إعلان

حكاية الشهيد امتياز إسحاق.. "حلال مشاكل" أهالي العباسية

08:22 م السبت 21 أكتوبر 2017

1

كتب-محمد مهدي:

حزن دبّ بخطوات ثقيلة في قلوب أهالي بمنطقة العباسية، حيث منزل العميد امتياز إسحاق محمد، الذي استشهد أمس الجمعة خلال مواجهات دامية مع عناصر إرهابية، بطريق الواحات، أسفرت عن استشهاد 16 من قوات الأمن وإصابة 13 آخرين، ومقتل وإصابة 15 من الإرهابيين-وفق البيان الرسمي لوزارة الداخلية.

كان الشهيد الذي قاد الحملة الأمنية في الكيلو 135 بمنطقة الواحات، يتمتع بسمعة طيبة بين أهالي منطقته، بحسب رواية خالد محمد، أحد شباب العباسية، إذ اعتاد الجميع على اللجوء إليه في المواقف الصعبة لأخذ مشورته ومحاولاته للتدخل من أجل حل تلك الأزمات "جمايلة كانت كتيرة في العباسية والكُل بيحبه".

مواقف عدة يتذكرها "خالد" منذ طفولته مع والدهم الثاني-بحُكم الجيرة والمحبة- من بينها حرصه الدائم على عادة ثابتة في شهر رمضان الكريم "لازم ينادي علينا يدينا فلوس نجيب نور وزينة للشارع والمنطقة المحيطة"، يتابع الرجل إضاءة الشارع وإضافة معالم البهجة على المكان "ويقف معانا واحنا بنعلق الحاجة ويطمن لما نخلص وكله يبقى تمام".

يُعرف الرجل بين جيرانه كما يُشير الشاب العشريني بـ "الجدعنة" وأن "بيته مفتوح للجميع لو حد محتاج أي طلب"، ولا يرضى بأي مظاهر للإهمال في المنطقة التي يعيش بها "مرة كلمناه على عواميد النور البايظة اللي مخلية الدنيا معتمة" في اليوم التالي أجرى اتصالا بالمسؤولين ليختفي الظلام من الشارع.

يعتقد خالد أن لـ "عمو امتياز" كما يُطلق عليه شباب الحي، خصال كثيرة طيبة ومواقف لا تُحصى، يشعر بها في اعتزاز الجميع به، وعدم قلقهم من اللجوء إليه في أية مشكلة.

وقع سيء شعر به "خالد" حينما أتاه خبر استشهاد العميد امتياز "ربنا يرحمه ويصبر أهله وأولاده، ناس محترمة"، قبل أن يُخبر والده بالأمر "صاحبه من زمان"، الذي تألم لسماع الخبر الحزين.

المشاعر نفسها انتابت "عمرو أمين"، أحد جيران الشهيد "راجل محترم مفيش عيل صغير مكنش يعرفه"، يؤكد الطبيب البيطري إن العميد امتياز كان يتعامل برفق دائمًا مع الأطفال، فضلًا عن الوقوف مع شباب المنطقة وحرصه على نصيحتهم.

لم يتمكن "أمين" من تهدئة والدته بعدما علمت بالأمر "في حالة عياط من ساعة ما عرفت بالموضوع"، فيما دارت الاتصالات الهاتفية مع أصدقائه من أبناء المنطقة للذهاب من أجل تقديم العزاء لأبناء الشهيد "والجنازة بُكرة هتبقى في القُبة الفداوية، كلنا هنبقى حاضرين".

2w

فيديو قد يعجبك: