إعلان

حين تحولت البرلس إلى لوحة فنية.. السر في "ريشة" فنانين العالم (صور)

08:28 م الأحد 14 أكتوبر 2018

كتب- محمد مهدي:

تصوير: جلال المسري

كأنك تسير داخل لوحة فنية، بيوت مدينة البرلس مُزينة بجدارية ألوانها زاهية، أطفال يهرولون هنا وهناك لالتقاط الصور مع شخوص اللوحات ورسوماتها، ابتسامات موزعة على وجوه أهالي بينما يتنافس الفنانين في وضع أفضل ما لديهم على الجدران، حالة من الانتعاش والبهجة عاشتها المنطقة خلال أيام الدورة الخامسة من ملتقى البرلس الدولي "أكتر حاجة ملحوظة السنادي هو اهتمام السكان بالحدث والفنانين، فيه ضيافة وحفاظ على الرسومات" يذكرها بسعادة الفنان عبدالوهاب عبدالمحسن، مؤسس الملتقى.

1

كانت الفكرة قد بدأت منذ 5 أعوام "كنا عايزين نساعد المكان بإننا نزين البيوت ونعمل حاجة مختلفة للأهالي" ومن وقتها باتت عادة سنوية يحبها الأهالي ويتحمس لها فنانين من دول عديدة "احنا بنخاطب الخير في الفنانين، لأنهم بيجوا بدون مقابل وعلى نفقتهم الخاصة" حضر هذا العام 42 فنانا من 18 دولة أجنبية وعربية فضلًا عن مصريين، مع طلبة من كلية فنون جميلة بجامعة المنصورة.

2

منذ اليوم الأول لشهر أكتوبر الجاري، استقبلت البرلس الفنانين، وبدأ العمل فورًا على وضع لوحات فنية على جدران المنازل في منطقة برج البرلس، انتشروا في أرجاء المكان بالاتفاق مع الأهالي، وانغمس كُل فنان في إظهار أفضل ما لديه من بينهم "رابية" من تونس التي تحسست خطاها عند حضورها قبل الاندماج سريعًا في الحدث "أول مرة أرسم على الحيطان، لكن الاحتكاك بالشارع والناس كان بيخليني أشتغل وأنا متحمسة".

3

تهتم الفنانة التونسية برسم شخوص من عوالم خيالية، لا تُخطط قبل بدء العمل "بسيب اللوحة تطلع وأنا بشتغل" كانت ترى نظرات الاهتمام من المارة، تتلقى من حين إلى آخر عدد من الأسئلة حول ما تفعله منحها ذلك طاقة كبيرة لإتمام الجدارية وأيضًا الرسم على عدد من المراكب الخشبية "كنت بشتغل بسرعة وبدون راحة من كُتر استمتاعي".

4

الملتقى ينقسم إلى جزئين أولهما هو رسم واجهات عدد من بيوت برج البرلس، ثم تزيين عدد من المراكب الخشبية، الفنانة إيفلينا إسكندر، كانت تجلس بالقُرب من الشاطيء في المنطقة المُخصصة للرسم على المراكب، منهمكة لساعات للإنتهاء من رسمتها "حبيت أعمل حاجة بسيطة توصل للناس فاخترت تفاصيل من الطبيعة المحيطة" كانت مفاجأة سارة لها التفات أطفال المدارس حولها أثناء العمل "يجننوا، مبسوطين وبيتفاعلوا وبيسألوا وعايزين يتعلموا" تشعر الامتنان للقائمين على الملتقى لدعوتها للمشاركة في حدث مُفيد للأهالي وهو دور الفن –كما تصف.

5

في أحد أركان المكان، جلست عدد من طالبات فنون جميلة بجامعة المنصورة، تتابعن ما يدور من حولهن من بينهن ياسمين نشأت "السنة اللي فاتت خدوا الأوائل، والسنادي كرروا التجربة" 14 طالبة رفقة أستاذة بقسم التصوير، فُرصة جيدة لهم هكذا تراها ياسمين "فكرة إننا نقعد مع فنانين كبار دي حاجة متتعوضش، بنتعلم منهم وبيساعدونا وبنشوف شغلهم ونسمع أرائهم" لم تكن تريد أن ينتهي الأمر.

6

من حين إلى آخر يمر الفنان عبدالوهاب عليهن، يتابع إنجازهن "حاول يخفف العبء علينا، ينصحنا إننا منخافش ومنتقيدش بحاجة، وإن الفَن مهم يطلع بحرية" استمعن لنصائحه وانهمكن على مدار أيام المتلقى في تزيين 5 مراكب "مشاركناش في الجداريات لكن كانت تجربة عظيمة لينا".

7

الدول العربية كان لها نصيبًا في تواجد عدد من الفنانين التشكيلين بالملتقى، نوارة جادة من الجزائر وجدت في الملتقى فُرصة جيدة لزيارة مصر والتعرف على فنانين من أماكن متعددة "الفن جمعنا كُلنا وهذا شيء طيب" تقول إنها تركت في البرلس قطعة من روحها وهي رسوماتها "وأكيد شيء مهم تترك للناس قطعة منك".

8

الجدرايات على بيوت المنازل أو الرسومات على المراكب تنوعت من فنان لآخر، حاول كلا منهم وضع بصمته الخاصة سواء الاقتراب من طبيعة البرلس أو نقل تقافة بلاده، الفنان الصيني وانغ لي أراد مزج كافة الخبرات التي اكتسبها خلال مسيرته "مهتم بالسفر دائمًا والتعرف على تراث وثقافات الدول التي أزورها، لذا رغبت في وضع وجوه من التقيت بهم في أعمالي".

9

الفَن هو لغة الشعوب كما يرى وانغ، لذا وجد استقبالا جيدًا من الأهالي والفنانين لأعماله في ختام الملتقى، شعر بنشوة تعتريه لأنه سيترك بصمته في البرلس "أيضًا قد تختفي رسوماتي يومًا ما من على الجدران، لكن قبل ذلك سوف يراها عدد من أشخاص وستتلاقى الأفكار رغم المسافات الشاسعة بيننا، وهو هدف وقيمة الفن".

فيديو قد يعجبك: