إعلان

"بلياتشو يوزع كمامات".. "ناصر" في مهمة لتوعية الأطفال من خطر "الكورونا"

01:24 م الجمعة 10 أبريل 2020

بلياتشو يوزع كمامات

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

تصوير- فريد قطب:

لمدة خمس سنوات يعمل أحمد ناصر كفنان بانتومايم ومهرج، وفي كل مرة يستعد فيها بارتداء زي المهرج تُرافقه حقيبة مليئة بالبالونات والحلوى للأطفال، لكنّ الوضع تغير الآن، فمنذ أكثر من شهر استجاب ناصر لدعوات "خليك بالبيت" التي تُطلقها الدولة، كواحدة من السياسات التي تتخذها لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، وتوقف عن عمله كمُهرّج، لكنه أحبّ أن يكون له دور في توعية الأطفال، فما كان منه إلا أن اصطحب زي المهرج وحقيبته كالعادة، لكن هذه المرة بداخلها كمامات.

1

خلال الشهر الذي جلس فيه ناصر بالمنزل وجد تجارب أصدقائه الفنانين تتفاعل مع الوضع العام "كانوا بيوظفوا المهارات اللي عندهم في حاجة تفيد الناس، منهم اللي بيدي كورسات أونلاين أو اللي بيعملوا حاجة بإيديهم، وأنا مكنتش عارف ايه اللي ممكن أعمله"، يشرح ناصر أن عمله بالذات يحتاج للتواصل باللمس مع الناس-وهو الطريقة التي ينتقل بها الفيروس- "أنا بدي للأطفال بالونات، وحتى في فن البانتومايم أنا متعود على التفاعل مع الناس، ودلوقت التجمعات كلها وقفت"، حيث اتخذت الدولة عدة قرارات لتقليل التجمعات التي تؤدي لتفشي الفيروس، كان آخرها قرار الحظر الجزئي الذي بدأ في 25 مارس الماضي.
2

أخذ ناصر يُفكّر فيما يمكن عمله، حتى جاءته فكرة التوعية بمخاطر فيروس كورونا عن طريق زي المهرج، وبديلًا عن البالونات ستكون الكمامات، اختار الشاب منطقة شارع المعز لتوعية الأطفال بها، وقد كان مُصيبًا في ذلك "أول ما نزلت الشارع لقيت الولاد بيلعبوا كورة"، معنى ذلك كما اعتقد ناصر "رغم كل وسائل الإعلام اللي شغالة على التوعية لكن لسة فيه ناس مش واصلها خطورة الفيروس"، ويُفسّر ناصر سبب اختياره لتوعية الأطفال بدلًا من الكبار قائلًا "الكبار غالبًا ممكن يكونوا عارفين الاستعدادات بس مطنشين، لكن الطفل ممكن ميكونش فاهم".

3

لم يتخيّل الأطفال أنهم سيكونوا على موعد مع مهرج هبط عليهم فجأة "لقيتهم بطلوا كورة أول ما شافوني"، هرول الصغار ناحيته، عيونهم مليئة بالفضول، منتظرين لما سيُقدّمه لهم "قولتلهم نسيب مسافات ونقف في دايرة كبيرة"، ثم بدأ في رش أياديهم بمادة الكحول، بعدها وقف في منتصف الدائرة يسأل الأطفال "سمعتو عن مرض منتشر اسمه كورونا؟"، البعض أجابه بأنه يعرفه، لكن استوقف ناصر قول أحدهم "قالي خليها على الله"، وهي الإجابة التي لم يكن متوقعها "حسيت إن فيه حد كبير بيكلمني"، وهي الطريقة السلبية التي يتعامل بها بعض الناس "صحيح احنا هنسيبها على ربنا بس لازم نعمل احتياطاتنا".
ا".

4

بدأ ناصر في توعية الصغار بأن المرض ليس مُجرد دور برد "وممكن يحصل مضاعفات خطيرة"، كما سألهم عن وسائل انتقال الفيروس، حينها وجد أحد الصغار يعلق قائلًا "دا بيضعف المناعة"، أدرك ناصر أن بعض الأطفال على علم بانتشار الفيروس، لكنهم غير شاعرين بمدى خطورته، فأكد لهم أن الفيروس يدخل عن طريق "إما الأنف أو الفم أو العين"، كان ناصر يعتمد على المعلومات التي تنشرها منظمة الصحة العالمية.

5

بعدها بدأ ناصر في توزيع الكمامات عليهم، كان الشاب حريصا على ارتداء كمامة جديدة حالما نزل إلى المنطقة، وبدأ في توزيعها عليهم، ولم يغفل أن يؤكد لهم بعدم إلقاء الكمامة في الشارع.

6

كانت استجابة الأطفال لتعليمات المهرج مُتباينة "فيه اللي متحمس وفيه اللي بينفض"، لكن ناصر لم يغفل أيًا منهم "في الآخر المشاغب اللي فيهم جه يسأل، كان عنده فضول يعرف"، في حديث ناصر للأطفال كان حريصًا أن يكون بسيط "أنا متعود أتعامل مع أطفال من كل الطبقات، وبكون عارف أتكلم معاهم ازاي".

7

في نهاية اللقاء كان ناصر سعيدًا بما قدمه للأطفال، حتى أن أهل المنطقة لم يُعلق أحد منهم عليه بشكل سلبي، تمنى فقط بأن يكون نجح في مهمته، ولم يغادرهم إلا أن أكّد عليهم بنصيحة أخيرة "قولتلهم متنزلوش البيت إلا للضرورة".

8

فيديو قد يعجبك: