إعلان

"بقى عندي مكتبة".. كيف أثر تحدي القراءة في طلاب مصر؟

10:42 م الثلاثاء 05 مارس 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتابة وتصوير- شروق غنيم:

على مدار يومين تجول أبطال تحدي القراءة العربي للموسم الثالث، داخل معرض الشيخ زايد للكتاب بمدينة الشيخ زايد بالسادس من أكتوبر، ينتقون الكتب المتراصة في المكان، لتكريمهم بالحصول على مراكز أولية في محافظتهم.

داخل المعرض كان لأبطال التحدي سمت خاص، كان مخصصًا للقطاع الأزهري، يتميز الطلاب بالزي الأزهري، فيما تحمل أيادي الطلاب ورقة مدوّن عليها المبلغ المفترض شراء الكتب به، وصل للأوائل على كل محافظة لـ800 جنيه، فيما حصل المراكز الثلاث الأولى على مستوى الجمهورية على قسيمة شراء تبلغ 6 آلاف جنيهًا.

1

قبل ثلاثة أعوام، أطلق محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي مبادرة تحدي القراءة العربي على مستوى الوطن العربي، لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة خمسين مليون كتاب خلال كل عام دراسي.

ويبدأ التحدي في شهر سبتمبر من كل عام حتى نهاية شهر مارس من العام التالي، ويمر الطلاب المشاركون عبر خمس مراحل تتضمن كل مرحلة قراءة عشرة كتب وتلخيصها في جوازات التحدي. بعد الانتهاء من القراءة والتلخيص، تبدأ مراحل التصفيات.

داخل المعرض شعرت إسراء محمد بتخبط في بادئ الأمر، تثير الكتب المتراصة فضولها، تتجول بين أرفف دور النشر، تشخص البصر في الكتب الفقهية، الروايات، والعلمية. لأول مرة تشتري الفتاة صاحبة الـ18 عامًا كتبًا، لم تعتد على ذلك، حتى أنها لم تزر معرض كتاب من قبل، وحين استقرت على شراء أول كتاب، اتسعت ابتسامتها "أخيرًا هيبقى عندي مكتبة".

قبل ثلاثة أعوام شاركت ابنة محافظة دمياط في مسابقة تحدي القراءة العربي لأول مرة، لم يحالفها الحظ في الفوز، غير أن العام الماضي توجت ضمن العشرة الأوائل على محافظتها. حين كانت تريد إسراء قراءة كتاب كان لها طريقتين، إما البحث عنه إلكترونيًا، أو التوجه إلى مكتبة مدرسة والدها ووالدتها "كنت أروح أستعير كتب باسمهم لإني بحب الورقي أكتر"، فيما لم تلجأ كثيرًا إلى معهدها الأزهري "لإن الكتب فيه مش كتير ومش متنوعة"، لكن داخل المعرض راودها شعورًا مختلفًا "مش مصدقة هروح البيت وفي إيدي كتب ملكي أنا".

2

كذلك كان شعور إيمان صادق، الفتاة التي حلّت في قائمة الثلاثين الأوائل على محافظتها الإسماعيلية. لم تكن منغمسة في عالم القراءة "مكنتش بقرأ غير روايات بس"، وحين أخبرها أحد معلمينها بالمعهد الأزهري بمدينتها عن المسابقة "مكنتش متحمسة، لإني عارفة نفسي مش دودة قراية" لكن إلحاحه عليها غير من دفة حياتها.

شاركت إيمان في الموسم الثاني قبل عامين، وحصلت على المراكز الأولى داخل محافظتها "مكنتش متخيلة إني أكسب حتى لو على مستوى محلي". غيرت التجربة في نفس صاحبة الـ 18 عامًا "قربت أكتر من القراءة ومن مجالات كتير مكنتش أعرف عنها حاجة"، العام الماضي اختبرت لأول مرة زيارة معرض كتاب "كانت لحظة حلوة بس مكنتش مجهزة أشتري إيه بالظبط"، لكن حين شاركت الموسم الماضي وفازت أيضًا استعدت جيدًا لهذه اللحظة.

الأحد الماضي داخل المعرض انتقت إيمان الكتب بعناية، رتبت أولوياتها لتوافق المبلغ الممنوح لها من قبل إدارة المسابقة. قرابة 15 كتابًا ظفرت بهم الطالبة في ذلك اليوم، في شنطة احتوت على كتب عدة، مصحف كبير يضم التفسيرات، كتب فقية، فيما انّدس بينهما كتاب يضم 100 وصفة مختلفة لـ"البيتزا" تضحك إيمان بينما تخرجه "حبيت أنّمي أي مهارة عندي بالكتب، حتى لو الطبخ".

3

لابناء محافظة الإسماعيلية علامة مميزة، شريط أخضر يحيط بأجسادهم لتمييزهم عن سائر المشاركين، من بينهم أمنية طارق، صاحبة المركز الثاني على محافظتها. تجوب المكان وتفكر كيف تُغذي مكتبتها بكتب عِدة. صار لصاحبة الـ16 عامًا مكتبة بسبب التحدي "كنت بقرأ على الموبايل وأستعير من المعهد".

لم يكن ذلك التغيير الوحيد الذي تركه المشاركة في تحدي القراءة العربي بالنسبة لأمنية "بسبب القراية في مجالات مختلفة، طلعت المركز التامن على مستوى المحافظة في دراستي"، تحكي بفخر ابنة الصف الثالث الإعدادي "وأنا بذاكر كنت بكتشف إني عارفة معلومات كتير من الكتب اللي قريتها عشان التحدي".

كأنما مكتبة متنقلة، كان يجتر عاصم محمد شنطة سفر داخل المعرض، حملها الطالب بمعهد الشعبة الإسلامية من محافظته الشرقية قادمًا إلى العاصمة. كانت فكرة والده "قالي هتشتري كتب كتير وبتبقى ضخمة". تجول ابن الـ17 عامًا في أرجاء المكان ويشتري ما يثير فضوله، بين الكتب الفقهية واللغوية انغلقت الحقيبة على 15 كتابًا "واشتريت كمان ديوان لنزار قباني".

4

في أول زيارة بالنسبة له لمعرض كتاب، كان أنس هاني، صاحب الـ12 عامًا مأخوذًا بالمشهد، حلّ بالمركز الأول على ابناء التحدي من محافظة الشرقية. ورغم صغر سنه إلا أنه أعّد قائمة بما يريده من كتب، على رأسهم أول كتاب شاركه شقيقه في قراءته "كان بيجبهولي على الموبايل بتاعه عشان اقراه، فحبيت اجيبوله ورقي" يحكي الطالب في السادس الابتدائي.

فيديو قد يعجبك: