ألف شخصية.. مكتبة الإسكندرية تدشن مرحلة جديدة من "ذاكرة مصر المعاصرة"
كتب : محمد البدري
مكتبة الإسكندرية تدشن مرحلة جديدة من ''ذاكرة مصر ا
الإسكندرية - محمد البدري:
أعلنت مكتبة الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، عن تدشين مرحلة جديدة من مشروع "ذاكرة مصر المعاصرة"، تضمنت إطلاق "موسوعة أعلام مصر" التي تضم ألف شخصية مصرية من القرنين التاسع عشر والعشرين، إلى جانب عرض ألبوم صور نادر لرئيس الوزراء الأسبق حسين سري باشا يُعرض لأول مرة، وذلك خلال ندوة موسعة نُظمت بمركز المؤتمرات بالمكتبة.
وشهدت الندوة، التي افتتحها الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، حضور نخبة من المؤرخين والأدباء وأفراد من أسرة حسين سري باشا، إلى جانب باحثي المشروع.
وأكد زايد في كلمته الافتتاحية أن "التذكر الجمعي" يمثل ركيزة للهوية الوطنية ومسألة أمن قومي، مشددًا على أن مصر "ليست عاجزة تاريخيًا"، بل تزخر بإرث من الإنجازات يجب توثيقه ومشاركته لمواجهة ما وصفه بـ"حالة اللايقين" التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي.
من جانبه، أوضح الدكتور سامح فوزي، المشرف على المشروع، أن "ذاكرة مصر المعاصرة" تمثل نموذجًا للتكامل بين قطاعات المكتبة، وتهدف إلى تقديم معرفة تاريخية موثقة تسهم في رفع الوعي العام. وأشار إلى أن الموسوعة الجديدة تسلط الضوء على شخصيات مؤثرة لم تحظَ بالاهتمام الكافي، في إطار سعي المشروع لإثراء الذاكرة الوطنية.
وتناولت الجلسة الأولى، التي أدارها الدكتور أحمد سمير، الجوانب التقنية للمشروع، حيث استعرضت المهندسة سمر فرج إمكانات المستودع الرقمي (BAM) في حفظ الوسائط الإلكترونية وحماية حقوق الملكية الفكرية، إلى جانب الأرشيفات الرقمية المتفرعة عنه، مثل "وصف مصر" والأرشيفات الرئاسية والصحفية.
كما كشف أحمد حسن، أخصائي التوثيق بالمشروع، عن إهداء قدمه فؤاد يونس، حفيد حسين سري باشا، للمكتبة، ويضم صورًا نادرة لرئيس الوزراء الأسبق وعائلته، إلى جانب صور للملكة فريدة والأمير محمد علي توفيق وأبطال مصريين في رياضة الشيش، مؤكدًا أهمية التعاون مع العائلات في توسيع آفاق الكتابة التاريخية.
وفي السياق ذاته، استعرضت إيمان الخطيب، سكرتير تحرير مجلة "ذاكرة مصر"، كواليس إصدار العدد الخاص "برلمانات ونواب"، الذي يوثق تطور الحياة النيابية في مصر منذ مجلس شورى النواب عام 1866 وحتى نهاية القرن العشرين، مشيرة إلى حرص المجلة على تقديم التاريخ بشكل مبسط ومصور للجمهور العام.
واختتم الجلسة الأستاذ معتصم فهمي، أخصائي مبادرة "مصر الغد"، بعرض موسوعة "أعلام مصر"، مستعرضًا نماذج لشخصيات بارزة مثل المهندس أدريان دانينوس، والموسيقار أحمد فؤاد حسن، والفنان التشكيلي الحسين فوزي.
وفي الجلسة الثانية، ناقش المشاركون تطور الحياة النيابية في مصر من منظور تاريخي ونقدي، حيث استعرضت الدكتورة لطيفة سالم المحطات الرئيسية للحياة البرلمانية، بينما حذر الدكتور أحمد الشربيني من تزييف الوعي التاريخي عبر وسائل التواصل، مشيدًا بتجربة "لجنة الثلاثين" التي وضعت دستور 1923.
وقدمت الكاتبة سلوى بكر قراءة أدبية للمشهد السياسي، منتقدة نخبوية العمل السياسي، فيما تناول الدكتور شريف إمام أستاذ التاريخ الحديث المساعد بكلية الآداب جامعةعين شمس، إشكاليات فقدان التراكمية وعدم الاستقرار المؤسسي في التجربة النيابية المصرية، كما عرض الدكتور محمد محروس مدرس التاريخ الحديث بكلية الآداب سيرة النائب الراحل سيد جلال، كنموذج للنائب العصامي الذي خدم مجتمعه بعيدًا عن الانتماءات التقليدية.
واختتم الدكتور أحمد زايد الندوة بالتأكيد على التزام المكتبة بتقديم نماذج وطنية تقوم على الإنجيًا إلى تبني الأفكار الخلاقة التي تثري الذاكرة الوطنية وتعزز الانتماء.