إعلان

ترانيم تحتضن الخوف.. صلاة جماعية "أونلاين" في عصر كورونا

12:59 م الخميس 02 أبريل 2020

ترانيم عبر الإنترنت

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

تفتقد ماجي إيهاب الذهاب للكنيسة، تتذكر كيف كانت الصلوات مُعزية، وحياتها ممتلئة بالسلام الروحي خلال الخدمة "كأن الكنيسة بيتي التاني"، لكن ذلك توقف قبل حوالي شهر ونصف، حين بات فيروس كورونا مُهددا للأرواح، فأغلقت الحكومة المصرية دور العبادة، وما كان من ماجي وأصدقائها إلا إيجاد وسيلة أخرى لمناجاة الرب.

مرتان أسبوعيا تجتمع ماجي وكيرولس ميلاد مع عشرات المصلين عبر تطبيق زوم، وموقع فيسبوك، يترنمون لساعة أو يزيد، تعزف ماجي على "الأورج"، وتُغني رفقة كيرولس، إذ تمنحهم تلك الدقائق القدرة للتأقلم مع الواقع الثقيل.

1

منذ 15 عاما تخدم ماجي في إحدى كنائس القاهرة، تتطوع خريجة كلية الإعلام بكل ما أوتيت من قوة "كنت بروح من 3 لأربع مرات أسبوعيا"، كانت الشابة مسئولة عن حوالي 190 فتاة داخل الكنيسة، تقودهم روحيا وتساعدهم بأنشطة مختلفة، لكن مع انقضاء الشهر الماضي "كل حاجة وقفت فاضطرينا نعمل لهم الأنشطة على الإنترنت".

من التدريبات الرياضية حتى الطهي، وضعت ماجي وزملائها في الخدمة برنامج يومي للفتيات "عشان ميزهقوش وعشان فيه منهم خايفين من الأوضاع"، تحاول ماجي التخفيف عنهن "بنفكرهم دايما إن ربنا موجود ومش هيسيبنا"، فيما تتشارك معهن الأحاديث "يحكوا لنا عملوا إيه في يومهم.. لو عملوا أي نشاط تعليمي بنتكلم عنه وساعات بنعمل عروض غنائية سوا"، ولا تغفل الحديث عن الفيروس المستجد "بعض البنات ممكن مياخدوش بالهم إن الموضوع خطير"، خاصة قبل بداية الحظر الذي فرضته الدولة منتصف مارس الماضي "كانوا بيخرجوا بدون احتياطات"، فباتت توعيتهن أمرا لازما على ماجي ورفيقاتها.

2

779 مصابا حتى الآن بالفيروس داخل مصر، فيما يقترب العداد العالمي من مليون شخص، لذا فالعزل الاجتماعي واجب، وهو ما يتنافى مع الترانيم والصلوات داخل الكنيسة "تجمعنا سوا بيكون مخلي الروح أعلى.. لما بنقول والناس تردد معانا قلوبنا بتكون سعيدة جدا".. يحن كيرولس لتلك اللحظات، فمنذ صغره يُرنم الشاب العشريني داخل نفس كنيسة ماجي "وأول مرة أنقطع عنها، عشان كدة يمكن فكرة الصلاة الجماعية بتعوضنا شوية".

يستغرق التحضير لبدء الصلوات وقتا "عشان نظبط المعدات وإن الصوت يطلع نقي" حسبما يقول كيرولس، تولى هو وماجي مسئولية الترانيم "لأني ساكن جنب ماجي واتنين مش عدد كبير"، داخل الكنيسة كانت الصلاة تتم بكورال كامل "دلوقتي لو عرفنا يكون معانا حد تالت بيعزف يبقى إنجاز".

3

أراد كيرولس وماجي الترنيم على منصة تفاعلية "تسمح للناس يقولوا معانا"، لكن وفر لهم زووم جودة صوت أفضل"مشكلته إنه شخص واحد بس اللي بيقدر يتكلم"، بات الشابان يُلقيان الترانيم ويستمع الحضور "وبعد كدة حلينا الأزمة شوية بإننا بنعمل لايف بشكل متوازي على فيسبوك"، فيتفاعلان بصورة أكبر مع الموجودين "لأن إحنا بنفتقد إننا نسمع صوتهم ونحس بوجودهم" تقول ماجي.

4

مازالت الشابة العشرينية تتذكر الصلاة الأولى عبر الإنترنت "من حوالي أسبوعين"، لم تكن تعرف هي وكيرولس كيف يستقبل الناس الأمر، إلا أن شعور القلق تبدل حينما جاءتهم ردود الفعل "الناس اتبسطت وبدأوا يقترحوا علينا ترانيم معينة.. فوجئنا إن عددهم وصل لتسعين شخص"، لم تعد الصلوات مقتصرة على الكنيسة التي يخدمان فيها فقط "ناس من كنايس تانية حضروا معانا وناس من برة مصر حضروا"، أثلج ذلك قلب كيرولس "كنا في الأيام العادية مش بنقدر نتجمع بالشكل دا عشان المواعيد.. يمكن دي أكبر ميزة للترانيم أونلاين" إذ يُلقيانها في العاشرة مساءً "الصلاة قبل النوم ومع نهاية يوم طويل بتكون أحلى".

فرضت الظروف على ماجي وكيرولس تقليل عدد الترانيم "ممكن في الكنيسة كنا نقول 30 ترنيمة لكذا ساعة"، بينما الآن لا يتجاوز العدد 8 ترنيمات خلال الساعة، يستعد الشابان كل مرة بصلوات مختلفة "حاجات معزية للناس وبيكون فيه صلاة للمصريين عموما"، يساعدهم في ذلك أصدقائهم من الكنيسة "بعضهم بيجمع لنا الترانيم ويبعتها وفيه بيجمع ردود فعل الناس من فيسبوك عشان نشوف هما محتاجين إيه".

5

رغم الظروف، تلتقط ماجي التفاصيل المضيئة "إن الناس تقرب من بعض اكتر ومن ربنا"، حتى أن وسائل التواصل الاجتماعي لم تعد فقط منابر لنشر الخوف من الفيروس "بقى فيه هاشتاجات عشان الناس يتشاركوا آيات من الكتاب المقدس ويهونوا على بعض"، يتقاسم كيرولس تلك الطمأنينة معها، ينتظر العودة للكنيسة وحتى ذلك الحين "انا مبسوط لأننا مسنودين بالترانيم وبربنا".

فيديو قد يعجبك: