مخاوف من عودة ''شلل الأطفال''.. والمصل يتوفر الشهر القادم

كتبت- علياء أبو شهبة:

أعلنت وزارة الصحة مؤخرا عن إطلاق الحملة القومية للتطعيم ضد شلل الأطفال، في نهاية شهر نوفمبر القادم، وذلك بعد التحذير الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية من انتشار الفيروس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال تلك الفترة، والمتمثل في ظهور اشتباه في حالات إصابة بشلل الأطفال بسوريا والعراق، وعينات بيئية تحمل الفيروس بإسرائيل، بجانب حالات مصابة فعليا بالمرض في عدد من الدول الأفريقية.

كانت وزارة الصحة أطلقت حملة للتطعيم ضد المرض في شهر مارس الماضي بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال في عينات بيئية في منطقة عزبة الهجانة، وذلك من خلال إجراء روتيني يعرف ب''الترصد البيئي''.

أثار الإعلان عن حملة التطعيم المخاوف لدى بعض الأسر، نتيجة نزوح عدد كبير من اللاجئين السوريين إلى مصر والذين تقدر أعدادهم بنحو 300 ألف شخص، وفقا للإحصاءات الرسمية المعلن عنها، وهو ما دفع البعض للتردد على عيادات وزارة الصحة لتطعيم أبنائهم، وفي الوقت الذى خلت فيه هذه العيادات من المصل، تبارت فيه المستشفيات والعيادات الخاصة لتقديم المصل المجاني بأسعار متفاوتة تصل إلى 100 جنيه.

الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان، قال في تصريحات صحفية إن الحملة التي تبدأ يوم 17 نوفمبر القادم وتستمر لمدة ثلاثة أيام، تستهدف تطعيم جميع الأطفال من سن يوم إلى 5 سنوات، وتقدر أعدادهم بنحو 13 مليون طفل، وذلك بتكلفة 20 مليون جنيه، كما تشمل الحملة هذا العام تطعيم جميع الأطفال غير المصريين المقيمين بمصر بنفس المرحلة العمرية، وبشكل مجانى.

كما أكد رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان، على أن الحملة لها أولوية وأهمية قصوى، مشيرا إلى أهمية تجاوب المواطنين مع الحملة، والحرص على تطعيم أطفالهم، وذلك في ظل الوضع الذى تمر به مصر.

فزع واستغلال

''نهال الأمير''، ذهبت لمكتب الصحة للسؤال عن المصل وتفاجأت بعدم وجوده، ورغم ما سمعته من الطبيبة المختصة عن توفره في نهاية شهر نوفمبر، لكنها فضلت الذهاب إلى هيئة المصل واللقاح للحصول عليه.

بينما تفضل ''منال عبد الفضيل''، الانتظار لحين وصول العقار لتطعيم حفيدها، وتقول إنها لا تثق سوى في مكتب الصحة، وتفضل إتباع جدول التطعيمات الذى حصلت عليه عند ميلاد الطفل.

في السياق ذاته أشار أحمد عبدالله، أنه يفضل تطعيم ابنه في الوحدة الصحية، وانتظار وصول المصل والذى سأل عنه عدة مرات، معتبرا ان الوحدة أكثر ضمانا.

وقالت إيمان علام، إنها في حيرة بسبب عدم توفر المصل حتى الآن في عيادات وزارة الصحة، وأنها سألت عن سعره في العيادات الخاصة ووجدت أن الأسعار تفاوتت بين 10 و 40 و 100 جنيه، و أنها لا تعرف الأفضل لحماية ابنها و تخشى من التعرض للاستغلال.

فيما أوضحت لمياء أحمد أنها سمعت شائعات حول وجود الفيروس منذ أسبوعين، واتصلت بها عيادة طبيبة الأطفال لترشدها إلى الحضور وحصول ابنها على المصل التنشيطي رغم حصوله على نفس التطعيم قبل شهران، وذلك مقابل 100 جنيه.

في إحدى وحدات الرعاية الصحية في مدينة نصر، أكدت طبيبة الوحدة ل''مصراوي'' على أن الأسابيع الماضية شهدت توافد عشرات الأهالي الذين جاءوا للحصول على التطعيم، موضحة أن الشائعات بوجود طفلان مصابان بالفيروس هي السبب وراء حالة الفزع، مضيفة أن العيادات الخاصة استغلت الموقف لتحقيق مكاسب.

أضافت أن الأطباء و الحكيمات أصبحوا يتخوفوا من نزول الحملات نظرا إلى الإنفلات الأمني، حيث ترفض كثير من الأسر استقبالهم، وتقول إن الحملة من المرجح أن تتم من خلال الوحدات الصحية و العيادات المتنقلة و المساجد و الكنائس.

سر الوقاية

يوضح دكتور عبد الهادي مصباح، استشاري المناعة والتحاليل الطبية، أن الفيروس يتواجد في البراز ويبقى في مياه الصرف الصحي ولا يموت فيها، ويكون انتقاله من خلال تلوث الأيدي والطعام والشراب بالمياه المحملة بالفيروس، وهو ما يحدث في المناطق العشوائية أثناء لعب الأطفال في الشارع.

يضيف مصباح قائلا إن الوضع الحالي للفيروس يقتصر على وجوده في مياه الصرف الصحي، وهو ما يتطلب نزول حملات من وزارة الصحة للمناطق التى ثبت وجوده فيها للتطعيم، ومنع انتشار العدوى.

ويوضح أن التطعيم عبارة عن جرعة منشطة لا يضر الحقن بها حتى لو كان الطفل حصل عليها من قبل، أما عن عمر الأطفال الذين يمكن أن يتعرضوا للإصابة فهم الأطفال من عمر شهران و حتى أربع سنوات، ويكون التطعيم من خلال الفم.

وأعراض الفيروس كما يوضح تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة مع وجود أعراض عصبية، وفترة الحضانة لحين ظهور الأعراض من أسبوع إلى أسبوعين، وينصح بالتوجه إلى مستشفى الحميات فور اكتشافه.

يقول استشاري الحساسية و المناعة أن المصل يمكن الحصول عليه من خلال هيئة المصل واللقاح وفروعها، الموجودة في نوادي الشمس والصيد.

 

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك... اضغط هنا