إعلان

بالفيديو والصور - تمرد "أبو شريطة".. القصة الكاملة لاعتصام أمناء الشرقية

10:15 م الأحد 23 أغسطس 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – يسرا سلامة:

الرابعة فجرا، كانت الأجواء أمام مديرية أمن الشرقية ليس كمثيل الأيام العادية، أول أمس كان الأمين "س.ح" واحدا من عشرات، يقضون ليلة أمام المديرية، بعد أن رحل الآخرون ليأتوا في الصباح، لاستكمال الاعتصام الذي يطالب فيه مجموعة من الأمناء بتحقيق مطالبهم من مرتبات وحوافز والحق في العلاج في مستشفيات الحكومة.

ذلك الاعتصام جعل محافظة الشرقية على صفيح ساخن في الساعات الماضية، بعد أن أغلق أفراد شرطة بمديرية أمن الشرقية، صباح الأمس، أبواب مركز شرطة منيا القمح وقسمى أول وثانى الزقازيق وشرطة النجدة ومبنى شرطة المرور وإدارة الترحيلات، وقاموا بتكسير زجاج المكاتب، بعد عدم الاستجابة لمطالبهم. وقامت قوات أمن المديرية بإطلاق الغاز المسيل للدموع لمحاولة السيطرة على الموقف.

يقول الأمين "س"، والذي يعمل أمينا بالشرطة منذ 20 عاما، أن التظاهرات أمام مديرية الأمن لم تأت من فراغ، تفاقمت الأخبار كالفقاعات في الإعلام منذ الأمس، لكن مداها يصل لأربع سنوات بحسب قوله، والمطالبة بتحسين أوضاع أمناء الشرطة، ثم تأكدت بوعود منذ شهر من مدير المديرية اللواء خالد محيي، ويقول الأمين أن ذلك لم يتحقق في الأيام السابقة، ولم يحصل الأمناء إلا على وعود وحسب.

لماذا الشرقية؟

مطالبات عديدة تجمع أمناء الشرطة في بر مصر، والمرتبات الزهيدة، والتي تتراوح من 1200 إلى 2000 جنيه، بحسب الأمين الذي تحدث لـ"مصراوي"، بجانب المعاملة المهينة بحسب وصفه للأمناء، لكن الوعود المتكررة لأمناء الشرقية جعلت الأمر لا يُحتمل، والتي صعدت المطالب إلى إقالة وزير الداخلية مجدي عبد الغفار.

يسرد الأمين "س" أحوال رفقته، حين يمرض أحد الامناء لا يجد إلا مستشفى خاصة، يقول إن الضباط يعالجون على نفقة الدولة، وكذلك أقاربهم وعائلتهم، امتياز يراه الامين حق من حقوق الأمناء أيضا، قائلا: "إحنا بنحمي البلد.. ولما بنموت بنبقى شهداء.. ليه نعيش من غير حقوق؟".

ويطالب أفراد الشرطة بالمحافظة بالعلاج في مستشفيات الشرطة، وكذلك صرف الحوافز والعلاوات المتأخرة، بالإضافة إلى حافز قناة السويس، الذي تم صرفه لعدد من أفراد الجيش، بحسب بيان صادر من الأمناء هناك، كما قاموا بإغلاق أبواب مركز شرطة منيا القمح وقسمي أول وثاني الزقازيق، وشرطة النجدة ومبنى شرطة المرور وإدارة الترحيلات.

أمين الشرطة المتظاهر.. "إخوان"

حالة من الاستياء أشعلت الغضب في نفوس الأمناء، بعد تصريح – بحسب الأمين – لوزير الداخلية بأن المشاركين في اعتصام الأمناء بالشرقية ينتمون لجماعة الإخوان، وقال المتحدث باسم الوزارة في مداخلة لبرنامج 90 دقيقة إن تلك التظاهرات تخالف الانضباط العسكري، وعن الاتهام بالانتماء للإخوان قال "كل شئ وارد وهذه الأمور يتم فحصها".

"يعني لما نطالب بحقنا نبقى إخوان؟!".. سؤال يطرحه الأمين مستنكرا "ياما ولسة بنقدم تضحيات للبلد، إحنا بنحميها مش خونة، الإخوان هما اللي بيضربوا فينا"، لا يأمل الأمين وزملائه إلا أن تنتهي العاصفة بتحقيق المطالب.

ثلاثة وزراء بحسب أمين الشرطة تناوبوا على مقعد وزير الداخلية دون تحقيق مطالبهم، يقول "ورقنا بالمطالب على مكتب المدير من زمان، إحنا ممكن نموت في أي لحظة، كذا وعد سمعناه، لكن اللي شفناه زيادة مرتبات الجيش"، الغاز المسيل للدموع كان لأول مرة يطلق على المظاهرة التي بها الأمين وزملاءه، مضيفا أن إشاعات تدور أن وزير الداخلية سيحرك قوة من الهايكستب ضد الاعتصام لإنهاءه، وقال "ربنا يستر علينا".

تصريح بالتظاهر؟ "إحنا اللي بنطلع التصريح"

انتقادات وجهها عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ما بين السخرية والجدية، تحديدا عن حصول الأمناء على تصريح بالتظاهر من أجل تنظيم تلك الوقفة، التي يقول الامين إنها كانت سلمية، قبل أن يتم اقتحام المديرية، ويتم غلق عدد من مراكز الشرطة، ليرد الأمين "إحنا اللي بنطلع تصريحات التظاهر.. بس لما نحب نتظاهر هنكلم مين؟".

الاستياء جعل عدد من الأمناء في محافظات أخرى يتضامنون مع رفقاء البدلة الميري في الشرقية، من محافظة الإسماعيلية والإسكندرية وغيرها، منه تضامن "من بعيد لبعيد"، ومنهم من جاء إلى أرض الشرقية حيث الأزمة، يقول الأمين إن عدد من المواطنين المدنيين متضامنين مع هؤلاء الأمناء، قائلا "دول أهلنا، مفيش عيلة في الشرقية إلا وفيها راجل في الداخلية".

هل يحق لأمناء الشرطة التظاهر؟

"حقوق الإنسان لا تكيل بمكيالين".. هكذا يعلق رئيس الشبكة العربية لحقوق الانسان جمال عيد، مضيفا أن من حق أمناء الشرطة التظاهر سلميا للمطالبة بحقوقهم، لكن أيضا لا يجوز ألا يطبق القانون على شباب الثورة فقط، دون أمناء الداخلية.

وأردف عيد في تصريح خاص لـ"مصراوي" أن الدولة حين تمنح حق التظاهر لأمناء الشرطة أو مؤيدي مبارك وتوفيق عكاشة دون تطبيق للقانون، في حين أن الدولة تتظاهر وتقمع تظاهرات لمعارضيها، فإن ذلك يضع الدولة في مأزق، وعلى الدولة أن تفرج عنهم.

فيديو مداخلة المتحدث باسم الداخلية:  

فيديو اقتحام الأمناء لمبنى المديرية من مصرواي


اقرأ أيضا :


هل يُحاكم ‫أفراد شرطة ‏الشرقية بتهمة خرق ‫قانون التظاهر؟

فيديو قد يعجبك: