إعلان

نسخ وكوفي وثلث.. جدران مساجد رشيد الأثرية متحف للخطوط العربية البديعة - صور

كتب : أحمد نصرة

01:51 م 21/09/2025

تابعنا على

البحيرة - أحمد نصرة:

بين جدران المساجد القديمة في مدينة رشيد، لا تقتصر الروحانية على محراب وصحن ومنبر، بل تمتد إلى الحروف المنقوشة التي تحولت إلى لوحات فنية خالدة. هنا، تتحدث الكتابات العربية عن تاريخ يمتد لقرون، خطته أيدي صناع مهرة جعلوا من الحرف العربي زينة للمآذن والقباب والأسبلة.:

في رشيد، المدينة التاريخية التي اشتهرت بعمائرها الإسلامية، لعب الخط العربي دورًا بارزًا في زخرفة المساجد والأضرحة منذ العصر العثماني، فقد وُجدت نصوص قرآنية وأشعار وأدعية منقوشة على الخشب والرخام، لتوثّق أسماء بُناة المساجد وتواريخ إنشائها، وتترك بصمتها الفنية على مداخل وأسبلة ومنابر هذه العمائر.

يقول أحمد حبالة، مدير آثار رشيد: "الخط العربي اكتسب قدسية خاصة لكونه لغة القرآن الكريم، ولذلك كان حضوره قويًا على عمائر رشيد، نرى ذلك بوضوح في أسبلة مساجد مثل العرابي والصامت والشيخ تقا، حيث نقشت آيات قرآنية وأدعية بخط النسخ الرائع".

ويضيف حبالة "لم تقتصر الكتابات على الأسبلة فقط، بل امتدت لتزين مداخل المساجد مثل الصامت والجندي، كما ظهرت على منابر خشبية بديعة في مساجد النور ودومقسيس والجندي والمحلي والعباسي، بخطوط كوفية زخرفية تشهد على مهارة الصناع".

ويكمل مدير آثار رشيد: "لدينا أيضًا شواهد نادرة مثل النص المنقوش على الجدار الشمالي لمسجد دومقسيس، والذي يسجل تاريخ إنشائه بطريقة حساب الجُمّل، بالإضافة إلى الكتابات التي تحيط بعقد مدخل ضريح الجامع المحلي".

ويشير حبالة إلى أن تنوع الخطوط أضفى ثراءً بصريًا وروحانيًا على هذه المباني: "استخدم الخط الكوفي لجمال زخرفته، وخط النسخ لسهولة قراءته ووضوحه، كما ظهر خط الثلث في بعض المساجد والأضرحة ليمنحها مظهرًا فخمًا، وبهذا أصبحت مساجد رشيد سجلًا فنيًا حيًا يجمع بين قدسية المعنى وروعة الحرف".

تبقى الكتابات العربية في مساجد رشيد أكثر من مجرد نقوش على جدران قديمة؛ إنها رسائل خالدة من الماضي، تحمل روح الفن الإسلامي وتروي قصة مدينة لا تزال حروفها تنبض بالحياة.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان