إعلان

"الثورة يعني بناء".. كيف طوّر 24 مصريا قرى الفيوم؟

06:30 م الإثنين 11 فبراير 2019

مدرسة قرية المنايسة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- دعاء الفولي وإشراق أحمد:

تصوير-محمود بكار:

الثورة في نظر رانيا عيسوي لم تكن تظاهرات فقط؛ بل تغيير تزرعه يداها في حيوات الناس، خاصة أولئك البعيدين عن أعين العاصمة، الذين لم يهتموا بمكاسب الثورة السياسية، قدر ما بحثوا عن تعليم أفضل، مرافق جيدة، عمل يتكسبون منه وحياة آدمية، لذلك كان الاتفاق بين طبيبة عيون الأطفال وزملائها بنفس المهنة في البحث عن المحتاجين في محافظات مختلفة، وإمدادهم باللازم.

خلال عام 2012، اكتشفت رانيا أن ثمة أماكن منسية في القُطر المصري، لا تصل إليها المساعدات، رغم زخم الأعمال الخيرية بعد الثورة كما تقول الطبيبة، وقتها قرر مجموعة من أطباء مستشفى قصر العيني الذهاب لأماكن أبعد، اتجهوا لقرى أسوان "كان قبل رمضان فأخدنا كراتين للأكل وغيره ووديناها"، غير أنهم اكتشفوا أمرا أهم "كل الناس بتودي أكل وبطاطين، ليه منعلمش الناس حاجة تنفعهم، سواء حرف أو محو أمية؟"، أنشأت المجموعة مشغلا صغيرا في إحدى قرى أسوان "جمعنا من بعض وحد اتبرع بالمكان وبقى فيه مكان الستات تشتغل فيه".

صورة 1

ظلت رانيا مع أصدقائها لأكثر من سبعة أشهر يزورون القرى المحرومة، حتى علموا عن قرية "أبو ديهوم" بمركز إطسا، جنوب الفيوم، اكتشفوا حينها أن المحافظة بها قرى تنتظر المساعدة "فقلنا نختار قرية تبقى هي نموذج نطبق عليه فيما بعد"، لذا بدأوا العمل أوائل 2013 تحت اسم جمعية "المصري الأصيل".

طوال الرحلة كانت رانيا تعرف أن ثورة الميدان يجب أن تنتقل للمحافظات، عن طريق تحسين الأوضاع المعيشية للسكان، وإدخالهم في دائرة العمل لينتجوا بشكل أفضل "ميبقوش معتمدين على معونات بتجيلهم وخلاص".

حين بدأت الجمعية بأعضائها الـ24 طبيبًا في "أبو ديهوم" بحثوا عن احتياجات الناس "كان ناقصهم محو أمية، مشاريع الناس تكسب منها وصرف صحي"، بخطوات بسيطة عملوا على الأرض "بقينا نركب سقف للي محتاج، نبني دكانة لحد عايز يشتغل، عملنا حملات توعية بالنضافة".

لم يرتض أهل "المصري الأصيل" أن يتوقفوا عند ذلك الحد؛ علموا أهالي القرية بواسطة متخصصين كيفية فصل القمامة العضوية وإلقائها بأماكن مخصصة لها، فيما ركزوا على المدرسة الابتدائية الموجودة في القرية "كان ناقصها مدرسين مدربين فدربناهم وصلحنا المدرسة"، بينما تواصلوا مع محافظ الفيوم وقتها لعمل مدرسة إعدادي في القرية "عشان البنات مكنوش بيكملوا تعليمهم لأن مفيش مدرسة" وعقب عدة أشهر تم إنشائها.

صورة 2

حين اندلعت تظاهرات يناير، تابعت رانيا فقط ما يحدث، تضحك إذ تقول "كانوا بيقولوا عني حزب كنبة"، لكن عقب فترة تغيرت نظرتها للأمور "الثورة جميلة، عشان أدركنا إنه ينفع نغير ونتغير"، تعلمت الطبيبة من الثوار حماسهم تجاه ما يريدونه، فطبقته على مشروع الجمعية، عرفت أن الثورة كما تقتضي الفوران، تقتضي أيضا العمل بإتقان بالغ، لذا ما إن ثبتت الجمعية قدمها في "أبو ديهوم" حتى استعانوا بمتخصصين في الزراعة والتربية "عشان يشوفوا الأرض ينفع نستفيد منها وإزاي نشتغل على العقول والتعليم".

دائما ما حاول أعضاء الجمعية النظر للأمام، نصحهم خبراء الزراعة بالتركيز على مشروع تربية دودة القز، أرادت رانيا أن يستفيد الناس بمزايا ذلك المشروع، إذ أن لكل مرحلة منه مكسب "يعني الناس ممكن تبيع الشرانق وتكسب أو تعمل قماش حرير وتبيع أو تعمل سجاجيد وتدخل دخل قومي لمصر وتصدر بره"، حصل آل الجمعية على الأرض، وأعطوا للراغبين ورش في تصنيع السجاجيد، غير أن المشروع توقف بعد فترة بسبب تغيير محافظ الفيوم.

صورة 3

العمل ليس سهلا؛ تُدرك رانيا ذلك في كل مرة تنزل إلى الأرض، لذلك كان وجود أهل الفيوم ضروريا للمساعدة والترتيب، هذا ما تفعله إيمان الشاعر منذ عام 2014.

قبل عشرين عاما أو يزيد، بدأت علاقة إيمان بالعمل المجتمعي والخيري. تعودت ابنة الفيوم على التفاعل مع الناس، البحث عن المشكلات ومحاولة حلها، لذلك حينما شاهدت مشروعات "المصري الأصيل" لم تتردد في الانضمام، رغم عملها في ذلك الوقت مع جمعية أخرى "بس انا كنت حاسة إنهم بيشتغلوا بجد فكان نفسي أساعد".

لم تخرج "المصري الأصيل" عن حدود إطسا إلى الآن، من أبو ديهوم، إلى قريتي الونايسة والحسينية، وفي الأخيرة بنوا مقرا للجمعية، يضم مشغل للصناعات اليدوية وفصل لمحو الأمية، بات متنفسَا لنساء القرية والعزب المجاورة، يعملن فيه على ثلاث ماكينات خشبية لصناعة السجاد اليدوي، تحمل كل منها اسم مثل "النور.. الأمل" إلى جانب أسماء العاملات عليها.

صورة 4

"بقينا نستنى أيام المشغل عشان نخرج من البيت ونتعلم حاجة مفيدة" تقول أماني أحمد، إحدى الفتيات اللائي يترددن على المشغل، رغم أنها الأعلى تعليما بين رفيقاتها، لكن ذهابها إلى المشغل أصبح أمرًا مهما، إذ يفصل طالبة اللغة الصينية في كلية الآداب عن التخرج شهور قليلة، وتنوي الاشتغال في القاهرة، لهذا ترى في العمل فرصة لتوفير مصاريف السفر اليومي إلى العاصمة، إلى جانب قدرتها على تطريز بعض الملابس لشقيقتها الصغيرة، كذلك أصبح المشغل لربات البيوت مصدرا للدخل واستغلالا للوقت الذي ينتهي بأداء كل أعمال المنزل كما تقول أم حسين وأم أحمد، صاحبات الثلاثين ربيعا.

خلال العمل، دائما ما احتفظت رانيا بنفحات الثورة وإن كانت بسيطة، تجلى ذلك لها خلال 2014 "وقتها كان فيه جمعيات بتساوم الناس على الأكل والشرب مقابل تسييسهم"، انزعجت الطبيبة من ذلك "كنا عارفين إن الديمقراطية مبتجيش إلا اما يبقى فيه استقرار اقتصادي، عشان قرارات الناس تبقى من دماغها"، ساعدهم ذلك على تحديد بوصلة ما يرغبون به "لازم نغني الناس عن السؤال ثم نكلمهم عن مباديء الثورة والاختيار وغيره".

صورة 5

التغيير الذي أرادته الجمعية يبدأ من الأطفال، تذكر رانيا صدمتها حين فوجئت أن صغار قرية أبو ديهوم وما حولها لا يستطيعون القراءة "رغم إنهم في خمسة ابتدائي"، قرر القائمون على الجمعية عمل ورش لتحسين القرائية عند الأطفال بشكل غير مباشر "لقينا فيه منهج في وزارة التربية والتعليم اسمه القرائية العلاجية كل اللي عملناه إننا طبقناه مع الولاد بالتعاون مع الوزارة".. كما تحكي إيمان.

أربع ساعات في اليوم كانت مدة تلك الورش خلال شهور الإجازة الصيفية أو نفذته الجمعية تحت اسم "النادي الصيفي"؛ لم يتوقف النفع عند الطلاب "كنا بنحفزهم يكملوا أصلا لأنهم كاناو بيهربوا من المدرسة"، فعل آل الجمعية ذلك تارة بالوجبة الصحية، وأخرى بعمل رحلات مع نهاية الورشة لأماكن مختلفة، فيما تم استغلال تلك الفترة لتشغيل السيدات المطلقات والأرامل، إذ كن من يصنعن الوجبات ويتحصلن المقابل المادي.

اتسعت رقعة الورش من ست مدارس عام 2014، حتى 10 مدارس ثم الانخفاض مرة أخرى لأربع مدارس بسبب ضعف تمويل الجمعية.

قبل خمسة أعوام اعتقدت رانيا أنهم سيدخلون إحدى القرى ويقضون على ما فيها من فقر وبطالة ثم ينتقلون لغيرها "بس ده شيء مستحيل.. لأنه تغيير الناس نفسهم محتاج سنين طويلة"، باتت طبيبة الأطفال تنظر لأهداف أقل وأكثر تركيزا "نشتغل على التعليم بس فنضمن إن الناس تفكر أو نشتغل على توفير فرص عمل بس وهكذا"، لذا ورغم التحديات، يتسرب النور لقلبها حين تسمع كيف تغيرت حياة البعض "لما ألاقي سيدة مثلا اتعلمت وبتصرف على نفسها وبتقولي أنا مستعدة أعلم غيري، أو ولد صغير بيجري ورايا عشان أقرأ له قصة بعد ما كان مبيعرفش يقرأ."

صورة 6

"النحت في الصخر" دستور الجمعية، تستعيد رانيا الثورة في كل خطوة "البلد مكانتش بتاعتنا لفترة طويلة ورجعت فبنحاول ندي على قد ما نقدر"، تحكي عن القافلة الطبية للعيون والتي زارت قرية أبو ديهوم منذ فترة "الدكاترة اتبرعوا بأجرهم والتبرعات تكفلت بتمن 200 عملية للناس".

مازالت الجمعية مستمرة في أعمالها؛ تتنقل بين الصحة والتعليم، تطرق أبواب لم تصلها الثورة، آخرها قرية الونايسة، التي تضم مدرسة وحيدة تم تأسيسها عام 1956، وجاءت الثورة لتفتح الأبواب للجمعية لتجديدها. يحكي رجب محمد حميدة، المدير الحالي للمدرسة تفاصيله مع المكان؛ هم من أقدم روادها، عرف المدرسة طالبا منذ السبعينات وارتقى في درجاته الوظيفة مُعلما "وقتها كنا حوالي 20 طالب ودلوقت المدرسة بقى فيها 1119" كذلك يقارن بين زمانه ووقت التلاميذ الذين يملئون ساحة المدرسة مع حلول الترم الثاني من العام الدراسي 2019.

داخل فناء ذي أسوار منخفضة كاشفة عن منازل قرية الونايسة من خلفها، ومع الثامنة صباح السبت الماضي، آخر أيام إجازة نصف العام، ملأ الطلاب الأرجاء على مد البصر وما يكفي 20 فصلا دون كثافة حال أيام الدراسة العاديةـ لم يضيقوا من القدوم مبكرا للمدرسة فما ينتظرهم يستحق، وتمناه المعلمون لسنوات طويلة.

صورة 7

في الونايسة، أجيال تسلم أخرى منذ الخمسينات، والمدرسة على حالها لم يتغير إلا في التوسع والمناهج، لكن التطوير لم يشهده سوى الجيل الحالي، مَن لازال معلمين أبائه حاضري المدرسة.

تعلمت غادة راشد في "الونايسة" وعادت إليها مع بداية العام الدراسي الحالي بين معلمين الخدمة الاجتماعية. كانت تلك أمنيتها كما تطوير المكان "الفصل كان صعب خالص الولاد مش عارفة تقعد لكن النهاردة بقى مختلف" تبتسم غادة بينما تنظر للفصل بعدما ارتدى حلة جديدة بدهانه ووضع مقاعد حديثة بدلا من الخشبية البالية "حاسة أن العيال النهاردة في عيد".

حالة جديدة على المكان، الطلاب تملأ نفوسهم السعادة والمعلمين يشعرون بالتغيير "الولاد كانوا بيساعدوا في تنضيف المدرسة" تقول هناء عبدالتواب، المديرة السابقة للمدرسة. "بقالنا خمس سنين. ده أحسن يوم فيهم" بتلقائية تعبر إسراء، طالبة الصف الخامس الابتدائي عن اختلاف أيامها في المدرسة، تشير هي وصديقاتها مريم وإيمان إلى المقاعد القديمة المتراكمة في الفناء الخلفي "المقعد كان متكسر كل يوم نقول يا أستاذ تعالى أعدله وكل يوم على النظام ده" بوجه قابض تستعيد إيمان حالهم السابق.

صورة 8

على بوابة المدرسة وقفت وردة ربيع تنتظر بلهفة لا تقل عما في نفس ابنتها ياسمين "أول مرة أشوف حاجة زي كده في القرية، أول مرة ناس تيجي كده وتهتم وتجيب حاجة للأطفال" مبتسمة تقول السيدة العشرينية، التي توقفت عن التعليم بعد الحصول على الدبلوم كما أغلب نساء القرية.

في فصل الطالبة ياسمين مازالت معلمتها هدى عبدالوهاب تحتفظ بالوسائل التعليمية التي منحتها الجمعية للمعلمين بعد فترة تدريب خضعوا لها "اتعلمنا منهم إزاي نتعامل مع الولاد بطرق جديدة" تشير إلى الصلصال والسبورة واللوحات التعليمية، تبتسم صاحبة السابعة والأربعين ربيعًا بينما تشير إلى أن والدة ياسمين –التي دخلت الفصل للاطمئنان على ابنتها- كانت إحدى تلاميذها قبل أكثر من 15 عامًا.

صورة 9

تعمل هدى في المدرسة منذ عام 93، وقت أن كان هناك سكن خاص للمدرسين القادمين من خارج المحافظة، ورغم ذلك ظلوا يعملون في أبسط الإمكانيات "إحنا حوالي 15 مدرس أساسي على أكتر من 25 فصل الكثافة فيهم فوق الـ60 طالب محتاجين نعلمهم إزاي يمسكوا القلم"، تتمنى المعلمة أن تبنى مدرسة أخرى لتقليل الكثافة، لكنها فرحة بالخطوة غير المسبوقة في قريتها.

صورة 10

كانت مدرسة الونايسة الابتدائية هي الأكثر احتياجا للتطوير، حسبما رأى فريق عمل "المصري الأصيل"، وهو ما تتذكره رانيا عن المبنى قبل التعديل "كان متكسر وأحيانا الولاد كانوا بيقعدوا في فصل واحد لأن الديسكات مش مقضية.. إزاي نبقى بنعلم الأطفال الانتماء ونطلب منهم يفضلوا في مكان زي ده؟".

تبدو السعادة في صوت وردة بعدما رأتها في نفس ابنتها وهي تمسك الحقيبة المدرسية الجديدة، وتجلس في مقعد لا تشتكي منه كما ظلت طيلة أيام النصف الدراسي الأول.

صورة 11

تصمت وردة قليلا بينما تحاول لملمة احتياجات الونايسة، تقول إن الطريق إلى القرية شهد شيئًا من التمهيد بعد الثورة، خلاف ذلك تفتقد القرية إلى مستشفى يلجئون إليها "الوحدة اللي عندنا محتاجة حملة زي كده".

أقصى ما شهدته المدرسة في السنوات الماضية كان تركيب حنفيات أو دهان بسيط لبعض الأرجاء يغطي تكلفته ما عرف بصندوق "اللامركزية" الذي عُمل به لأعوام قليلة ثم توقف كما تقول هناء، المديرة السابقة للمدرسة.

من فوق أسطح المنازل أو داخل المدرسة وقف عدد من الأهالي يتابع ما يجري، حضرت هايدي خصيصًا بصحبة والدتها "هدى" لرؤية التجديد. انتقلت الفتاة إلى الصف الأول الإعدادي هذا العام، ولم يكن لمبنى مدرستها المتواجد في الجهة المقابلة حظ من التجديد هذه المرة لتماسك محتوياته عن فصول المرحلة الابتدائية.

صورة 12

"لما شوفتها اتندمت أني ملحقتش التجديدات" بهذا شعرت هايدي حين وقع نظرها على الفصول الجديدة، سعدت صاحبة الإحدى عشر عامًا بما سيفيد أقاربها الصغار في المدرسة، تحلم الصغيرة أن تصبح طبيبة، تعرف واقع قريتها كما الكبار "إحنا القرية هنا محدش يعرفها أوي آخر مركز إطسا فمتلاقيهاش على خريطة مصر".

رغم قلة الإمكانيات لكن "المصري الأصيل" تقاوم الواقع، حتى أصبحت مصدر ثقة لدى الجهات الرسمية، فيحضر وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة الفيوم افتتاح مدرسة "الونايسة"، وتواصلوا مع مركز تحديث الصناعة للتوسع في إقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

صورة 13

تؤمن رانيا أن الثورة أحدثت فارقًا في النفوس "لما كل واحد بقى يشوف غيره"، وأن أهدافها ستتحقق حين يدرك الجميع "أن مفيش حاجة اسمها أعلى لوحدي وأكل وأشرب لوحدي وبقيت الناس مش مهم.. لو أنا سايبة جاري محتاج وجعان أنا هتضر لأنه هيبقى أكتر عرضة أنه يعمل حاجات سيئة"، فالكل سواسية "بس مين يشتغل".

تابع باقي موضوعات الملف:

"الثورة صالحتني على البلد".. "مونيكا" تركت إيطاليا للحفاظ على آثار مصر

2019_2_11_13_8_15_623

مّد الثورة إلى الصعيد.. "مجراية" الثقافة والسينما في "ملوي"

2019_2_10_13_48_20_346

جنوبية حرة.. "الثورة في دم بنات أسوان"

2019_2_9_19_12_4_196

قصة "السيد" مع الثورة.. درس التاريخ الذي أسقط حسني مبارك

2019_2_11_14_51_11_118

أثر الثورة لا يزول.. رحلة مبادرة "لاستخدام العقل" من القاهرة للمحافظات

2019_2_10_21_47_24_619

فيديو قد يعجبك: