تأخر الظاهرة بسبب الغيوم.. الفيوم تحتفل بتعامد الشمس على معبد قصر قارون
كتب : حسين فتحي
معبد قصر قارون
الفيوم – حسين فتحي:
احتفلت محافظة الفيوم، اليوم الأحد، بالظاهرة الفلكية الفريدة التي تتكرر صباح يوم 21 ديسمبر من كل عام، والتي تُعلن انطلاق فصل الشتاء، حيث تتعامد الشمس في هذا اليوم على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون. وتستمر هذه الظاهرة قرابة 25 دقيقة، في حدث عالمي وظاهرة فلكية نادرة.
إلا أن الظاهرة هذا العام تأخرت لأكثر من ثلاثين دقيقة، بسبب كثافة السحب والغيوم التي سيطرت على منطقة الاحتفال بمنطقة قصر قارون جنوب بحيرة قارون.
وذكر الأثري أحمد عبد العال، مدير عام آثار الفيوم الأسبق، أنه منذ اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس على معبد قصر قارون قبل 15 عامًا، تولي المحافظة اهتمامًا بالغًا بها، لكونها ظاهرة فلكية فريدة. ويشارك في تنظيم الاحتفالية، بالتعاون مع المحافظة، وزارتا الآثار والثقافة، وهيئة تنشيط السياحة بالفيوم، وذلك في إطار الجهود الدائمة لتنشيط الحركة السياحية والتعريف بما تزخر به المحافظة من إمكانيات سياحية وأثرية وثقافية وبيئية.
وقال الدكتور معتز أحمد إن معبد قصر قارون يقع على الجانب الجنوبي الغربي لبحيرة قارون، ويرجع تاريخه إلى الحقبة اليونانية الرومانية، وليس له علاقة بقارون المذكور في القرآن الكريم، وإنما سُمّي بهذا الاسم نتيجة القرون المنتشرة في بحيرة قارون، حيث أطلق عليه السكان المحليون هذه التسمية.
وأضاف عبد العال أن معبد قصر قارون يُعد من بين المعابد المتكاملة المتبقية، ويقع في نهاية الطرف الشمالي من مدينة الفيوم بالقرب من بحيرة قارون، ويُعتبر المركز الديني للمدينة، حيث كُرّس لعبادة المعبود سوبك والمعبود ديونيسيوس الإغريقي.
وأوضح أن المعبد مرّ في بنائه بمرحلتين أساسيتين؛ الأولى من العصر البطلمي، وتمثل البنية الأساسية للمعبد والمكونة من ثلاثة طوابق، والثانية من العصر الروماني، وتمثل مراحل الإضافة على المعبد. ويتخذ المعبد شكل المستطيل بمحور شرقي–غربي، ويبدأ من الجانب الشرقي، ويتكون من صالتين كبيرتين تؤديان في نهايتهما إلى قدس الأقداس، الذي يتكون من ثلاث مقاصير.
وتُعد ظاهرة تعامد الشمس على معبد قصر قارون في الحادي والعشرين من شهر ديسمبر من كل عام ظاهرة معمارية فلكية فريدة، حيث تتعامد أشعة الشمس على قدس أقداس المعبد، وسرعان ما تغمره بالضوء.