض القلب، بل وراح يساعد أهالي المنطقة في حمل الرمال والبلاط "ماكنش بيرضى يأخد فلوس من حد،" يوضح "عمرو" أحد قاطني المنطقة.

بدأ الحظ يبستم لصاحب الـ 21 عاما، وحصل على فرصة عمل بشركة "كوين سيرفيس" المسؤولة عن تنظيف الطريق الدائري من مخلفات البناء، "كان بيخرج معايا 5 الفجر نرجع 7 المغرب،" يشير والد مصطفى إلى أن نجله كان يجلس دائما مع نجلي خالته "أحمد" و"خلف" اللذان يعملان بورشة لأعمال الألومتال بالقرب من المنزل، "كانوا بيشتكولوا من عبد الله أسامة - الشهير بـ"أورتيجا" على طول،" يؤكد "عمرو"، أحد سكان المنطقة.

"يا باشا أورتيجا ده واد معجون بمية عفاريت بتاع مشاكل،" يؤكد صاحب محل بقالة، أن عبد الله أسامة - "أورتيجا" - كان دائم التعدي على نجلي خالة "مصطفى"، كانت تنتهي بتدخل الأهل وكبار العائلات بعمل جلسة صلح "آخر مرة ضرب أحمد نجل خالة مصطفى بالسنجة فتحله دماغه، وضرب علينا نار من سلاح خرطوش من البلكونة".

ويوضح شقيق والد مصطفى المجني عليه، أنهم توجهوا عقب تلك الواقعة إلى قسم الشرطة، لكن تم إرسال قوة أمنية مع غروب الشمس - بعد 6 ساعات.

باتت المنطقة على صفيح ساخن وسط حالة من الغليان تسيطر على أفراد عائلة المجني عليه الشهيرة بـ "الدندراوي"، بحثا عن الثأر من "أورتيجا"، لكن جلسة عرفية قضت بالصلح مقابل أن يدفع "أورتيجا" مبلغ 20 ألف جنيه وذبح عجل، لكن الأمر لم يدم طويلاً، فبينما يسير أحد أبناء خالة "مصطفى" مستقلا دراجة نارية بالشارع الذي يقع به صالة ألعاب رياضية "جيم" ملك "أورتيجا"، تعدى الأخير عليه بالضرب.

حرب كلامية دارت أحداثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "أورتيجا كان بيستفز مصطفى ويبعتله كلام وحش،" يشير أحد قاطني المنطقة أن 5 مشاجرات وقعت بين الطرفين وسط محاولات من أبناء خالة مصطفى للاحتماء به من بطش "أورتيجا" الذي يستغل نفوذ والده الذي يعمل في الصين بمجال الأدوات الرياضية، وأسس شركة لنجله تحمل اسم "فوكس سبورت" بشارع السودان بعد فشله في مساعدته بأعماله "الأب بيعتمد على بنته اللي أصغر من أورتيجا،" يقول "عمرو"، أحد سكان المنطقة.

"أنا قدمتلك في المعهد بتاع شبرامنت ودفعت مقدم 6 آلاف جنيه،" بهذه الكلمات زفَّ "جاد" الخبر لنجله مصطفى، الذي طال انتظاره ليحقق لنجله حلمه الذي كان يضعه نصب عينيه طوال الوقت، وراح يفكر في كيفية التوفيق بين العمل والدراسة، وعدم التقصير في أحدهما.

مع صباح يوم الخميس، استيقظ مصطفى ووالده من النوم في تمام العاشرة صباحا - فهو يوم الإجازة الأسبوعية - وتناولا الإفطار ثم ذهبا لعمل صيانة للودر الخاص بـ"عم جاد"، "قعدنا طول اليوم نشحم ونزيت ونظبط الكاوتشات، ورجعنا الساعة 7 المغرب واتغدينا،" يشير الأب إلى أن "مصطفى" أخبره بأنه سيجلس مع أصدقائه لمدة نصف ساعة، ثم يعود لأخذ قسط من النوم، لاستقبال يوم عمل جديد.

ذهب صاحب الـ 47 عاما ليجلس على مقهى قريب من المنزل، لكن عقب مرور 10 دقائق، سمع أصوات صراخ وإذ بأحد الأهالي يخبره "إلحق.. أورتيجا قتل ابنك" لتزيد معها ضربات قلبه العليل "جريت زي المجنون، ولقيت مصطفى ابني غرقان في دمه وشايلنه في توك توك، فجريت بي على المستشفى،" يقول الأب.

حاول أطباء مستشفى الأمل إسعاف "مصطفى" لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله "نزف دم كتير لأنه جري وراء أورتيجا حوالي 8 متر ووقع بعدها،" يروي أحد شهود عيان تفاصيل الجريمة بالتأكيد على أن مصطفى كان يجلس رفقة نجل خالته أمام الورشة الخاصة بهما، وفوجئ بأورتيجا يقترب منهم مستغلا خلو الشارع من المارة "أول ما شاف مصطفى ضربه بالمطواة في صدره في 5 ثواني، وجري وقف قدام البرج بتاعهم وبيلعب بالسلاح".

وعقب أعمال بحث ومداهمات للأماكن التي يتردد عليها "أورتيجا"، توصلت تحريات رجال المباحث برئاسة اللواء هشام العراقي، مدير أمن الجيزة، والعميد عبد الحميد أبو موسى، مفتش مباحث وسط الجيزة، بأن المتهم يختبئ لدى أقاربه بمحافظة الفيوم.

وتمكنت مأمورية بقيادة المقدم فوزي عامر، رئيس مباحث العجوزة، من ضبط المتهم عبد الله أسامة الشهير بـ" أورتيجا "، ومساعده "أحمد. س"، 17 عامًا.

وأقر أورتيجا بجريمته؛ بسبب الخلافات السابقة بينه ونجلي خالته، وأرشد عن مكان إخفاء الاداة المستخدمة في الحادث "مطواة".

ومع ضبط المتهم وخضوعه للتحقيق من قبل النيابة العامة، طالب والد مصطفى بالقصاص العادل من قاتل نجله، ليلتقط منه شقيقه أطراف الحديث "إحنا قاعدين في عذاب، عيلة بقالها 45 سنة في المنطقة من غير مشاكل، وكل الناس بتحترمنا،" مختتما حديثه "عاوزين حق مصطفى.. ولو عرضوا علينا فلوس الدنيا عمرنا ما هنقبل".

فيديو قد يعجبك: