إعلان

"تماسيح في قلب الجبل".. معبد "نيرون" يكشف أسرار حضارة منسية بالمنيا (صور)

كتب - مختار عاشور:

10:03 م 20/07/2025

تابعنا على

في قرية طهنا الجبل التابعة لمركز المنيا، على بعد نحو 13 كم شمال المحافظة، يقع معبد فريد من نوعه يعود إلى ما يقرب من 2000 عام.

يرجح الأثريون أن المدينة القديمة أُطلقت عليها اسم "أكوارس" في العصور الفرعونية واليونانية المنطقة لم تُدَرَّج ضمن المسارات السياحية الرئيسية، خصوصًا بسبب ضعف البنية التحتية وطريق الوصول غير الممهّد.

- الطوابق الثلاث تُخبّر قصة معبد

يُعد معبد "نيرون" من أندر المعابد في مصر لكونه منحوتًا في الصخر ويتكوّن من 3 طوابق متتالية، وهذا نادر في معابد الصعيد.

ويضم الطابق الأول صالة كبيرة بطول نحو 20 مترًا، مدعومة بـ8 أعمدة، ومخازن للعلـا، وصالة تؤدي إلى "قدس الأقداس"، ومقصورة للإلهة حتحور، وبعض آبار الدفن بالإضافة إلى 4 مقابر منحوتة في الصخر.

- غرفة التماسيح.. سر يجذب الأنظار

أكثر ما يميز المعبد هو غرفة "سوبك" المخصصة لعبادة إله التمساح، وهي أكثر ما يميز المعبد. وتضم تلك الغرفة مجموعة من التماسيح المحنطة بأحجام كبيرة، وتخرج منها أسنان تلك التماسيح في مشهد يجذب نظر أي زائر. ولن تجد مثل تلك الغرفة في أي مكان أثري آخر في المحافظة سوى معبد نيرون.

يعد التقاط صور خاصة لغرفة التماسيح بمثابة نافذة على دين قديم ضاع زمنه.

- نقوش ومخططات تتحدث عبر الزمن

الغرف في الطابقين الثاني والثالث مزخرفة بنقوش فرعونية تغطي الجدران والسقف، وبعضها ما زال محافظًا على لونه الداكن الأصلي. الأعمدة الخارجية والدرجات الحجرية ما زالت قائمة رغم تعرضها للتشقق بسبب قرب المحاجر والتفجيرات الصناعية في المنطقة التي تؤثر على المعبد.

- أطلال المدينة الأثرية حول المعبد

المعبد مُحيط بأطلال مدينة قديمة (أكوارس)، تتضمّن بقايا فخار يُستخدم في تخزين الغلال والأطعمة، وتنتشر حوله مصاطب ومقابر من العصرين القبطي والإسلامي، مما يمنحه طابعًا متعدّد الطبقات الزمنية.

- تحت التفتّش.. حماية يتطلب اهتمامًا

رغم قيمة المعبد التاريخية العالية، إلا أن طهنا الجبل ما زالت غير مُجهزة سياحيًا، وتواجه تحديات صعبة كـتنقيط المياه الجوفية والتعرض للاهتراء بسبب عمليات التفجير القريبة في المحاجر. مما يهدد سلامة المعبد على المدى الطويل.

- ملك رومانى يستعيد بصمته

المعبد يُنسب إلى الإمبراطور الرومانى نيرون، الذي تأثر بتدين الشعب المصري في الزمان القديم، فأسس هذا الصرح لإبراز اسمه من خلاله، ويُعد أثرًا نادرًا من عهد الأسرة الجوليوكلودية المستقلة.

- معبد تحكيه حجارة الزمن

معبد نيرون في طهنا الجبل ليس مجرد بقايا أثرية، بل هو متحف صامت منحوت في الصخر، يروي قصة حضارات مصر المتعاقبة عليها.

وإن لم يُسلّط عليه الضوء بعد، فإنه يُمثل فرصة كبيرة لاستنفار الباحثين والسياحة الثقافية لصعيد المنيا، وربما يظل تحت التراب حتى يُكتشف بالكامل، لكنه حاضرٌ في وجدان كل ناطق بالتاريخ.

ورغم أهمية المعبد، إلا أن الكثيرين من أبناء المنيا لا يسمعون عنه شيئًا نظرًا لندرة الزيارات السياحية له، وعدم إلقاء الضوء عليه في المناسبات المختلفة، أسوة بباقي المناطق الأثرية الشهيرة.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان