"فصل الرأس عن الجسد".. قصة عريس ذبح زوجته بعد ساعات من الزفاف بأسيوط
كتب : محمود عجمي
محاكمة المتهم بقتل زوجته
أسيوط ـ محمود عجمي ومختار صالح:
في صباحية كان يُفترض أن تكتب بداية حياة جديدة، تحوّل الفرح إلى مأساة، والزينة إلى دماء، والبيت الذي استقبل الزفاف بالأغاني صار شاهدًا على جريمة أبكت قرية الفيما بأكملها، لم يكد أهالي القرية يستوعبون خبر زواج "محمد" و"أزهار"، حتى صُدموا بخبر تقشعر له الأبدان، العريس قتل عروسه في صباحية الزفاف، ثم حمل رأسها إلى والديه قائلاً: "ما شوفتش دم".
اليوم، وبعد شهور من التحقيقات والصدمات والاعترافات الباردة، أسدلت محكمة جنايات أسيوط الستار على القضية، وأصدرت حكمها بالإعدام شنقًا للعريس القاتل.
- تفاصيل جريمة هزت أسيوط
صدر الحكم من الدائرة الرابعة الاستئنافية بمحكمة جنايات أسيوط، برئاسة المستشار جمال إبراهيم الشريف، وعضوية المستشارين هاني تاج الدين السيد ومحمد جمال علي، بعد إدانة المتهم "محمد. م. ب" (24 عامًا)، طالب، بقتل زوجته "أزهار. ع. م" (16 عامًا) داخل مسكن الزوجية.
البداية كانت ببلاغ غريب وصل إلى مركز شرطة الفتح، يفيد بأن عريسًا يقرّ بقتل زوجته بعد ساعات قليلة من دخوله بها. انتقلت قوة المباحث سريعًا إلى المنزل، لتجد مشهدًا يفوق الوصف: العريس جالس في صمت بجوار جثة زوجته، رأسها مفصول عن جسدها أمام باب الحمام، والسكين ممددة إلى جواره كأنها تشارك في الاعتراف.
- صباحية.. تحولت إلى لحظة رعب
أمام النيابة، روى المتهم التفاصيل ببرود مخيف، قال إنه عقد قرانه على "أزهار" يوم 1 سبتمبر 2024، وصعدا إلى شقتهما بعد انتهاء الفرح، وفي صباحية اليوم التالي، بدأ الشك ينهش قلبه، فقط لأنه لم يرَ دماءً بعد العلاقة الزوجية.
لم يستفسر، لم يتحقق، لم يعطِ لنفسه أو لعروسه فرصة لتفسير أي شيء. اتجه إلى المطبخ، أحضر سكينًا حادًا، وعاد إلى زوجته التي كانت تستعد لدخول الحمام. وبضربة غادرة، ذبحها من رقبتها حتى فصل الرأس عن الجسد.
لم يتوقف هنا، بل حمل الرأس بين يديه ونزل إلى والديه في الطابق الأرضي، في مشهد لا يزال محفورًا في ذاكرة كل من رآه أو سمع به.
- الطب الشرعي يفجّر المفاجأة
جاء تقرير الطب الشرعي ليفند كل ما بناه القاتل من شكوك، أكد التقرير أن: غشاء البكارة من النوع الحلقي، وما به من قطوع حديثة ناتجة عن العلاقة الزوجية وليست دليلاً على عدم العذرية، بالإضافة إلى وجود جروح ذبحية وفصل كامل للرأس عند مستوى الفقرات العنقية الثانية والثالثة.
أما التحريات فقد أكدت أن المتهم لا يُعاني من أي اضطراب نفسي أو عقلي، وأنه ارتكب جريمته بدافع الشك فقط، دون أي أساس أو دليل.
اليوم، ومع النطق بحكم الإعدام، أسدل الستار على واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة أسيوط في السنوات الأخيرة، جريمة لم تقتل "أزهار" فقط، بل قتلت براءة فتيات كثيرات، وكشفت حجم الجهل والشائعات التي قد تفضي إلى نهايات مأساوية.