إعلان

لماذا يصوت مصر القوية بـ''لا'' على الدستور؟

04:42 م الإثنين 13 يناير 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار – هند بشندي:

أعلن حزب مصر القوية ''40'' سببا لرفض الدستور المعدل، المقرر الاستفتاء عليه يومي 14 و15 من يناير الجاري؛ حيث يرفض الحزب مواد العدالة الاجتماعية، ويعتبر ان الدستور يساهم في استمرار ''شرطة مبارك'' –بحد تعبيره- معتبرا ان المادة 207، تغلق الباب نهائيا أمام هيكلة جادة لجهاز الشرطة.

واعتبر الحزب ان مواد الحريات العامة مقيدة بالدستور، مطالبا ان يكون الحق في الإضراب مطلق، كما انتقد ما اعتبره تقييد لحرية الإعلام من خلال إضافة جملة ''الالتزام بمقتضيات الأمن القومي''، وانتقد أيضا النص الخاص بمكافحة الإرهاب، بسبب عدم تحديد ماهيه الإرهاب.

من الأسباب كذلك التي ساهمت بقرار الحزب التصويت بـ''لا'' المادة 244 التي تمنح كوتة وفقا للديانة، بالإضافة إلى رؤية الحزب ان القضاء في الدستور المعدل فوق القانون، منتقدا اعطاء الحق الحصري للمحكمة الدستورية دون سواها في تفسير النصوص التشريعية.

وأعلن الحزب وجود فساد مقنن في الدستور من خلال المواد 109 و45 166 التي اعتبرها موادا تفتح بابا لاستغلال نفوذ الرئيس وأعضاء النواب والحكومة من خلال قصر منع التعامل مع أموال الدولة مع ذواتهم دون الأزواج والأولاد، منتقدا كذلك الغاء المفوضية العليا لمكافحة الفساد.

ويري ''مصر القوية'' ان الدستور المعدل يخلق رئيس ديكتاتور من خلال صلاحيته بحل مجلس النواب، معتبرا ان النظام  رئاسي بامتيار، كما انتقد ما اسماه ''وصاية عسكرية'' في الدستور، معترضا على حصر مناقشة موزانة القوات المسلحة في مجلس الدفاع الوطني، ورافضا لمحاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، وتقيد الحق المطلق للرئيس في تعيين وزير الدفاع.

يلقي الضوء بشكل أكبر على لماذا ''لا'' على الدستور، محمد عثمان عضو المكتب السياسي لحزب ''مصر القوية''، في حواره معنا.

''لا'' على الدستور في حقيقة الأمر هل اعتراضا على مواد الدستور أم انها اعتراضا على الوضع السياسي الحالي؟

حزب مصر القوية يرى أن دستور 2013 هو نفس محتوى دستور 2012، لدينا تحفظ على المحتوى خصوصا في المواد الخاصة بوضع المؤسسة العسكرية ومواد العدالة الاجتماعية والمواد الخاصة بصلاحيات الرئيس.

على مستوي الوضع السياسي العام، لا يجوز صدور الدستور في وجود انقسام مجتمعي، هذا لن يخلق دستور توافقي، وهي نفس رؤيتنا في 2012، لتشابه الظرف السياسي، وان كان الوضع الحالي به عنف أكثر وحجم أكبر من إراقة الدماء سواء للجنود المصريين الذين يقتلون في سيناء أو المصريين الذين يقتلوا اثناء الاحتكاكات مع الشرطة.

بالإضافة للانتهاكات التي تتم منذ 3 يوليو والتي تستهدف النشطاء السياسيين، لذا فنحن في مناخ سياسي نرفضه، ونحن على يقين بان الظرف السياسي كله لن ينتج عن باي حال من الأحوال دستور يعبر عن مصر بعد ثورة وموجة ثورية أخرى في 30 يونيو.

لذا فالمناخ السياسي نفسه والاجراءات التي بها تجاوزات تدعونا اننا لا نشارك بتأييد هذا العبث على أقل تقدير.

لكن موقف حزب مصر القوية من بداية وضع الدستور هو موقف رافض والدليل رفضكم المشاركة لجنة الخمسين، أليس ذلك صحيحا؟

قرر الحزب عدم المشاركة في لجان الدستور، لكننا تجاوزنا اعتراضنا على آلية تطبيق خارطة الطريق وتفاعلنا إيجابيا مع اللجنة، وبالفعل أرسلنا مقترحتنا ورؤيتنا للتعديل وعلقنا على المحتوى، وحتى في الاستفتاء الحالي طالبنا بضمانات لنزاهته، فمصر القوية تسعي للتفاعل مع الحياه السياسية بأكبر قدر ممكن وبشكل يتوافق مع انحيازاتنا.

كنت أحد المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، كما ان رئيس الحزب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح منشق عن الجماعة، لذا هناك من يعتبر ان تصويتكم بلا محاباة للجماعة. ما ردك؟

موقف الإخوان وتحالف الشرعية مختلف عنا وهو المقاطعة، ونحن متهمون من قبلهم بالمشاركة في عملية عبثية واننا نعطي شرعية وغطاء لعملية بها تجاوزات.

والسؤال هنا، هل نرضى بعملية سياسية وصندوق أم اننا نريد صندوق تفصيل، مواقفنا ثابتة قلنا لا في دستور 2012 وكنا ضد الإخوان المسلمين، بالعكس أننا نرى من غير موقفه من لا على دستور 2012 لنعم حاليا، هو من بدل مواقفة، لان الدستور لم يختلف. ''لا'' هو اختيارنا، لأن هذا القرار الأنسب والأكثر اتساقا مع مبادئنا.

لكن الفكرة السائدة حاليا أن ''لا'' للدستور تعني ''نعم'' للإخوان.. تعليقك؟

إذا كان علينا جميعا ان نقول ''نعم'' اذن لماذا نقوم بالاستفتاء، نحن نرفض فكرة الفزاعة، وهي نفس الطريقة التي استخدمها الإخوان في دستور 2012، عندما روجوا بان ''لا'' للدستور تعني عودة الفلول. حزب مصر القوية رفض أن يصوت بـ''نعم'' على دستور 2012، ولم يخف من فزاعة عودة نظام مبارك، لذا نرفض تلك الفزاعة، ما يهمنا هل هناك ديمقراطية حقيقة ستطبق أم لا.

هناك من يرى أن هذا الدستور المعدل هو أفضل من دستور 2012..فهل ترى هذه الأفضلية؟

صياغة مواد الدستور المعدل أفضل من 2012، لكن يظل هذا الدستور ليس هو الدستور المأمول من شعب قام بثورتين.

هل نجحتم في الحشد للتصويت بـ''لا''؟

واجهنا مشكلة للوصول للمواطنين، بسب الاجراءات الأمنية والتعتيم الإعلامي، تقريبا 80 في المئة من القنوات لا تقبل بأي صوت يقول ''لا'' للدستور، وهي تستضيف 4 مؤيدين للدستور ليختلفوا هل هو حلو أم جميل، وهذا انعكاس لحالة العبث التي نعيشها.

خرج محافظ القليوبية ليقول من يصوت بلا هو خائن وعميل، اذن أين نذهب؟

ما يحدث أمر تجاوز المنطق. وقد تم اعتقال أربعة من شباب الحزب بتهمة وضع ملصقات خاصة بلا للدستور، ونحن نري ان التجاوزات التي تتم قد تجعلنا نتراجع عن لا لنصل لقرار بعدم الذهاب للصناديق.

أصوات متعددة تنادي بتمرير الدستور، وترك المواد الخلافية للتعديل في البرلمان القادم.. ما رأيك؟

أقول لمن ينادي بذلك، لماذا لم تطبق نفس المنطق على دستور الإخوان، يجب ان يكون لدينا ''مسطرة'' واحدة نحكم بها على الأمور، الإخوان قالوا لنا نفس الكلام، وكان لدينا نفس الرد لماذا ننتظر إصلاح ''العجلة'' ونحن في مرحلة تصنيعها.

في النهاية...ما هي توقعاتك لدستور 2013؟

دستور ''ساقط''، كما سقط دستور الإخوان، ربما هذا الدستور يستمر لمدة أكثر نتيجة مستوى القمع الذي يتم الآن.

 

دلوقتي تقدر تعبر عن رأيك في مواد الدستور الجديد من خلال استفتاء مصراوي..شارك برأيك الآن

 

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج