إعلان

شباب منشية ناصر يفطرون الصائمين على الطريق (صور)

02:20 م الأربعاء 29 أبريل 2020

شباب منشية ناصر يفطرون الصائموين على الطريق

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تصوير- علاء أحمد:

كتبت- إشراق أحمد:

تغيرت أجواء رمضان هذا العام. عُلقت الصلوات ومُنعت التجمعات وفُرض حظر التجوال، لكن الأحوال لم تتأثر لدى أحمد سيد. قبل ساعة وربع من مغيب الشمس، اتخذ ابن منشية ناصر ورفاقه مكانهم على طريق الأوتوستراد. الجميع يعرف ما عليه أن يفعل، مَن يفرغ محتويات عصير التمر، وأخرين يقفون على حافة الطريق، يمسكون زجاجات المياه والعصائر المعلبة والبسكويت، يوجهونها نحو المارة. بالنسبة لهم الأمر طقس لم ينقطع منذ 9 سنوات، أرادوا ألا تستمر رغم الظروف.

1 (2)

يتفرغ سيد للجانب المفضل لديه ويعكف على إعداده من الصباح "بحضر البلح بغسله وأكسره وانقعه عشان وقت التوزيع يبقى جاهز"، ولأجل الظروف المتغيرة فكر الشاب العشريني في تطوير وسائل "جبت السنة دي كبايات مقفولة وأحسن من اللي قبل كده بنضفها كويس عشان محدش يخاف".

2--3

انتاب سيد شيء من القلق قبل الإقدام على طقسه هذا العام، ليس على نفسه، لكن ما خشيه سيد أن يمتنع الناس عن الإفطار من يده، ولهذا جلب كمية تمر أقل من المعتاد "كنت بجيب 5 شكاير بلح السنة دي جبت شيكارة ونص بس"، غير أن الشاب قرر خوض التجربة.

45

كان اليوم الأول من رمضان بمثابة مقياس لسيد "نزلنا في الأول نوزع الماية والبسكوت والعصاير المقفولة. لقيت الناس تاني يوم بتقول لي فين البلح". من وقتها عرف الشاب أنه ليس وحده يتطلع للإبقاء على أجواء الشهر الكريم ولو بشيء منها، فواصل على النحو الذي عرفه.

6

مَن لزم الطريق عرف بما يقوم به سيد ورفاقه وربما انتظره. كانت الأيدي تمتد إلى الصواني الموضوع عليها الأكواب، تتلقى بترحاب الإفطار، فيما يرفض البعض مقدمين الشكر، حال المعتاد كل رمضان.

78

لم يختلف مشهد الزحام قبل أذان المغرب عما ألفه سيد. منذ كان عمره 15 عامًا ويقف في المكان ذاته "كنت باجي أوزع مع والدي وأخويا الكبير كان بيعمل كده ودلوقت استلمت الراية"، وكذلك ما غاب مشهد تواجد الصغار عن جمع التوزيع الذي ارتدى البعض منهم قفازات للوقاية، فقط المتغير هو الاستغراب من مواصلة فعل التوزيع في ظل الأجواء الاستثنائية، خاصة وأن الطرق باتت خالية من أرباب الإفطار الخيري.

910

قبل خمس دقائق من توقيت الإفطار، ينفض جمع الرفاق، يعودون إلى منازلهم بعدما يفرغون ما في جعبتهم من "حمولة الخير"، يتناولون الطعام مع أسرهم، عاقدين العزم على العودة في الغد، ليلتمسوا من جديد كما يرون "ثواب إفطار صائم".

فيديو قد يعجبك: