إعلان

من قلب بيروت.. كيف وثق مصور طعام "الثورة"؟

08:58 م الأربعاء 30 أكتوبر 2019

ثورة بيروت

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

تصوير- نيكولاس طوق:

عندما كان طفلا، شُد نيكولاس طوق إلى الكاميرا، ظل التصوير هواية الصغير، إلا أن مارسه باحتراف قبل 7 سنوات، يصور الشاب الطعام لصالح وكالات متخصصة، ومع احتجاجات اللبنانيين الهاتفين بسقوط النظام السياسي، لم يتردد صاحب الـ28 عاما مشاركه أهل وطنه في المطالب، نزل إلى شوارع بيروت، ولم يجد أعز من الكاميرا لتعينه على خدمة "الثورة".

بدأت الاحتجاجات في لبنان، في 16 أكتوبر 2019، بعد إعلان الحكومة عن فرض رسما بقيمة 20 سنتا على بعض التطبيقات الخلوية، بينها خدمة واتس آب. ورغم تراجع الحكومة عن القرار على وقع الاحتجاجات، اتسعت رقعتها المنددة بتفشي الفساد والارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية والأدوية والمحروقات، حتى أجبرت رئيس الحكومة سعد الحريري على التقدم باستقالته.

لم يكن حب طوق للتصوير، هو الدافع الوحيد لتوثيق الاحتجاجات بشوارع لبنان، لكنه أراد نقل صورة واقعية للبنانيين مما يدور على الأرض. لا يثق الشاب بوسائل الإعلام تماما، يقول واثقا: "التلفزيونات ما بتعرض كل شيء على حقيقته"، لذا أراد أن يكون بديلا عما تقدمه الفضائيات.

نزل طوق لشارع ساحة الشهداء، ورياض الصلح، يصور وينشر على صفحاته بوسائل التواصل الاجتماعي، واستقبل آلاف الإعجابات على "فيسبوك" و"انستجرام": "حسيت بإني بعمل حاجة مهمة".

عشرات الصور التقطها الشاب، لكنه لا ينسى اثنين منها علقا بذهنه، ويفخر بهما؛ الأولى لفتاة قعيدة تتحرك باستخدام كرسي آلى، وهي تمسك لافتة مكتوب عليها: "أنا راح قوم عن الكرسي.. وإنتوا بعد ما قمتوا". انتشرت الصورة كالنار في الهشيم. كانت الشابة توجه حديثها لمسؤولي لبنان -كما يحكي المصور- تردد بجرأة: "كلن يعني كلن". هتفت الشابة ضد سعد الحريري، والأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، وكلاهما دعا المتظاهرين لمغادرة الميادين، بحجة أن ثورتهم قد تجلب الفوضى على لبنان، قبل أن يضطر الأول للاستقالة من رئاسة الحكومة، فيما لا تزال الاحتجاجات مستمرة بالشوارع.

الصورة الأخرى كانت لنساء يهتفن في وجه قوة أمنية. رأى الساكن بقرية دكوانة شمالي لبنان، في المشهد، ما يستحق التوثيق بكاميرته، فالتقطه ونال أعجاب المتلقين على وسائل التواصل الاجتماعي. يرى طوق أن المرأة عنوان للقوة والتحدي في المشهد اللبناني، مستطردا: "الصورة تقول إن اللبنانيين بيكونوا بالمرصاد للفاسدين.. ولا يمكن يتراجعوا عن تحقيق كامل مطالبهم".

منذ بداية الاحتجاجات، يواظب طوق النزول إلى "ميادين الثورة"، باَت فيها لعدد من الليالي، لكن أكثر ما لفت انتباهه، هو مشاركة كل الطبقات الاجتماعية في التظاهرات: "الفقير، العادي، واللي معاه مصاري (أموال)"، وهو ما قوى إيمانه بمطالب المحتجين وساهم في شغفه بتوثيق المزيد من اللقطات، والتي ربما تصير "تاريخية".

يحلم الشاب بالعيش داخل بلد آمن، "ما أحمل فيه همّ اقتصادي أو معنوي"، ولا يملك لذلك غير صوت يهتف في شوارع بيروت، وكاميرا يلتقط بها الصور.

فيديو قد يعجبك: