إعلان

"حيطان إمبابة تختصم المسؤولين".. أهالي في الشارع وأطفالهم: هنبات فين؟

02:14 م الجمعة 17 مارس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – نانيس البيلي ومي محمد:

المشهد حزين داخل منطقة العروبة في إمبابة، بعد ليلة رعب عاشها الأهالي، تصدعات وشروخ مفاجئة ضربت جدران المنازل في الساعات الأولى من صباح الخميس، لتحدث دويًا ظنه الأهالي زلزالا، الكبار يوقظون الأطفال والعجائز، الجميع يفرّون إلى الشارع لينجو بأنفسهم.

15 أسرة بشارعي مدرسة الحداد الخاصة وصلاح بشير بمنطقة العروبة في إمبابة، طالبتهم قوات الأمن بإخلاء 12 منزلا خوفًا على حياتهم، بعد حدوث تصدعات وشروخ بحوائط البيوت، المسؤولون حضروا في التاسعة صباحًا إلى المكان لتفقد الوضع، وطلبوا من المتضررين الانتظار لحين صدور تقرير، بينما لسان حال الأهالي "إحنا ذنبنا إيه؟، هنفضل في الشارع لحد التقرير ما يطلع؟!".

أمام المنازل المنكوبة، عجائز افترشن الحصير، وجلست النساء على مقاعد خشبية يرضعن أولادهن ويطعمهم الأطفال، بينما استند الرجال والشباب إلى الحائط، منهم "عماد" الذي يقول إن المشكلة بدأت منذ الأربعاء الماضي، بسماع أصوات تهاوي بين المنازل "كنا بنسمع تراب وظلط بيقع من بين الحيطان"، ويضيف أن الأمر تطوّر فجر الخميس بحدوث تصدعات وشروخ واضحة مع أصوات تهدّم "البيوت ريّحت على بعضها".

ويتابع "عماد" أن السكان خرجوا بأطفالهم من المنازل وافترشوا الشارع واتصلوا بالمحافظة والحي، وأن مسؤول من الحي حضر في الخامسة صباحًا وانصرف، وحضر محافظ الجيزة ورئيس الحي في التاسعة صباحًا عاينوا المنطقة وطالبوهم بالانتظار لحين صدور تقرير اللجنة الهندسية. 

عماد: "البيوت ريّحت على بعضها.. وكنا بنسمع ظلط بيقع من الحيطان"

"إحنا ذنبنا إيه" يقولها الرجل الأربعيني بغضب، ويوضح أن سبب تصدع البيوت هو وجود "بركة عميقة" من الصرف الصحي بأطراف الشارع منذ عام وأنها بدأت تتسع "كانت بتخر حواليها"، ويشير إلى أنهم قدموا شكاوى عديدة للمسؤولين الذين طالبوهم بالانتظار لحين فحص الموضوع دون أي استجابة.

"الحي لم يتحرك إلا من أسبوع كامل، ولمّا الموضوع وسع منهم راحوا عاملين حفر وشافطين المياه"، يضيف عماد ويشير إلى بدء ظهور التصدع بمنازل الشارع عقب ذلك "لما المياه اتشفطت الأرض هبطت والبيوت اتهدمت".

بنبرة غاضبة، يقول "عماد" إن رئيس حي إمبابة نصحهم بالانتظار 72 ساعة، لحين صدور التقرير الهندسي، "يعني هنقعد بعيالنا في الشارع لحد التقرير ما يطلع!"، ويضيف أن المسؤولين أخبروهم بإمكانية تسكينهم بمدرسة أو نادٍ، وطلبوا منهم بالتصرف والمكوث لدى أقاربهم "إزاي واحد هيروح عند قريبه بعياله وحاجته، مش هيستحملني فترة طويلة!".

"جهاز العروسة اللي اتبهدل، مين هيعوّضنا عن حاجتها اللي باظت دي" بصوت حزين تقول "إيمان" إحدى ساكنات المنازل المنكوبة عن أختها التي ستتزوج بعد شهرين، وتشير إلى خطورة الموضوع "ممكن اللي طالع واللي نازل من البيت يقع عليه".

وهددت الشابة الثلاثينية بإغلاق الشارع هي وجيرانها، ومنع الطلاب من دخول المدرسة الكائنة بالشارع في حالة عدم حل مشكلتهم "هي خربت خلاص.. تبقى خراب من كل ناحية".

الأهالي: شفط مجاري الشارع سبب "هبوط أرضي".. والمحافظة جات بعد سنة

تستنكر "إيمان" طلب المحافظ ورئيس الحي منهم بالانتظار "تكون الحاجة اللي في البيوت وقعت بالناس".

"مرحناش الامتحان.. كنا في الشارع من الفجر ومشبعناش نوم"، كلمات قصيرة قالتها "مارينا"، طفلة بالصف الرابع الابتدائي بمدرسة طابا الابتدائية بإمبابة وأحد سكان المنازل المشروخة، وتضيف أنها تتخوّف من الرسوب في الامتحان الذي اضطرت إلى عدم حضوره.

تضيف مارينا أن أهلها أيقظوها فجر اليوم الخميس وطالبوها بالإسراع والخروج معهم من المنزل وعقب ذلك علمت بما حدث "إمبارح فيه طوب وقع علينا هنا".

تلوم الطفلة الصغيرة المحافظ ومسؤولي الحي وتقول إنهم حضروا لدقائق عاينوا المنازل بالشارع ثم انصرفوا دون فعل شيء لنا "المسؤولين والمحافظ جم يتمشوا ويتكلموا في التليفون ويضحكوا".

بمنتصف شارع مدرسة الحداد الخاصة، عدد من الشباب أخرجوا "عفش حديث" من أحد المنازل المتضررة ووضعوه في سيارات، قالوا إنه لعروس ستُزف بعد شهرين، وأنهم سينقلوه إلى منزل شقيقتها بمنطقة مجاورة، حفاظًا على ما تبقى منه بعد تلف بعضه.

بصوت غاضب، رسالة توجهها الصغيرة للمسؤولين "نبات في الشارع ليه إحنا؟، من الفجر وإحنا في الشارع ومتبهدلين، وإيه ذنبها العروسة اللي حاجتها باظت!".

تتمنى "ماريان" إيجاد حلول عاجلة لأوضاع الأسر المتضررة وعدم الاكتفاء بالوعود الشفهية "إحنا هنستنى لما البيت يهبط علينا ونرجع نقول ياريت اللي جرى ما كان!". 

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج