إعلان

عمرو حمزاوي: لماذا فقدت السياسية مصداقيتها لدى الناس؟

01:08 م الأحد 13 أبريل 2014

عمرو حمزاوي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – سامي مجدي:

في الجزء الثاني من الحوار الممتد مع الدكتور عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، يرد على سؤال لماذا فقدت السياسة (النخب والأحزاب) مصداقيتها في السياسة؟ ومن المسؤول عن هذا الشعور؟ بداية من 11 فبراير 2011 حتى الوقت الراهن؟ بعد أن حذر في الجزء الأول من ''خطر اللامحكومية'' الذي يداهم مصر، جراء الثنائيات التي تعيشها البلاد قبل أيام معدودة من انتخابات الرئاسة المقرر أن تجرى الشهر المقبل.

يقول حمزاوي إن السياسة لم تقدم لقطاعات شعبية واسعة المنتظر منها، مشيرا إلى أن المنتظر من السياسة الإخراج أو المساعدة في إخراج المجتمع من الأزمات ومساعدة القطاعات المظلومة المهمشة على تحسين ظروفها المعيشية.

وأضاف أن من ضمن المنتظر من السياسية أيضا ضمان وتأكيد على  ضمانات حوق المواطن وحرياته، مؤكدا أن السياسة لابد ألا تقتصر على ما يسمى في العلوم السياسة بـ''نقاشات السياسة العليا'' التي هي الدستور والقانون والانتخابات وخلافه؛ فالمفترض أن تهتم أيضا بمشاكل المواطن اليومية.

وأشار حمزاوي الذي يعارض ترتيبات 3 يوليو التي أعلنها الجيش وقوى سياسية ومجتمعية عديدة بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، إلى أنه في حالة المجتمعات التي تمر بتغيرات كبرى أو تدفع إلى إحداث تغيير باتجاه الديمقراطية، فالمنتظر من السياسة أن ''تجيب على سؤال العدالة الانتقالية ومنع تكرار انتهاكات حقوق الإنسان وحرياته''.

"''الأحزاب السياسية حنثت بوعودها لذا فقدت مصداقيتها لدى المواطن''".



''السياسة لم تحقق شيئا''

وأكد أستاذ العلوم السياسية الذي منع من السفر بعد 30 يونيو 2013 بعد بلاغات قدمت ضده بإهانة القضاء، أنه قياسا على ما سبق لم تحقق السياسة شيئا على اختلاف المراحل التي دخلت فيها مصر منذ 11 فبراير 2011، من حكم المجلس العسكري قام برلمان الإخوان بعده إدارة إخوانية (مرسي ومكتب الإرشاد) فالعودة مرة أخرى إلى صدر المكون العسكري الأمني للمشهد السياسي المصري، على حد قوله.

وفي الطريق إلى فقدان السياسة مصداقيتها لدى الناس، يرى حمزاوي أن إدارة السياسة على نحو ''صراعي'' باستمرار خلال الثلاث سنوات الماضية بمعنى تصارع الأطراف السياسية من أجل اقتسام السلطة ممثلة في الرئاسة والأغلبية البرلمانية وجمعية الدستور أبعد المواطن عن السياسة وأفقده ثقته بها وظهرت مقولات مثل ''دول (النخب والأحزاب السياسية) بيدورا على مصالحهم.. مش حاسين بينا... بحلوكم ومركم معملتوناش حاجة''.

ولفت إلى أن النخب والأحزاب لم توضح للمواطن بالشكل الكافي ''لماذا أتصارع على السلطة؟ وما هو برنامجي؟، وقال إن ''الأزمة في أن الجوهر غاب وهو تحقيق الصالح العام، والذي لم ينجح السياسيون في إيصاله وإيضاحه للناس''.

''فقدان الثقة أيضا جاء جراء حنث جميع الأحزاب السياسية على اختلاف تصنيفاتها بوعودها للمواطنين، ليس هذا فحسب إنما ممارسات وأفعال تلك الأحزاب تناقضت بشكل جذري مع ما وعدت به''، على ما يقول.

وأوضح أن ''هناك أحزاب سياسية رفعت لافتات الديمقراطية والليبرالية والدولة المدنية وكانت في صدارة إجراءات الخروج عنها وتعطيلها في 3 يوليو، بتأييدهم لتدخل الجيش في السياسية على النحو الذي جرى ووقوفهم صامتين أو مبررين في بعض الأحيان لانتهاكات حقوق الإنسان والحريات''.

وبالنسبة للإخوان المسلمين الفصيل الأكبر على الساحة السياسية، قال حمزاوي ''إنهم وعدوا بالمشاركة لا المغالبة واحترام المصلحة الوطنية والشراكة مع الأطراف الاخرى ولم نجد منهم إلا محاولات الاستئثار والهيمنة''.

وتابع ''هناك أيضا حزب النور الذي وعد بتديين السياسة؛ ففي دستور 2012 يدافع عن مواد دستورية، ثم يسقطها بالكامل في دستور 2014. كيف أصدقك؟ أنت قلت إنه لابد من تحديد مبادئ الشريعة بالصور التي كانت موجودة في المادة 219، ثم اسقطتها.. وأنت تتكلم في الحالتين بمنطق تديين السياسة''.

وشدد حمزاوي على أن ''السياسة لابد وأن تكون منضبطة، لا يوجد شيء اسمه زج بالدين والسياسة''.

واستطرد ''المواطنون رأوا هذا فكان من الطبيعي أن يقولوا: انتو كلكم كده. ورأيي أن النقطة المحورية هي في التناقض فيما بين ما وعد به المواطن وما قدم له''.

وذكر أن التقلبات شديدة الوضوح وغير المتوقعة في أفعال الأحزاب السياسية ومجموعة المصالح والشخصيات العامة جعل الناس تشكك في السياسة والقائمين عليها، مشيرا إلى أن هذه التقلبات لها ما يبررها جزئيا لأن السياسة تحتاج إلى المرونة والتفكير الدائم في البدائل؛ ''لكن حدية التقلبات جعلن الناس تقول إن النخب السياسية تقف فقط وراء مصالحها الشخصية وليس المصلحة العامة''.

''البطل المنقذ''



وربط حمزاوي بين فقدان النخب والأحزاب السياسية مصداقيتها لدى الناس بصعود صورة البطل المنقذ (المشير السيسي) والمخلص وهيمنة المؤسسة الأمنية والعسكرية، لأن هذا يأتي بالخصم من مصداقية النخب غير العسكرية. و قال ''الناس تقول نحن اختبرناكم ولم نجد منكم شيئا فنعود إلى فكرة المخلق المنقذ والمؤسسة المنقذة والمخلصة''.

ويخلص حمزاوي إلى أنه ''لا يوجد حل أمني ينجح بمفرده لابد من وجود حلول سياسية واقتصادية''.

ويرى حمزاوي أن استدعاء صورة ''البطل المنقذ'' المتمثل في المشير عبد الفتاح السيسي والمؤسسة العسكرية جاء في سياق ''صناعة الإعلام الأحادي وصناعة تيار الصوت الواحد والراي الواحد، بالانتقال من قبول التعدد والتنوع والاختلاف في الراي حتى على مضض إلى صناعة عدو وتخوين ونزع وطني''.

وقال إن تلك الصورة كانت سائدة في خمسينات وستينات القرن الماضي برومانسية شديدة بدون إخفاقاتها ومشاكلها وأزماتها، من خلال توظيف أدوات الإعلام سواء التقليدي أو الاعلام البديل بكفاءة شديدة، الأمر الذي جعل هذه الصورة جاذبة للناس وبشدة''.

وأوضح أنه وفق هذا الاستدعاء باتت البدائل الأخرى إما أثبتت هدم فاعليتها إما تم تخوينها وتشويهها ونزع صك الوطنية عنها حتى ينصرف الناس من حولها فنصبح أمام ''البديل الوحيد'' أو ''البطل المنقذ''.

''أيضا هناك الأوضاع الإقليمية، فالحالة الكارثية التي عليها سوريا والانفلات الذي تعيشه ليبيا، تُخيف الناس من خطر اقتراب تلك الكوارث منهم، ما يجهل المجتمع مستعدا لقبول فكرة البطل المخلص''.

يضاف إلى ذلك – بحسب حمزاوي – الأعمال الإرهابية التي تسهل من ترويج مقولات مثل ''مصر في خطر'' مصر مهددة''.

وأشار كذلك إلى المصلحة المشتركة بين المكون العسكري والأمني وبين نخب المال والاقتصاد والإعلام. وقال ''فجأة زالت الفوارق بين الإعلام الحكومي والإعلام الخاص، وهذا يؤيد فكرة الاستتباع مقابل العوائد والمصلحة''.

وخلص إلى أنه ''لم يكن هذا ليحدث في وجود طبقة وسطى قوية ورشيدة حتى تضغط من أجل سيادة القانون والمحاسبة، تلك الطبقة التي خرجت في 25 يناير 2011''.

في المرة المقبلة نعرف ''لماذا انقلبت الطبقة الوسطى على الفكرة الديمقراطية؟''

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج