تفاصيل منع "قافلة العودة النوبية" من دخول "توشكى"
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتب- محمد مهدي:
عند مدخل إحدى القرى بمركز نصر النوبة بأسوان، في الساعة الثامنة صباحا، تجمع العشرات من أهالي النوبة من مختلف القرى والمحافظات، قبل أن يستقلوا نحو 25 ميكروباص وحافلة، للتوجه إلى منطقة توشكى، تحت مسمى "قافلة العودة النوبية" بغرض زيارتها والتعبير عن اعتراضهم على قرارات الدولة بشأن مشروع المليون ونصف فدان التابع لشركة الريف المصري، الذي يتضمن بيع أراضي من بينها "توشكى" وقرية نفرقندي النوبية.
الأحاديث لا تتوقف داخل السيارات، الركاب من النوبيين يتبادلون الكلام عن الصعوبات التي قد تواجهم في الطريق، البعض يستبشر خيرًا "احنا سلمين محدش هيعملنا حاجة"، آخرين يرفعون من النوافذ لافتات مكتوب عليها "النوبة مش للبيع، توشكى نوبية، على الدولة احترام المادة 236 من الدستور"- وفق عمر صلاح، أحد المتواجدين في تلك القافلة.
مطالب المتواجدين في القافلة، تتخلص في استبعاد أراضي النوبة وهي "نفرقندي" من البيع في مشروع المليون ونصف فدان، والتأكيد على أحقية أبناء النوبة في تملك منطقة توشكى حيث أنها الظهير الصحراوي لأراضيهم الأصلية، كما أشار زكريا برسي، عضو لجنة متابعة الملف النوبي-كيان مؤسس بين أفراد النوبة-.
كانت الحكومة قد بدأت المرحلة الأولى من مشروع "المليون ونصف فدان" في الشهر الفائت، بطرح كراسات شروط تخصيص 500 ألف فدان للبيع، في المغرة والفرافر وغرب المنيا وتوشكى. ويُشير "صلاح" إلى أنهم اكتشفوا في 5 نوفمبر الجاري بأن نصيب "توشكى" من تلك المرحلة نحو 110 ألف فدان، وهما ما أثار غضبهم.
حركة القافلة كانت عادية، قبل أن يستوقفها كمين يُسمى المطار في طريق (أسوان-أبوسمبل) لتبدأ المعاناة. لنحو 3 ساعات، تم تعطليهم، فيما سمحت قوات الأمن-بحسب صلاح- بمرور كافة السيارات الأخرى غير التابعة لهم "سحبوا رخص السواقين اللي معانا وقاموا بإرهابهم". يعتقد الرجل الثلاثيني أن الأمن حاول إعادتهم من خلال إخافة السائقين، قبل أن يسمح لهم في النهاية بالمرور "استنفزوا الوقت وعطلونا على الفاضي".
تحرك الرَكب من جديد، يقطعون المسافة الفاصلة بينهم و"توشكى"، لكنهم بعد قطع نحو 30 كيلو، فوجئوا بقوات أمن تمنعهم من المرور "لا يقل عن 20 سيارة شرطة ما بين مدرعة وبوكس"، يقودها قيادات أمنية-كما يُشير صلاح-، أخبروهم بعدم إمكانية عبورهم إلى وجهتهم "وقالوا لنا لو حاولنا نعدي منلمش غير نفسنا".
موجة من الغضب اعترت أهالي النوبة من رفض مرورهم إلى توشكى، تباحثوا بينهم قبل أن يفترشوا الأرض متخذين قرار بالاعتصام في المكان لحين السماح بفتح الطريق لهم أو تحقيق مطالبهم "وقررنا منتحركش من مكانا إلا لما يشوفلنا حَل".
اللواء مجدي موسى، مدير أمن أسوان، نفى في تصريحات خاصة لمصراوي، توصيف الأمر بكونه "اعتصاما"، مؤكدًا أن هناك تواجد لأهالي النوبة بالفعل، وأن هناك قرار جاري تنفيذه بشأنهم.
ورفض مدير أمن أسوان الافصاح عن طبيعة هذا القرار أو أي تفاصيل أخرى عن الوضع هناك، مؤكدًا أن التفاصيل كافة يمكن التعرف عليها من وزارة الداخلية.
غادر "صلاح" مكان الاعتصام متجهًا إلى مركز نصر النوبة لجلب دواء وطعام ومياه لذويه وباقي أفراد القافلة، وداخله أمل بوقوع انفراجة في الأزمة، لكن سرعان ما تملكه الحزن عندم مُنع مرة ثانية من المرور من كمين المطار "دي حاجة إنسانية فيه ناس عندها سكر وأمراض ومحتاجين الدوا".
الساعات تمضي، لم ييأس أهالي النوبة من التواجد في وسط الصحراء، يقول عز الدين محمد، أحد المعتصمين، إنهم قاموا بنصب عدد من الخيم، التي كانت بصحبتهم مسبقًا، ولن يغادروا المكان إلا في اتجاه توشكى، مُشيرًا إلى هدوء الأوضاع وانتشار أخبار عن قدوم مدير الأمن والمحافظ.
لم يتسنَ لمصراوي الوصول لتعليق من محافظ أسوان، رغم محاولات عدة للاتصال به هاتفيًا، غير أنه لا يرد.
فيديو قد يعجبك: