في مسجد المنشاوي.. دم المسلم والمسيحي يمتزج تحديا للإرهاب

كتبت – نانيس البيلي

بينما كان المشهد حزينًا على باب مشرحة مستشفى المنشاوي بعد ساعات قليلة من انفجار كنيسة مار جرجس بطنطا، حيث وقف الأهالي المكلومون ينتظرون جثمان الأحباء، اختلف الحال على بعد أمتار قليلة، فداخل مسجد المنشاوي الذي يفصله عن المستشفى مدخل صغير بمنتصف أحد الأسوار، اصطف عشرات المسلمين للتبرع بالدم لإخوانهم المسيحيين.

داخل المسجد وقفت "سلمى" وصديقاتها المسلمات يوزعن كشوف على الراغبين في التبرع بالدم، تقول الطالبة بجامعة طنطا إنها هرولت رفقة صديقاتها فور سماع أنباء تفجير الكنيسة، تبرعن بالدم أولاً، ثم ساعدن الهلال الأحمر في توزيع كشوف التبرع.

عشرات الكراتين تراصت تحوي بداخلها أكياس الدم، وانتشرت بجنبات المسجد، ارتكن بجوارها الطاقم الطبي ومن أمامهم شباب وفتيات محجبات يتبرعون بالدم، تقول "نرمين"، إنها جاءت مع صديقتها وإنها أول مرة تتبرع بالدم لهول الكارثة التي لم تعتاد عليها بمدينة السيد البدوي "أول مرة يحصل انفجار زي ده في طنطا، كان لازم نيجي".

"تأوهات" تصدر من إحدى الفتيات التي اتشحت بحجاب طويل "بالراحة شوية يا دكتور"، بينما تجلس بجوارها صديقاتها الطالبات بكلية الصيدلة، أخذن يخففن من آلامها خلال تبرعها بالدم، تسأل الممرضة "هي بتشتغل إيه"، فتجيبها الصديقات "دكتورة صيدلانية"، قبل أن تداعبها "دكتورة وبتخافي".

"أيمن" و"هاني".. شقيقان تخطيا الخمسين من عمرهما، وقفا داخل ساحة المسجد، يحملان أكياس كبيرة من العصائر والبسكويت، يقومان بتوزيعها على المتبرعين، يقول "أيمن" إنه معتاد على ذلك في المصائب التي تحل بالوطن "خير ربنا كتير ولازم كلنا نبقى إيد واحدة ونساعد بعض".