"نلتقي في الجنة".. رسالة عروس الفيوم الأخيرة قبل أن يبتلعها بحر يوسف
كتب : مصراوي
عروس الفيوم
الفيوم - حسين فتحي:
"نلتقي في الجنة".. بهذه الكلمات الموجعة، ودّعت أسماء زوجها، قبل أن تترك هاتفها ومصحفها وذهبها على حافة بحر يوسف، وتلقي بنفسها في مياهه لتنهي حياتها بعد 45 يومًا فقط من زفافها.
قصة العروس البالغة من العمر 23 عامًا هزت قرية دمشقين بالفيوم، وكشفت عن مأساة بدأت بقصة حب وانتهت بخلافات أسرية لم تقوَ على تحملها.
قبل شهر ونصف، زُفت أسماء، الحاصلة على ليسانس الآداب، إلى حبيبها أمير، العامل البسيط البالغ من العمر 27 عامًا، بعد قصة حب أصرت خلالها على الارتباط به رغم فارق التعليم. وبعد عامين من الخطوبة، انتقلا إلى "عش الزوجية" في منتصف أغسطس الماضي.
مر الأسبوع الأول بسلام، لكن سرعان ما بدأت الخلافات تدب بين العروس وأسرة زوجها في الأسبوع الثالث، بحسب تحريات العقيد معتز اللواج مفتش مباحث مركز الفيوم.
تصاعدت المشاكل بسبب "تدخل أهالي أسرة الزوج في حياتهما الخاصة"، وتكليفها برعاية الماشية، وهو ما لم تتقبله الزوجة التي وصفت بأنها "حساسة للغاية".
غضبت الزوجة وعادت إلى منزل أسرتها، لكن الزوج لم يتحمل الفراق، فذهب إليها وتعهد بحمايتها من تدخلات أسرته. إلا أن الوعود "تبخرت"، بحسب المصدر، وعادت الخلافات لتؤثر على حالتها النفسية. وأمام عجز زوجها عن "تحجيم دور أسرته"، قررت أسماء إنهاء حياتها.
قبل لحظات من إلقاء نفسها في الماء، أرسلت لزوجها أمير الذي كان في عمله رسالة بصورة المكان الذي اختارته كنهاية لحياتها.
قال الزوج إنه أسرع إلى الموقع فور رؤية الرسالة، لكن عملية إنقاذها تأخرت.
وكشف شهود عيان حضروا انتشال الجثة أنها قامت بربط ملابسها بقدميها بإيشارب "حتى لا ينكشف جسدها"، وتركت رسالة في حقيبتها تطلب فيها من زوجها أن يسامحها، مؤكدة أنها تحبه و"أن موعدهم معًا سيكون يوم القيامة".
وقررت نيابة مركز الفيوم تشريح الجثة والتصريح بدفنها لعدم وجود شبهة جنائية.